• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

معرفة الله تعالى حقيقتها وثمراتها

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 2/10/2013 ميلادي - 27/11/1434 هجري

الزيارات: 100827

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معرفة الله تعالى حقيقتها وثمراتها


الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم عنده تمترون.

 

وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون. أحمده سبحانه له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير. يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور. وأشهد أن لا إله إلا الله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون وأشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنـزل معه أولئك هم المفلحون.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله واعرفوه سبحانه بتدبر معاني أسمائه وصفاته وأثارهما في أنفسكم وغيركم من مخلوقاته فإن معرفة الله تعالى هي العلم به المتوصل إليه بتدبر وتفكر فمعرفة العبد بربه تبارك وتعالى هي العلم الخاص الذي يتوصل إليه بتدبر وتفكر في أسمائه وصفاته وآياته ومخلوقاته فإن الخلق لا يحيطون بالله قال تعالى ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]، فإن العبد يعرف ربه ولا يعلمه ذلك لأن العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً والله يقول عن نفسه ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103]، وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم - "والله إني أخشاكم وأتقاكم"، فلما كان - صلى الله عليه وسلم - أعلم بالله كان لله تعالى أتقى ومنه أخوف وله أرجى وإنما كان - صلى الله عليه وسلم - بالله أعرف لما أنـزل الله عليه من الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم وإلا فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يرى ربه بعيني رأسه كما قال - صلى الله عليه وسلم - "رأيت نورا" وقال - صلى الله عليه وسلم - "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا".

 

عباد الله:

اعرفوا ربكم تبارك وتعالى بآياته ومخلوقاته فإنها آثار لأسمائه وصفاته ودلائل قاطعة على تفرده سبحانه وتعالى بأنواع كمالاته وتنـزهه عن النقائص والعيوب ومماثلة مخلوقاته وأنه تعالى غني بذاته عن جميع مخلوقاته وأن الخلائق كلها فقيرة مضطرة إليه صامدة لها معتمدة عليه في جميع حاجاتها عليه ومخلوقة له ومصيرها حتماً إليه ولا إله حق سواه له الأسماء الحسنى والصفات العلى والمثل العليا فلا تضربوا الأمثال لله، فلا تعبدوا إلا إياه فإنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فلا خالق غيره ولا شريك له في أسمائه ولا مثل له في صفاته ولا ند له في إلهيته وعبادته فالذين آمنوا أولوا الألباب لربهم يوحدون والكفرة الضلال بربهم يعدلون إذا سووا المخلوقين بأحسن الخالقين.

 

أيها المؤمنون: لما كانت المعرفة بهذه المثابة دعا الله تعالى عبادته إلى معرفته والاعتقاد بكماله وإلهيته ووجوب عبادته من طريقين:

الأول: النظر والتفكر في مخلوقاته كما قال تعالى ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [آل عمران: 190، 191]، وقال تعالى ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية: 17]، وقال تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 185]، وذلكم لأن هذه المخلوقات براهين ساطعة ودلائل قاطعة على علم خالقها جل وعلا وحكمته وقدرته وعزته وفضله ورحمته ووجوب توحيده والإخلاص له في عبادته.

 

أمة الإسلام:

وأما الطريق الآخر الذي نصله الله تعالى دليلاً عليه وأمر عباده أن يعرفون به فهو التدبر لآياته الشرعية وأحكامه الدينية والقدرية والجزائية فإنها دلائل على عظمة شأنه وعز سلطانه وتفرده في خصائصه وشأنه وتنـزهه عن شرك المشركين وتمثل الممثلين المسوين للمخلوقين برب العالمين إذ دعوهم وعبدوهم مع رب العالمين تلك التسوية الجائرة الظالمة التي أردتهم في الجحيم ﴿ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 96، 98].

 

معشر المسلمين:

إن معرفة الله تعالى هي أساس الإيمان به والتصديق برسله وما أرسلوا به وهي وسيلة التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وهي تورث السكينة والطمأنينة إلى الله تعالى والرضا به رباً ومعبوداً، وتجلب محبة الله تعالى والذل له وتعظيمه وخشيته والانقياد بالطاعة والذل في الحاجة وهي توجب طيب العيش وسعادة الأبد فإن من عرف الله تعالى في الرخاء عرفه الله جل وعلا في الشدة فثبته عند البلاء والشكر عند الرخاء ولهج بذكر الله تعالى والضراعة إليه في سائر الأناء فإنها ينبوع المحبة وأصل التقوى وجماع السعادة في الدنيا والآخرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة