• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة الفساد

خطبة الفساد
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 1/2/2025 ميلادي - 2/8/1446 هجري

الزيارات: 3530

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة الفساد

 

الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين، ﴿ الحمد لله الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 43]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي بعثه للعالمين بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسار على نهجه، واقتفى أثرهم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا أما بعد:-

أيها الناس! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

 

أيها المؤمنون!

جاء في الصحيحين[1] من حديث أبي حميدٍ الساعدي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: "بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا من الأزد يُقال له ابن اللتبية للصدقة يأخذها من بعض القوم، فلما جاء قال: يا رسول الله، هذا لكم وهذا أُهدي لي، فرقى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال الرجل نبعثه في الأمر الذي ولاني الله، ثم يأتينا فيقول: هذا لكم وهذا أُهدي لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه ونظر أتأتيه هديته» ثم قال: «والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحدٌ من هذا المال بغير وجه حقه إلا جاء به يوم القيامة، إن كان بعيرًا جاء به وله رغاء، وإن كان بقرةً جاء بها ولها خوار، وإن كان غنمًا جاء بها وهي تعير».

 

في هذا الحديث أصلٌ عظيم؛ أن المال العام لا يجوز التعدي عليه بوجهٍ من الوجوه، لا من جهة التأويل، ولا من جهة الاستعطاف، ولا من جهة النُّهبة والسرقة والأخذ منه على جهة الخفية، ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 161].

 

وفي مرجعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة القرى مات مولىً له، فقال الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم: هنيئًا لفلانٍ الجنة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلا والله، إن الشملة التي غلها لتشتعل عليه في قبره نارًا».[2]

 

هذه الأدلة بمجموعها يا عباد الله دلت على وجوب صيانة المال العام، مال المسلمين، بحفظه عند ما تؤتمن عليه، وأنه لا يجوز لك أن تعتريه أو تأخذ منه بغير وجه حق، وإن من ضعفاء النفوس من يقول: إن المال مال الدولة، وإن هذا المال مستباح، فالحلال ما حل بأيدينا. ألا فليتق الله هؤلاء وليعلموا أن عنوان الفساد في كل زمانٍ وفي كل عصر وفي كل دولة هو الانتهاك من هذا المال العام الذي يتعلق ببيت مال المسلمين، والذي أناطه الله عَزَّ وَجَلَّ بولي أمر المسلمين، ينفقه في وجوهه، وهو الذي سيحاسبه ربه عليه.

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه ومن سلف من إخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم رضوانه، أما بعد؛ عباد الله:

وإن من عنوان الفساد في الناس فيما يتعلق بهذه الأموال أخذ الرشوة حتى يستغل نفوذه في إنفاذ ما يريده المرتشي، والرشوة يا عباد الله كبيرةٌ من كبائر الذنوب، توعد عليها نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باللعن وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله؛ ففي الصحيح يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش»[3]، فالراشي هو الذي يدفع الرشوة، والمرتشي هو الذي يأخذها، والرائش هو السمسار والساعي بينهما.

 

والرشوة في آخر الزمان سُميت بغير اسمها، يسميها بعض الناس بالأتعاب، أو يسمونها حق الطريق والشاي، أو يسمونها عرقته وما يتعلق بهذا، وهي رشوةٌ لا يخرجها تغيير مسماها عن معناها وحقيقتها.

 

فاتقوا الله -عباد الله- وانظروا ما يدخل عليكم من هذه الأموال، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل، فأعدوا للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا.

 

واعلموا -عباد الله- أن استغلال النفوذ بجميع أنواعه، وأخذ مال الدولة بأي المعايير غير المشروعة أن كل ذلك محرمٌ ومجرمٌ شرعًا ونظامًا.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه البخاري (6979)، ومسلم (1832) بنحوه.

[2] أخرجه البخاري (4234)، ومسلم (115) بنحوه.

[3] أخرجه أحمد (22399) بلفظ: (لعن رسول الله صلى الله عليـه وسلم الراشي والمرتشي والرائش)، وعنده برقم (9023) و(9031) بلفظ: (لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم)، وأخرجه الترمذي (1336) -واللفظ له- وأبو داود (3580): (لعن رسول الله الراشي والمرتشي في الحكم).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة