• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات


علامة باركود

شرح العقيدة الواسطية (3)

شرح العقيدة الواسطية (4)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 22/8/2015 ميلادي - 7/11/1436 هجري

الزيارات: 10761

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح العقيدة الواسطية (3)


بل يؤمنون بأن الله سبحانه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].


فإنَّ الله نفى أن يشابهه أيُّ شيء أو يُماثله أيُّ شيء، فقال: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]؛ لأنه واحد، فكما أنه واحد في ذاته فهو واحد في أسمائه وصفاته، لا شبيه له، ولا مثيل له، وواحد في أفعاله لا يُشابِهه شيء.

 

نَفى في أوَّل الآية التمثيل، وردَّ في آخرِها على أهل التعطيل لمَّا أثبت أنه سميع بصير:﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]؛ فهو السميع، له سمع يسمع الأصوات، والبصير، له بصر يدرك الْمُبصَرات، وهذا هو مذهب السلف في أسماء الله وصفاته؛ أنهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله من الأسماء والصفات، وهذا الإثبات على الوجه اللائق بالله عظمةً وجلالةً، من غير تحريف، ومن غير تَعطيل، ومن غير تكييف، ومن غير تمثيل، وإنما على ما يليق بالله؛ كما مدَح نفسَه بقوله: ﴿  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

ولهذا قال:

فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يُحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعِه، ولا يُلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يُكيِّفون ولا يُمثِّلون صفاته بصفات خلقه سبحانه وتعالى:

هذه الجملة يُمكن أن نُعنصرَها بقولنا: ما خصائصُ مذهب أهل السنَّة في الأسماء والصفات؟

 

خصائص أهل السنة والجماعة هي:

1- الأولى: أنهم لا يَنفون عن الله ما وصف به نفسَه، وما وصفه به رسولُه صلى الله عليه وسلم، فسمَّى سبحانه نفسَه في القرآن بأنه سميع، وبصير، وعليم، وعليٌّ - له علوٌّ - وجبار، وبأنه الأول والآخِر، والظاهر والباطن، فلا يَنفون عن الله ما وصف به نفسه، أما أهل التعطيل وأهل التمثيل يَنفون عن الله ذلك؛ فالممثِّلة يقولون: إنَّ صفات الله التي وصف بها نفسه كصفات المخلوق، فوصفوا الله بالنقائص لما شبَّهوه بالمخلوق، والمعطِّلة نفَوا عن الله ما وصف به نفسه؛ تحت أصل التحريف الذي سمَّوه تأويلاً، أو سموه تنزيهًا، فدرَجوا تحته أن يَنفوا عن نفسه الكمال.

 

الله وصَف نفسه بأنه استوى على العرش في سبعة مواضع في القرآن[1]، فيقول المعطِّلة: ما استوى، ولكن استولى على العرش! فنَفَوا عن الله ما وصف به نفسَه، وكذلك نفَوا عن الله ما وصفه به رسولُه صلى الله عليه وسلم، فالرسول وصَف الله بأنه يَضحك، ووصفَه بأنه يغضب، وأنه له أصابع... وهُم يَنفون عنه ذلك!

 

2- الثانية: أنهم لا يحرِّفون الكلم عن مواضعه؛ فالتحريف منفيٌّ عن أهل السنَّة؛ لأنهم لا يؤولون كلام الله وكلام رسوله تأويلاً يُخرج اللَّفظ عن معناه وإن سمَّوه تأويلاً، لكنه هو في الحقيقة ليس تحريفًا للكلم عن مواضعِه كما حرَّف أهلُ الكتابين كتابَ ربهم عن مواضعه، والتحريف: التأويل الفاسد، وقد عده العلماء طاغوتًا من طواغيت أهل البدع في رد النصوص؛ كما نصَّ عليه ابن القيم في "الصواعق المرسَلة".

 

3- الثالثة: أنهم لا يُلحدون في أسماء الله وآياته، والإلحاد هو الميل في أسماء الله التي سَمى بها نفسه، وفي آياته الشرعية التي اشتملت على الصفات، واشتملت على أمور العقيدة، واشتملت على التفاصيل والأحكام؛ لأن الله سبحانه نهانا عن ذلك في قوله: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ﴾ [الأعراف: 180].

 

4- الرابعة: أنهم لا يُكيِّفون أسماء الله وصفاته، فلا يَعتقدون عِلمَهم بكيفيَّة أسماء الله وصفاته وذاته؛ لأنَّ هذا مما أُخفي عنهم علمُه كما قال السَّلَف: والكيف مجهول.

 

5- الخامسة: أنهم لا يمثِّلون صفاتِه بصفات خَلقه، فلا يقولون: صفات الله مثل صفات المخلوقين، وكلامه ككلام المخلوقين، وسمعُه كسَمعهم، وعُلوُّه كعُلوِّهم، لا، وهذا من خصيصة مذهب أهل السنة، الذي تميَّزوا به عن أولئك المنحرفين.

 

سيأتينا في باب الصفات أنهم وسَط بين المشبِّهة الممثِّلة، وبين المعطِّلة المؤوِّلة كما أخرج الله اللبن أبيضَ صافيًا من بين فرثٍ ودم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين؛ فمِن بين فرث - فرث التمثيل - ومن بين دم - دم التعطيل - أخرج الله هذا المذهب صافيًا، فهذه خصائصهم.

 

أنواع الإلحاد في أسماء الله:

والإلحاد في أسماء الله أنواع؛ منها:

1- أولاً: تسمية المخلوق بأسماء الخالق؛ فيسمَّى المخلوق بالله، أو يُجعَل له تسعة وتسعون اسمًا، كما فعله بعض الطغاة، وكمن سمى المخلوق ملك الناس.

 

2- ثانيًا: ومن الإلحاد تسمية الخالق بأسماء المخلوق، وهو أن تسمي الله بما لم يسمِّ به نفسه؛ ولهذا فالفلاسفة والمتكلمون يسمون الله بالمخترع، والمتكلمون يسمون الله بالصانع القديم، فتسمية الله بما لم يسم به نفسه إلحاد في أسماء الله.

 

3- ثالثًا: أن يسمى الله بما لم يسم به نفسه؛ فالنصارى سموا الله بالأب والابن وروح القدس، والفلاسفة سمَّوا الله بالأزلي، أو بالعلة الفاعلة، أو بعلة الأفلاك، وهنا سموا الله بما لم يسم به نفسه، وهذا إلحاد.

 

4- رابعًا: ومن الإلحاد أيضًا أن يسمى المخلوق بمشتقات أسماء الله؛ كما جاء أن المشركين سموا اللات من اسم الله الإله، وسموا العزى من اسم الله العزيز، كما جاء ذلك عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما، وهذا إلحاد في أسماء الله.

 

5- خامسًا: نفي أسماء الله كلها؛ كما عليه الجهمية والفلاسفة، أو بعضها؛ كما عليه المعتزلة والرافضة.

 

أنواع الإلحاد في صفات الله:

وكذلك الإلحاد في صفات الله يندرج عليه هذه الأقسام؛ أن يوصف الله بصفات المخلوق، أو يوصف المخلوق بصفات الخالق، أو ينسب إلى الله من الصفات ما لم يصف به نفسه.

 

لأنه سبحانه وتعالى لا سميَّ له:

أي: إنه ليس ثمة مَن يستحق اسمَه سبحانه على الحقيقة؛ فقد يُسمى الاسم كالاسم، فالله يُسمَّى العزيز وقد يسمى المخلوق عزيزًا؛ كما قال تعالى: ﴿ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ ﴾ [يوسف: 51]، وسَمى الله نفسه بالملك، وسمى بعض خلقه مَلكًا فقال: ﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ﴾ [الكهف: 79]، لكن الاسم هنا كالاسم لفظًا، مع عِظَم المباينة والمُفارَقة حقيقةً ومعنى، ولهذا قال: الاسم كالاسم، والمُسمَّى ليس كالمسمى؛ فقوله: لأنه لا سميَّ له؛ أي: إنه ليس أحدٌ يستحق اسمه سبحانه وتعالى على الحقيقة؛ كما قال: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]؛ أي: لا أحد يُساميه.

 

ولا كفء له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى:

أي: إنه لا أحد يكافئه بأن يُماثله أو يناظرَه، أو يساويَه أو يساميَه، ولا ندَّ له (كفء)، ولا يقاس بخلقه سبحانه، قال نُعيم بن حمَّاد: "مَن شبَّه الله بخلقه كفرَ، ومَن جحَد ما وصف الله به نفسه أو وصفَه رسولُه كفَر، وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيهٌ".

 

أنواع الأقيسة:

ولا يُقاس بخلقه؛ لأن الخالق لا يَدخل مع المخلوق في قياس تمثيلي، أو شمولي؛ ولهذا فإن مصادر الأدلة الفقهية أربعة: الكتاب، والسنَّة، والإجماع، والقياس، وأما العقيدة فمَصادرها ثلاثة: الكتاب، والسنَّة، والإجماع الصحيح، وأما القياس فليس له اعتبار؛ لأن الله لا يقاس بخلقه إلا قياسًا واحدًا، وهو قياس المثل الأعلى.

 

وتسميته قياسًا على جهة الاصطلاح، وإلا فإن حقيقتَه ليس بالقياس؛ لأنَّ القياس المنفيَّ هو القياس الشمولي، أو القياس التمثيلي المشهور عند الأصوليِّين، وهو: إلحاق الفرع بالأصل في الحكْم لعلَّة جامعة بينهما، ولا يَجوز أن يلحق الله بخلقِه أو يلحق المخلوق بالخالق، وهذا معنى قوله: ولا يُقاس بخلقه سبحانه وتعالى، وقال في سبب ذلك:

فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثًا من خلقِه:

ولهذا كان وصف الله لنفسِه، وتسمية الله نفسه - أعظمَ شيء؛ لأنه أعرف بنفسه، وهو أعرف بخلقِه وما يعرفون ويُدركون، وما تُقلُّه قلوبهم، وتُدركه مَداركهم وعقولهم، ولهذا أمرنا أن نُثبت له ما أثبته لنفسه، ولا نَدخل متهوِّكين بآرائنا لمعرفة كيفية ذلك، ولا معطِّلين لله بالتأويلات الفاسدة، ولا ممثِّلين له بخلقه، ولا محرفين كلامَه عن معناه، ولا معطلين؛ لأنه تعالى أعلم بنفسه، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثًا من خلقِه؛ كما جاء في القرآن: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]، ﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [آل عمران: 95].



[1] في سور: الأعراف، ويونس، والرعد، والفرقان، والسجدة، والحديد؛ ففيها كلها: ﴿ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: 54]، والموضع السابع في سورة طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5].




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة