• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

حلفت أن أترك معصية ثم فعلتها

حلفت أن أترك معصية ثم فعلتها
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 25/7/2017 ميلادي - 1/11/1438 هجري

الزيارات: 12962

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب أقسم بالله ألا يفعل ذنبًا معينًا، ثم فعله، ويسأل عن كفارة ذلك.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ أخذني الحماسُ وأقسمتُ بالله على كتابه ألا أفعل ذنبًا معينًا، لكن كما تعلمون فالنفس أمَّارة بالسوء، وللأسف وقعتُ في هذا الذنب، فهل عليَّ كفارة؟ وكيف أحسبها بالمال؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا شك أيها الابن الكريم أنَّ الخوف مِن الله وحده، وتيقُّنك مِن اطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهرك وباطنك، هو ما يَحُول بينك وبين المعصية، وليس تغليظ اليمين، فافهمْ هذا جيدًا لئلا تضطرَّ لدفع كثير من الكفارات!


المراقبةُ - سلمك الله - ثمرةُ علمك بأن الله سبحانه رقيبٌ عليك، ناظرٌ إليك، سامع لقولك، ومطَّلع على عملك؛ كل وقت، وكل لحظة، وكل نفَس، وكل طرفة عين، وكلما اشتدت المراقبةُ أَوْجَبَتْ من الحياء والسكينة، والمحبة والخضوع، والخشوع والخوف والرجاء - ما لا يَحْصُل بدونها، فهي أصلُ عمل القلب وفروعه، ومِن ثَمَّ جَمَع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الأصول والفروع في كلمة واحدة، وهي قولُه في الإحسان: ((أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكنْ تراه فإنه يراك))، وحين تصل النفس إلى هذه المرتبة، فلا شك أنها تفعل الطاعات كلها، وتنتهي عن المعاصي كلها، وتراقب الله في الصغيرة والكبيرة، وفي السر والعلن على السواء.


قال الله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235]، وقال تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]، وقال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، إلى غير ذلك مِن الآيات.


وما أحسن ما قال شيخُ الإسلام ابن القيِّم في "مدارج السالكين" (2/ 209): "والنبيُّ صلى الله عليه وسلم كان يندب إلى أعلى المقامات، فإن عجز العبد عنه حَطَّ إلى المقام الوسط، كما قال: ((اعبد الله كأنك تراه))، فهذا مقامُ المراقبة الجامع لمقامات الإسلام والإيمان والإحسان، ثم قال: ((فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، فحَطَّه عند العَجْز عن المقام الأول إلى المقام الثاني، وهو العلمُ باطلاع الله عليه ورؤيته له، ومشاهدته لعبده في الملأ والخلاء". اهـ.


الابن الكريم، تأمَّل بعين البصيرة قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41]، فالطغيانُ هنا أشملُ مِن معناه القريب، فهو وصفٌ لكل مَن يَتجاوز الحق والهدى، ومداه أوسعُ مِن الطغاة ذوي السلطان والجبروت؛ حيثُ يشمل كل متجاوز للهدى، وكل مَن آثر الحياة الدنيا، واختارها على الآخرة؛ فعمل لها وحدها، غير حاسب للآخرة حسابًا، واعتبار الآخرة هو الذي يقيم الموازين في يد الإنسان وضميره، فإذا أهمل حساب الآخرة، أو آثر عليها الدنيا؛ اختلَّتْ كل الموازين في يدِه، واختلتْ كل القيَم في تقديره، واختلتْ كل قواعد الشعور والسلوك في حياته، وعد طاغيًا وباغيًا ومتجاوزًا للمدى.


فأمَّا هذا.. ﴿ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 39] الجحيم المكشوفة المبرزة القريبة الحاضرة يوم الطامة الكبرى! ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].


والذي يَخاف مقامَ ربه لا يُقدم على معصية، فإذا أقدَم عليها بحُكم ضَعفِه البشري، قادَهُ خوفُ هذا المقام الجليل إلى الندم والاستغفار والتوبة، فظل في دائرة الطاعة.


ونَهْيُ النفس عن الهوى هو نقطةُ الارتكاز في دائرة الطاعة، فالهوى هو الدافعُ القويُّ لكل طغيان، وكلِّ تجاوُز، وكل معصية، وهو أساسُ البَلْوى، ويَنْبُوع الشر، وقَلَّ أن يؤتى الإنسانُ إلا مِن قِبَل الهوى، فالجهلُ سهلٌ علاجه، ولكن الهوى بعد العلم هو آفةُ النفس التي تحتاج إلى جهاد شاقٍّ، طويل الأمد لعلاجها.


والخوفُ مِن الله هو الحاجزُ الصلبُ أمام دفعات الهوى العنيفة، وقَلَّ أن يَثبتَ غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى، ومِن ثَم يجمع بينهما السياقُ القرآني في آية واحدة، فالذي يتحدث هنا هو خالقُ هذه النفس العليم بدائها، الخبير بدوائها، وهو وحده الذي يعلم دروبها ومُنحنياتها، ويعلم أين تَكْمُن أهواؤها وأدواؤها، وكيف تطارد في مكامنها ومخابئها! ولم يكلف اللهُ الإنسانَ ألا يشتجر في نفسه الهوى؛ فهو سبحانه يعلم أن هذا خارج عن طاقته، لكنه كلَّفَه أن يَنْهاها ويكبحها، ويمسك بزمامها، وأن يستعين في هذا بالخوف؛ الخوف مِن مقام ربه الجليل العظيم المهيب، وكتب له بهذا الجهاد الشاق الجنةَ مثابةً ومأوى؛ ﴿ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 41]؛ ذلك أن الله يَعْلَمُ ضخامة هذا الجهاد وقيمته كذلك في تهذيب النفس البشرية وتقويمها ورفعها إلى المَقام الأسنى.


إنَّ الإنسان إنسانٌ بهذا النهي، وبهذا الجهاد، وبهذا الارتفاع، وليس إنسانًا بِتَرْك نفسه لهواها، وإطاعة جواذبه إلى دركها، بحجة أنَّ هذا مركب في طبيعته، فالذي أودع نفسه الاستعداد لجيشان الهوى، هو الذي أودعها الاستعداد للإمساك بزمامه، ونهى النفس عنه، ورفعها عن جاذبيته، وجعل له الجنة جزاءً ومأوى حين ينتصر ويرتفع ويرقى.


وهنالك حرية إنسانية تليق بتكريم الله للإنسان؛ تلك هي حرية الانتصار على هوى النفس، والانطلاق مِن أسر الشهوة، والتصرُّف بها في توازُن تثبت معه حرية الاختيار والتقدير الإنساني، وهنالك حرية حيوانية، هي هزيمةُ الإنسان أمام هواه، وعُبوديته لشهوته، وانفلات الزمام مِن إرادته، وهي حرية لا يهتف بها إلا مخلوقٌ مَهزوم الإنسانية، مُستَعْبَد يلبس عبوديته رداءً زائفًا من الحرية!


إنَّ الأول هو الذي ارتفع وارتقى، وتَهَيَّأَ للحياة الرفيعة الطليقة في جنة المأوى، أما الآخر فهو الذي ارتكس وانتكس، وتهيأ للحياة في درك الجحيم؛ حيث تُهدر إنسانيته، ويرتد شيئًا توقد به النار التي وقودها الناس- من هذا الصنف - والحجارة! وهذه وتلك هي المصير الطبيعي للارتكاس والارتقاء في ميزان هذا الدين الذي يزن حقيقة الأشياء"؛ قاله أديب الإسلام في ظلاله (6/ 3818،3819).


أما كفارة اليمين عند الحنث فهي: عِتْق رقبة، أو إطْعام عشَرة مساكين أو كسوتهم، فإن عجزتَ عن الإتيان بواحدةٍ مِن الثلاثة، فصُمْ ثلاثة أيَّام؛ قال تعالى:﴿ لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 89].


أما مقدارُ الإطعام فهو نصف صاع مِن غالب قوت بلدك كالأرز، وهو ما يُعادل كيلو جرامًا من حبوب الطعام أو وجبة من الطعام المطهي، وتكون مِن وسط الطعام، وهو ما ليس بأفضل الطعام كاللحم وليس بأقله.

أما إخراج الكفارة نقودًا، فهو جائزٌ عند الحاجة، ورجَّحه شيخ الإسلام ابن تيميَّة.

أسأل الله أن يتوب علينا جميعًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة