• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

ماذا أفعل حتى أنسى، وأهتم بدراستي

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 29/8/2010 ميلادي - 19/9/1431 هجري

الزيارات: 74996

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً أحب أن أشكركم على كل ما تقدمونه في هذا الموقع الرائع  الذي أتمنى له المزيد من العطاء والتميز، وجزاكم الله خيرًا.

 

أنا طالبة جامعية أحب ديني وأتمنى  أن أكون أكثر التزامًا وطاعة. أحب دراستي وإن كنت لا أتفوق فيها، ولكنني أعشق الدراسة، وأحب التميز في كل شيء. حتى وإن كنت لا أسعى إليه  كثيرًا، ولكن مشكلتي هي فكرة السفر والعيش في مكة؛ لقد  سيطرت على كل تفكيري وحياتي، حيث إنه لم يعد لي هم سوى هذه الفكرة، رغم أني أُحس أن رغبة أهلي تكمن في أن أكمل دراستي وأن أحصل على عمل جيِّد،  وأحققَ ذاتي.

 

لكنني لم أكن أفكر في كل هذا، بل كل ما شغل فكري هو العيش في مكة.

 

المهِمُّ: قررت أن أُسجَّل في موقع زواج، وبالفعل سُجِّلتُ في أحدها، وتعرفت على  شخص كان يكتب إنه من هناك، وفيما بعد علمتُ أنه من جدة، وهو يكبرني بـ 14 سنة، وفيما بعد عرفت أنه كان عنده علاقات من كل نوع قبل تعرُّفي عليه. 

 

تعرفتُ عليه أكثر، وبدأنا نتكلم لوقت أكثر، وحينَها طلبت منه أن نتزوج، وأن تكون علاقتُنا حلالًا، حتى وإن كانت على النت.

 

المهم: أنه وافق على الفكرة، وقبِل وقبِلتُ، وأنا التي طرحتُ الفكرة، وقال: أنتِ زوجتي، واللهُ على ما أقول شهيد، ونفس الأمر – أيضًا - قلته أنا.

 

هكذا اعتبرتُ نفسي زوجتَه،  ولكن على النت فقط؛ لأنه بعيد، وبهذا كنا نتكلم في كل شيء، ولا نضع لعَلاقتنا أي حدود.

 

بعد مرور الأيام، تعلقتُ به أكثر حتى أني صرت أحبه، وهو كذلك يقول: إنه يحبني، وكنا نتكلم لساعات طويلة قد تتجاوز – أحيانًا - 9 ساعات.

 

بعد ذلك، صار يود المجيء؛ ليتعرف علي من قرب؛ لأنني رفضت أن أرسل له صورتي، لكنه كان يقول: إنه - بكثرة حبه لي - فهو مشتاق إليَّ، ولا يستطيع أن يأتي ويذهب دون أن أقدم له أي شيء.

 

صراحةً، الأمر لم يعجبني، ولم أحس بالارتياح؛ لأنني أعرف أنه من يحب شخصًا لا يطلب منه أي شيء.

 

حاولت أن أفهمه أني – رغم ذلك – أحبه، وأني لا أستطيع أن أقدم له ما يريد، حتى وإن كان قُبلة، ولكنه اتهمني أني قاسية، وأني لا أحبه، ولا أبادله نفس المشاعر.

 

ولكن كنت أجيبه: أني أحب الله أكثر، وأنه لو كان يحبني، فأنه سوف ينتظر قليلًا إلى أن يتم كتابة العقد بشكل رسمي، وأكون له وكما يريد، لكن الأمر لم يعجبه، فقررتُ أن أترك له رسالة، وأن أختار أن أبتعد - خصوصًا - عندما صرت أحس بعذاب الضمير على ما كنا نتكلم فيه من مواضيع.

 

واليوم كلي عزمٌ وإرادةٌ أن أوقف كلامي معه؛ لأني أعرف أنَّ كل شيء بقدر، وأنه لو كان نصيبي فهو كذلك، وان لم يكن فالحمد لله على كل حال.

 

أنا حاليًّا أشعر بالندم على الكلام الذي كنت أكتبه، وأريد أن أعيش حياتي، وأفكر في دراستي ومستقبلي، أحيانًا أستطيع، وأحيانًا أشعر بالفشل، وأشعر أني لا أريد أي شيء سوى أن أكون هناك، حتى وإن كنت  سوف  أكون أسوأ حالًا مما أنا عليه في بلدي؟

 

بصراحة، شعرت بصدمة؛ لأنني كنت أتوقع  أن كل  أهل تلك البلد أكثرُ إيمانًا وحبًّا وطاعة لله، ولذلك؛ أحببت أن أقترب حتى أكون كذلك، ولكنَّ تعرُّفي  بهذا الشخص جعلني أكثرَ معصيةً وبعدًا عن الله، إضافة إلى أني كنت صادقة معه، ولكن لا أدري ما هي نيته اتجاهي - وخصوصًا - بعدما طلب مني  أن أجلس معه عند قدومه إلى بلدي.

 

بصراحة، استغربت الأمر، وصرت أشك في أنه يريدني حقًّا زوجة له، ولكن - والله أعلم - هذه هي مشكلتي، وآسفة على الإطالة، وأتمنى أن أجد ردًّا في أقرب فرصة؛ لأنني أُحس أن الأمر شغلني كثيرًا، وأنا - قريبًا - سوف أمتحن، ولم أستعد – نهائيًّا - لأن هذا الأمر يشغلني.

 

وأخاف أن أخسر كل شيء: ديني ونفسي ودراستي.

 

وجزاكم الله خيرًا، ووفقكم الله لما تحبون.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

اعلمي - هداك الله – أن العبرةَ في البلدان إنما هو بساكنيها، وليس بالأرض والحيطان والجدران، فالأرض لا تقدِّس أحدًا، وإنما يقدس الإنسانَ عملُه؛ كما قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء - حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام -: فكم في البقاع المقدسة كمكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر، وفي غيرها من بلاد الله الواسعة من عالم وصالح.

 

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (27 / 45): "وهو كما قال سلمان الفارسي؛ فإن مكة - حرسها الله تعالى - أشرف البقاع، وقد كانت في غربة الإسلام دارَ كفر وحرب يحرم المقام بها، وحَرُم بعد الهجرة أن يرجع إليها المهاجرون فيقيموا بها، وقد كانت الشام في زمن موسى - عليه السلام - قبل خروجه ببني إسرائيل دار الصابئة المشركين الجبابرة الفاسقين، وفيها قال - تعالى - لبني إسرائيل: ﴿ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾. فإن كونَ الأرض "دار كفر" أو "دار إسلام أو إيمان" أو "دار سلم" أو "حرب" أو "دار طاعة أو معصية" أو "دار المؤمنين أو الفاسقين" أوصافٌ عارضة؛ لا لازمة؛ فقد تنتقل من وصف إلى وصف؛ كما ينتقل الرجل بنفسه من الكفر إلى الإيمان والعلم، وكذلك بالعكس.

 

وأما الفضيلة الدائمة في كل وقت ومكان، ففي الإيمان والعمل الصالح؛ كما قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾... الآية.

 

وقال - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾... الآية.

 

قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾.

 

وإسلام الوجه لله تعالى هو إخلاص القصد والعمل له والتوكل عليه؛ كما قال - تعالى -: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، وقال: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾، وقال - تعالى -: ﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾.

 

ومنذ أقام الله حجته على أهل الأرض بخاتم رسله محمد عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وجب على أهل الأرض الإيمان به وطاعته واتباع شريعته ومنهاجه؛ فأفضل الخلق أعلمهم وأتبعهم لما جاء به، علمًا وحالًا وقولًا وعملاً، وهم أتقى الخلق.

 

وأي مكان وعمل كان أعون للشخص على هذا المقصود، كان أفضل في حقه، وإن كان الأفضلُ في حق غيره شيئًا آخر.

 

ثم إذا فعل كل شخص ما هو أفضل في حقه، فإن تساوت الحسنات والمصالح التي حصلت له مع ما حصل للآخر، فهما سواء، وإلا، فإن أرجحهما في ذلك هو أفضلهما.

 

وهذه الأوقات يظهر فيها من النقص في خراب "المساجد الثلاثة" - علمًا وإيمانًا - ما يتبين به فضل كثير ممن بأقصى المغرب على أكثرهم؛ فلا ينبغي للرجل أن يلتفت إلى فضل البقعة في فضل أهلها مطلقًا، بل يعطى كل ذي حق حقه، ولكن العبرة بفضل الإنسان في إيمانه، وعمله الصالح، والكلم الطيب، ثم قد يكون بعض البقاع أعون على بعض الأعمال، كإعانة مكة حرسها الله - تعالى - على الطواف والصلاة المضعفة ونحو ذلك.

 

وقد يحصل في الأفضل معارض راجح يجعله مفضولًا، مثل: من يجاور بمكة مع السؤال والاستشراف والبطالة عن كثير من الأعمال الصالحة، وكذلك من يطلب الإقامة بالشام لأجل حفظ ماله وحرمة نفسه، لا لأجل عمل صالح؛ فالأعمال بالنيات".

 

وقال: "ولهذا؛ كان أفضلَ الأرض في حق كل إنسان، أرضٌ يكون فيها أطوعَ لله ورسوله، وهذا يختلف باختلاف الأحوال، ولا تتعين أرض يكون مقام الإنسان فيها أفضل، وإنما يكون الأفضل في حق كل إنسان، بحسب التقوى والطاعة والخشوع والخضوع والحضور، وقد كتب أبو الدرداء إلى سلمان: هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: أن الأرض لا تقدِّس أحدًا، وإنما يقدس العبدَ عملُه - وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء - وكان سلمانُ أفقه من أبي الدرداء في أشياء من جملتها هذا. مجموع الفتاوى (18 / 283).

 

ولعلكِ أدركت - الآن – وبعد تلك التجربة أن الإنترنت ليس هو المكان المناسب واللائق للبحث عن شريك الحياة، وصاحب الخلق والدين، ولا تصلح مواقعُ التعارف وسيلةً لعقد شرعي؛ سماه الله ميثاقًا غليظًا، وإنما هي فخاخ للأغرار من الجنسين، ولتحمدي الله أن الأمر توقف عند هذا الحد، ولم يستدرجْك هذا الذئبُ لأشر من هذا، ولعله بينك وبين الله خُبيئةٌ؛ فنجاك الله بها، وإن كنتُ ألوم غايةَ اللوم عليكِ وعلى أسرتِكِ التي تغفل عنكِ طيلةَ 9 ساعات، ولا يتفقدونكِ ولا يبحثون عنكِ وأنتِ تتكلمين مع رجل غريب في كل شيء، وبدون أي حدود معتبِرةً نفسَك زوجةً له، ولذلك؛ أدعو الآباء للتخلي عن الثقة المفرطة والمطلقة في أبنائهم، أو السلبية واللامبالاة؛ لأن الابن يُؤتى من قِبَلِها.

 

وما ننصحك به - بعد التوبة النصوح من تلك العلاقة والعزم على عدم العود - هو طيُّ تلك الصفحة المظلمة، وعدمُ التفكير فيها، وتغييرُ عنوان بريدك الإلكتروني، والاهتمامُ بدراستك، مع الحرص على ما ينفعكِ في دينكِ ودنياكِ.

 

وراجعي على موقعنا تلك الفتاوى:"المحادثة عبر الشات لغرض الزواج"، "حكم الدردشة مع الجنس الآخر"، "عفو الآباء عن هفوات الأبناء"، "الحوار بين الرجال والنساء في المنتديات".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة