• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل أرث أبي رغم اعتقاداته الباطلة؟

هل أرث أبي رغم اعتقاداته الباطلة؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 30/5/2017 ميلادي - 4/9/1438 هجري

الزيارات: 12456

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة تُوُفِّي والدُها وكان لديه ضلالات واعتقادات باطلة، وتسأل: هل أرث في تركته أو لا؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تُوفِّي والدي وترَك تركةً كبيرةً، ولكنه كان يتبع رجلًا متصوفًا ويُؤمن باعتقاداته الباطلة، فمما سمعتُه منه أنه ليس هناك يومٌ يفنى فيه العالم، مع أنه مؤمن بأنَّ مَن مات سيحاسَب، لكن لا تفنى الدنيا وتقوم الساعة، ولا يوجد قبر ولا برزخ، ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ليس خاتم الأنبياء، وإن للقرآن ظاهرًا وباطنًا، وينكر السنة بحجة أنه لا يستطيع التأكد مِن طرق وصولها إلينا، ولم يكنْ يصلي ولا يصوم رمضان، ولا يخرج زكاة ماله، ولا يحج رغم ثرائه!


والسؤال الآن: هل يُحكم على أبي بالكفر؟ وما حكم أخذ نصيبي مِن الإرث؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر))؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فإن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبري ولتحتسبي، وجزاك الله خيرًا أيتها الابنة الكريمة على بحثك عن الحق، وتحريك الحلال الطيب من المال.


لا شك أن الصوفية في القرون الثلاثة الأخيرة قد انحرفت انحرافًا شديدًا، أوقع كثيرًا منهم في الشرك الأكبر؛ وذلك لأن عامَّتهم أصبحوا قبوريين، فصرفوا أنواعًا كثيرة من العبادات الظاهرة والباطنة للقبر؛ وعزَّ أن تجدي فيهم مَن ليس قبوريًّا، أو مَن لم يقع في شيءٍ مِن العقائد الفاسدة؛ كاعتقاد النفع والضر في الأموات، أو دعائهم والالتجاء إليهم بالاستعانة والاستعاذة، أو أن الأولياء يعلمون الغيب، أو أن الولي يَصِل إلى مرحلةٍ يسقط عنه فيها التكاليف الشرعية، ونحو ذلك مما هو رِدَّة مجردة، وكفر أكبر يُخرج صاحبه مِن الملَّة.


وكذلك الإصرار على ترك أحد مباني الإسلام ردَّة مُخرِجة مِن الملة؛ قال الإمام ابن القيم في كتاب الصلاة وأحكام تاركها (ص 49): "لا يصر على ترك الصلاة إصرارًا مستمرًّا مَن يُصدِّق بأن الله أَمَرَ بها أصلًا، فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجلُ مُصدقًا تصديقًا جازمًا أن الله فرَض عليه كل يوم وليلة خمس صلوات، وأنه يُعاقبه على تركها أشد العقاب، وهو مع ذلك مصرٌّ على تركِها، هذا من المستحيل قطعًا، فلا يحافظ على تركها مُصدِّق بفرضها أبدًا، فإنَّ الإيمان يأمر صاحبه بها، فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها؛ فليس في قلبه شيء من الإيمان".


أمَّا مسألة الميراث، فقد اختلف أهل العلم في توريث المسلم من الكافر؛ فذهب جمهور الفقهاء إلى عدم الجواز، واحتجوا بالحديث المتفق عليه: ((لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم))، وذهب بعض أهل العلم إلى أن المسلم يرث من مُورِّثه الكافر، وأجابوا عن الحديث بأنه مطلق مقيَّد، أو عام مخصوص.


قال الإمام ابن القيم في كتاب أحكام أهل الذمة (2/ 853-854): وأما توريث المسلم من الكافر، فاختلف فيها السلف؛ فذهب كثير منهم إلى أنه لا يرث، كما لا يرث الكافر المسلم، وهذا هو المعروف عند الأئمة الأربعة وأتباعهم.


وقالت طائفة منهم: بل يرث المسلم الكافر، دون العكس، وهذا قول معاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان، ومحمد بن الحنفية، ومحمد بن علي بن الحسين، وسعيد بن المسيب، ومسروق بن الأجدع، وعبدالله بن مغفل، ويحيى بن يعمر، وإسحاق بن راهويه، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، قالوا: نرثهم ولا يرثوننا، كما ننكح نساءهم، ولا ينكحون نساءنا.


والذين منعوا الميراث عمدتُهم الحديث المتفق عليه: ((لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم))، وهو عمدة مَن منع ميراث المنافق الزنديق، وميراث المرتد.


قال شيخنا: وقد ثَبَتَ بالسنة المتواترة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُجري الزنادقة المنافقين في الأحكام الظاهرة مجرى المسلمين فيرثون ويورثون، وقد مات عبدالله بن أبي وغيره ممن شهد القرآن بنِفاقهم، ونُهِيَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليه، والاستغفار له، وورثهم ورثتهم المؤمنون، كما ورث عبدالله بن أُبي ابنه، ولم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من تركة أحد مِن المنافقين شيئًا، ولا جعل شيئًا من ذلك فيئًا، بل أعطاه لورثتهم، وهذا أمر معلوم بيقين، فعلم أن الميراث مداره على النصرة الظاهرة لا على إيمان القلوب والموالاة الباطنة، والمنافقون في الظاهر ينصرون المسلمين على أعدائهم، وإن كانوا مِن وجه آخر يفعلون خلاف ذلك.


وأمَّا المرتدُّ فالمعروفُ عن الصحابة - مثل علي وابن مسعود - أنَّ ماله لورثته من المسلمين أيضًا، ولم يدخلوه في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرث المسلم الكافر))، وهذا هو الصحيح". اهـ. مختصرًا.


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 210): "كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحكم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المنافقين بحكم الكفار المظهرين للكفر، لا في مناكحتهم ولا موارثتهم ولا نحو ذلك، بل لما مات عبدالله بن أبي ابن سلول - وهو مِن أشهر الناس بالنفاق - ورثه ابنه عبدالله، وهو مِن خيار المؤمنين، وكذلك سائر مَن كان يموت منهم يرثه ورثته المؤمنون، وإذا مات لأحدهم وارث ورثوه مع المسلمين، وقد تنازع الفقهاء في المنافق الزنديق الذي يكتم زندقته، هل يرث ويورث؟ على قولين، والصحيح أنه يرث ويورث، وإن علم في الباطن أنه منافق، كما كان الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الميراث مبناه على الموالاة الظاهرة لا على المحبة التي في القلوب، فإنه لو علق بذلك لم تمكن معرفته والحكمة إذا كانت خفية أو منتشرة، علق الحكم بمظنتها، وهو ما أظهره مِن موالاة المسلمين؛ فقولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم)) لم يدخل فيه المنافقون، وإن كانوا في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، بل كانوا يورثون ويرثون"؛ اهـ.

إذا ظهر لك هذا أيتها الابنة الكريمة، أدركت أنه لا بأس من أخذ ميراثك من أبيك

وأسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شر نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة