• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

خطيبتي رفضتني

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 21/9/2017 ميلادي - 29/12/1438 هجري

الزيارات: 16206

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب خطب فتاة غير ملتزمة، وأخذ ينصحها ويُبَيِّن لها الصواب من الخطأ، لكنها في النهاية رفضته لزَعْمِها أنه متشدِّد، ويسأل: هل أخطأتُ حين خطبتها؟ وماذا أفعل؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدَّمتُ لخطبة فتاة، لكن المشكلة أنني لم أكنْ أعلم مدى التِزامها؛ فمثلًا لم أكن أعلم أنها لا تلبس الحجاب، فلما وجدتُ ذلك استعنتُ بالله وحاولتُ إصلاحها.


بدأتُ بالكلام عن الخمار دون النقاب كنوعٍ مِن التدرُّج، ونصحتُها باللين حتى أخبرتني أنها تريد أن ترتدي النقاب لكن بعد الزواج وليس أثناء الخطوبة، ففرحتُ وكنتُ سعيدًا لأني كنتُ سببًا في بداية التِزامها.


بدأ قلبي يتعلق بها؛ لما رأيتُ مِن أخلاقها الطيبة، وكنتُ أراها تتحدث مع بعض أقاربها من غير المحارم وتضحك معهم فنصحتُها، وأخبرتُها أن هذا الأمر مرفوض بعد الزواج، ولكن يُمكنك أن تتكلمي معهم على استحياء وللحاجة، ولكن مِن غير ضحك ولا مزاح، أو حتى كشف الوجه أمامهم، وكذلك نصحتها في أمر نمص الحاجب.


للأسف كنتُ أحيانًا أتحدث معها بالساعات، حتى إني كنتُ أحيانًا لا أستطيع أداء صلاة الفجر فاستشعرتُ الذنب، وعزمتُ ألا أتحدَّث معها إلا بعد العقد، وأخبرتُها أن كثرة الكلام في الهاتف لا تجوز، وأخبرتُ كذلك أخاها.


كان والدها وأخوها يحبان أن أكلمها، وأن أخرجَ معها، وليس لديهما أيُّ مشكلة في ذلك! وكنت أرفض ذلك لمخالفته للشرع، ثم حفاظًا عليها مِن كلام الناس!


بعد ستة أشهر من الخطوبة أخبرني والدها فجأة أنها لا تريد إكمال الخطوبة، وترى أني مُتشدِّد!

أنا في حيرة شديدة مِن أمري، وتدور في رأسي أسئلة كثيرة، منها: هل أنا أخطأتُ في شيءٍ مما سبق؟ وهل سيظل قلبي متعلقًا بهذه الفتاة لو أني خطبتُ غيرها؟ وهل أقدم على الخطبة الآن أو أنتظر؟ تعبت نفسيًّا وأخاف من عدم الشعور بالسعادة فيما بعدُ!

أفيدوني في أمري، وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فتسألني أخي الكريم: هل أخطأت فيما ذكرته في رسالتك، وكأنك لا تعرف الجواب! وربما لا تريد أن تواجه نفسك بالخطأ، وهذا أمرٌ لستَ متفرِّدًا به، فأكثرنا يُخادع نفسه ولا يقوى على مواجهتها، ولو أنكَ تأمَّلتَ ما كتبتَه لم تتردَّد لحظة في معرفة مَواضع الخطأ والصواب.


أما جواب السؤال - إن أبيتَ إلا الجواب -: فنعم، أخطأت أخي الكريم، عفا الله عنا جميعًا.

أخطأتَ أولًا لما اخترتَ فتاة غير متديِّنة، فخالفتَ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حضَّنا فيها على الظفَر بصاحبة الدِّين، فجعله نهاية المطلوب، وغاية البُغية، وأنَّ اللائق بذي الدِّين والمروءة أن يكون الدِّين مطمح نظرِه وغاية أملِه، لا سيَّما فيما تطول صحبتُه؛ ففي الصحيحين عن أبي هُرَيرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((فاظفَر بذات الدِّين ترِبَت يداك))، وقال: ((المَرأة تُنكَح على دينِها ومالِها وجَمالها، فعليكَ بذات الدين ترِبت يداك))؛ رواه مسلم عن جابر، والذي يظهر مِن كلامك أن الفتاة لم تكنْ على القدر الذي يَطلبه المُسترشِد.


ثم أخطأتَ ثانيًا لما أرجأتَ إصلاح جميع أوجه القصور عندها لحين إتمام الزواج، ونسيتَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة))؛ رواه أبو داود.


ثم تساهُلك في الكلام معها حتى أضعتَ صلاة الفجر، والحمد لله أنك شعرتَ بالندم فتبتَ من قريب.

الأخ الكريم، احمَدِ الله تعالى على فسخ تلك الخطبة؛ لأنَّ إتمام الزواج بعد كل ما ذكرتَه في رسالتك مِن تبايُن بينكما في الثقافة الدينية كان سيُحيل الحياة بينكما لجحيم، والنتيجة الحتميَّة إما أن تَتنازل عن قيمك وثوابتك الدينيَّة من أجل أن تَسير الحياة أو تَفترقا، أو أنها تستجيب لأوامر الشرع وتلتزم، وهذا الأخير أضعَف الاحتمالات؛ لأن الهداية لا تتوقَّف على إتمام الزواج، ولأنها لو كان عندها إرادة جازِمة على الفعل لفعلته ابتداءً وما سوَّفت؛ فالإرادة الجازمة - سلَّمك الله - تُوجب أن يفعل المُريد ما يَقدر عليه من المراد، ومتى لم يفعل مَقدورَه لم تكن إرادتُه جازمةً؛ بل يكون همًّا، ولذلك كانت الفتاة شجاعةً، واضحة مع نفسها فبادرتْ بفسخ الخطبة، متَّهمة إياك بالتشدُّد.


فاحمد الله تعالى على تلك النعمة، وتذكَّر أن قدرَ الله تعالى كله خير، واستفِد مِن تلك التجربة فلا تُكرِّرها، واعملْ بوصية الصادق الأمين الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم، وانس أمرَ الفتاة، واطوِ تلك الصفحة بحُلوها ومرِّها.


وأما التعلُّق بها فليس هذا هو الحب الحقيقي، ولكنه تعلُّق طبيعي نظرًا لفراغ قلبك مِن سواها؛ كما قال الشاعر:

أَتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوى
فَصَادَفَ قَلْبًا خَالِيًا فَتَمَكَّنَا

وبمجرَّد أن تَرتبط بغيرها ستنساها وهذه طبيعة الدنيا.

وفقك الله للعمل بما يحبه سبحانه ويرضاه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة