• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوجتي لا تنجب وترفض زواجي من ثانية

زوجتي لا تنجب وترفض زواجي من ثانية
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 28/8/2016 ميلادي - 24/11/1437 هجري

الزيارات: 48250

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شابٌّ متزوج من امرأةٍ لا تُنجب، وهو يريد أن يكون له أولاد، وزوجته ترفض زواجه من ثانية، وتفضل الطلاق على ذلك.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوَّجتُ منذ ستة أعوام مِن امرأةٍ على قَدْرٍ مِن الخُلُق والتديُّن، كنتُ أعلم منذ البداية أنها لا تُنجب، وقبلتُ ذلك على الرغم مِن رفْضِ بعض أفراد عائلتي، ومرَّت الأعوام وشُعوري تبدَّل، وما زلتُ أحبها بل أكثر مما سبَق، لكن تفكيري مِن ناحية الأولاد تبدَّل تمامًا، وأصبحتُ أتمنى أن يكونَ لي ابنٌ أو بنت!


ما يُؤرِّقني أكثر هو إلحاحُ وإصرار أهلي على الزواج مِن أخرى، فتحدَّثتُ مع زوجتي بخصوص الإنجاب، لكنها تَمَنَّت الموتَ على أن أتحدثَ معها في هذا الشأن، ورفضت الزواج مِن ثانية، وخيَّرَتْني بين الطلاق أو الحياة معها بدون إنجاب، ولا أعلم ماذا أفعل؟


أرجو نصيحتكم وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالسرُّ في تبدُّل شعورِكَ أيُّها الأخُ الكريمُ وحنِينِك للأبناء ليس هو الخداعَ ولا عدمَ الوفاء ولا غيرَ ذلك، إنما هو أمرٌ وراءَ ذلك؛ إنَّه الاستجابةُ الطبيعيةُ لمُوجِبِ الفِطْرة، والتي لا تستطيعُ المِثاليَّةُ الصَّادقةُ ولا حتى الأمنياتُ الحالمةُ التي تصطدم بفطرة الإنسان وواقعه - أن تَكْبِتَها؛ إنَّها غريزةٌ عند الرجل والمرأة على حدٍّ سواء.


وتأمَّلْ معي رعاك الله الحِكَمَ الجليلةَ لنظام التشريع الإسلاميِّ في واقعيَّته، فهو في ذات الوقت الذي ينتشل الإنسانَ مِن واقِعِه الذي هو فيه، ويَسمو به في المُرتَقَى الصاعِدِ إلى القمة السَّامِقَة، لا يُنْكِرُ فِطْرَتَه ولا يُغْفِلُ وَاقِعَه، فهو يُراعي خَلْقَ الإنسان، ومِن ثَمَّ شرعَ لنا سبحانه العليم الخبير تعدُّدَ الزوجات، خصوصًا في مِثْلِ حالتكَ تلك، فالتعدُّدُ ليس مطلوبًا لذاته، ولا مستحبًّا بلا مُبَرِّر، وإنَّما شَرَعه الله لحاجة المجتمع إليه.


أيضًا فإنَّ مِن مَقاصدِ خَلْقِ الإنسان عمرانَ الأرض بالتكاثُرِ والانتشارِ، وامتدادَ الحياةِ بالإخصاب والإنسال، فكَفُّ الحياةِ عن الانتفاعِ بفترة الإخصاب في الرجال لا يتَّفِقُ مع هذه السُّنَّة الفِطْرِيَّة العامَّة، واللهُ تعالى سَنَّ التشريعَ لكافَّة البيئات في جميع الأزمان والأحوال؛ لإيجاد المجال العام الذي يُلبِّي هذا الواقعَ الفِطري.


والمتأمِّلُ يُدرِك التوافُقَ بين واقعِ الفطرة وبين التشريعِ الإلهيِّ، بخلاف أحكام البَشَرِ القاصِرة التي لا تَنْتَبِه لذلك، ولا تُدرِك جميعَ الملابساتِ القريبةِ والبعيدةِ، ولا تَنْظُرُ مِن جميع الزَّوَايا، ولا تُراعِي جميعَ الاحتمالات، بل يَغْلِبُ عليها "الأنا" كما في مِثْلِ حالتك.


وقد ذكرتَ سلَّمَك الله أنَّ زوْجتَك مُتَدَيِّنَةٌ، ومُوجِبُ هذا التَّدَيُّنِ هو الاستسلامُ والانقيادُ لشَرْعِ الله ومَنهجِ الإسلام الخُلُقِيِّ، وحِكْمَةُ التعدُّد في مثل حالتِك تُدْرَكُ بِبَدِيهَةِ العقل؛ فالشرعُ يَحتفظ للزوجة الأولى برعاية الزوجية، ويحقِّقُ رغبةَ الزوجَيْن في الإبقاء على عِشْرَتِهما وعلى ذِكْرياتهما في رِفْقٍ ويُسْر وواقعيَّةٍ، ويحقق لكَ رَغْبَتَكَ الفِطرية في النَّسْل، ويُبْقي على عِشْرتكَ مع زوجتك الأولى، ولا يُحطِّم بيتَها، بل ستجد عِوَضًا وأُنْسًا واسترواحًا في الأطفال الصغار الذين تجيءُ بهم الزوجةُ الأُخرى، فيملَؤُون عليها بيتَها بهجةً، أيًّا كان ابتِئاسُها لحرمانها الخاص منك.


فذَكِّرْ زوجتَك بتلك الحِكَمِ العُلْوية، في سَنِّ هذه الرُّخصة؛ ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3]، وأنَّها رخصةٌ تُلبِّي واقعَ الفِطْرة وواقعَ الحياة، وتحمي حياتَكما من الجُنُوح - تحت ضغط رغبتكَ في الأبناء - من الانهيار، وأنَّ أيَّ تعنُّتٍ منها أو تَأزِيمٍ وحَصْر خياراتِك: إمَّا أن تختار الإنجاب وتُطَلِّقَها أو تبقى معها بغير ذرية - فهو غير مُنْصِف؛ فليس هناك تعارضٌ حتى نُرَجِّحَ أحدَ الأمْرَيْن على الآخر، بل الجمعُ مُمْكِنٌ وبسهولة لو جاهدَتْ نفْسَها وتحمَّلَتْ تلك المشقَّة.


فإن أصَرَّتْ على الرفض بعد ذلك، فتزوَّجْ عليها ولا تطلِّقْها مهما أصرَّتْ، والأيام كَفِيلَةٌ بإصلاح الأمر وتليين قلبها وقَبولِها بالأَمْر الواقع.


رزقنا الله وإياك وجميع المسلمين ذريةً صالحةً





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة