• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة التاسعة والثلاثون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 21/9/1431 هجري

الزيارات: 11895

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي

أبو محمد، كان فتًى جميلاً، مترفًا مدلَّلاً، يلبس من الثياب أرقَّها وأحسنها، وكان أعطرَ أهل مكة، ينتعل النِّعال الحضرمية الزاهية، قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ما رأيتُ بمكة أحدًا أحسنَ لِمَّة، ولا أرقَّ حُلَّة، ولا أنعم نِعمة من مصعب بن عمير))، وكانت والدته خناس بنت مالك غنية، متفنِّنة في إضفاء السُّرور على ولدِها، ولكنَّ مصعبًا لم يأبَهْ لرغد العيش، وبهجة الثراء، ورقَّة الملبس، فما أن علم أنَّ الرسول يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم، وأنه يدعو إلى الحق وإلى صراط مستقيم، حتى دخل عليه، وصَدَّق به، وخرج مسلمًا كاتمًا لإسلامه؛ خوفًا من أمِّه وقومه، فكان يختلف إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فبصُر به عثمان بن طلحة يصلِّي، فأخبر أمَّه وقومَه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوسًا، حتى خرج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى، ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا، فرجع متغيَّر الحال شَعِثَ الثياب، فرقَّتْ له أمُّه، وكفَّت عن عذله، وهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، ثم كان أوَّل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هجرةً إلى المدينة هو وابن أم مكتوم.

 

وبعد بيعة العقبة الأولى وفشوِّ الإسلام في المدينة، أرسلتِ الأنصار رجلاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتبت كتابًا: ابعث إلينا رجلاً يُفقِّهنا في الدِّين، ويُقرئنا القرآن، فبعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعبَ بن عمير، فقدِم فنزل على سعد بن زُرارة، وكان يأتي الأنصارَ في دورهم وقبائلهم فيدعوهم إلى الإسلام، ويقرأ عليهم القرآن، فيُسلِم الرجل والرجلان، حتى ظهرَ الإسلام، وفشَا في دور الأنصار كلها والعوالي، ما عدا دورًا قليلة من الأوس، وكتب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في أن يُجمِّع بهم، فأذن له، فهو أوَّل من جَمَّع في الإسلام جُمُعة.

 

ثم خرج مصعب مع السبعين الذين وافَوْا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العقبة الثانية من حجَّاج الأوس والخزرج، فقدِم مكة، فذهب إلى منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يذهب إلى منزل والدتِه، مما أثار حفيظةَ والدته، وقد أخبر الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - عن الأنصار وسرعتِهم إلى الإسلام، واستبطائهم قدومَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسُرَّ الرسول بذلك، وعلمتْ والدة مصعب بوصول ابنها، فأرسلت إليه غاضبةً قائلة: يا عاقُّ، أتقْدَم بلدًا أنا فيه لا تبدأ بي؟! فيقول: ما كنت لأبدأ بأحدٍ قبل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

ثم ذهب إلى أمِّه، ودارَ بينه وبينها حوارٌ ونقاش، قالت له: إنك لعلَى ما أنت عليه من الصبأة بعدُ؟! قال: أنا على دِين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الإسلام الذي رَضِي الله لنفسه ولرسوله، قالت: ما شكرتَ ما رثيتك مرَّةً بأرض الحبشة، ومرَّة بيثرب، فقال: أفرُّ بديني إن تفتنوني، فأرادت حبسَه، فقال: لئن أنت حبستِني لأحرصنَّ على قتْل من يتعرَّض لي! قالت: فاذهب لشأنك، وجعلتْ تبكي.

 

فقال مصعب: يا أمَّهْ، إني لك ناصح، عليك شفيق، فاشهدي ألاَّ إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله.

قالت: والثواقبِ لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي، ويضعف عقلي، ولكني أدعك، وما أنت عليه، وأقيم على دِيني.

وظلَّ مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا بقي على هجرة الرسول اثنا عشر يومًا، هاجَرَ مصعب إلى المدينة.

وتجري وقعةُ بدر، فيكون لِواء الرسول الأعظم؛ لواء المهاجرين مع مُصْعب.

 

وتكون غزوة أحد، فيحمل مصعب بن عمير اللِّواء، فلمَّا جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قَمِئة - وهو فارس مشرِك - فضرب يدَ مصعب اليُمنى فقطعها، ومصعب يقول: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144] الآية، وأخذ اللِّواء بيده اليسرى، وحنَا عليه الثالثة فأنفذه، واندقَّ الرُّمْح، ووقع مُصْعب، وسقط اللِّواء، فابتدره رجلان من بني عبدالدار: سويط بن سعْد بن حرملة، وأبو الروم بن عمير، فأخذه أبو الروم بن عمير، فلم يزلْ في يده، حتى دخل به المدينة حين انصرفَ المسلمون.

 

ويُروى أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف على مصعب بن عمير وهو منجعِف[1] على وجهه، فقرأ هذه الآية: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23] إلى آخر الآية، ثم قال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشهد أنَّكم الشهداءُ عند الله يومَ القيامة، ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس، زوروهم، وأتوهم، وسلِّموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يُسلِّم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلاَّ ردُّوا - عليه السلام -))[2].

 

وهكذا آثر مصعبٌ ما عند الله على زينةِ الحياة الدنيا وتَرَفِها.

 

قال خبَّاب بن الأرت: هاجرْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله، نبتغي وجهَ الله، فوجب أجرُنا على الله، فمنَّا مَن مضى وهو لم يأكلْ من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير، قُتِل يوم أحد فلم يوجدْ له شيء يُكفَّن فيه إلا نمرة، قال: فكنَّا إذا وضعناها على رأسه خرجتْ رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسُه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اجعلوها ممَّا يلي رأسَه، واجعلوا على رجليه من الإذْخر))، ومنَّا من أينعتْ له ثمرته فهو يَهدُبُها[3].

 

وروى عامر بن ربيعة عن أبيه، قال: كان مصعبُ بن عمير لي خِدْنًا وصاحبًا منذ يوم أسلم إلى أن قُتِل - رحمه الله - بأُحد، خرج معنا إلى الهجرتين جميعًا بأرض الحبشة، وكان رفيقي مِن بين القوم، فلم أرَ رجلاً قطُّ كان أحسن خلقًا، ولا أقلَّ خلافًا منه.

 

وهكذا كان مصعبٌ مجاهدًا بماله ولسانه وسِنانه - رضي الله عنه.


[1] المنجعف: المنصرع.

[2] الحديث.

[3] يهدبها: يجتنيها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- استفسار
عمر بن بهاء - الرياض 09-10-2015 01:51 PM

هل أسلمت أم مصعب أم لا؟

1- شكرا
الاء الله - العراق 22-03-2013 09:03 PM

شكرا على هذا الدرس الرائع
ولكن ماهي العوامل التي ساعدت مصعب بن عمير رضي الله عنه على تغيير مجتمع كامل كمجتمع الأنصار والذي يشمل الأوس والخزرج وهما كانا في الجاهلية يقتتلان وبحروب دائمة ؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة