• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الدعاء على الجار

الدعاء على الجار
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 27/4/2017 ميلادي - 30/7/1438 هجري

الزيارات: 110879

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سيدة لها جيران يكشفون بيتها، ويَطَّلِعون على خلافاتها مع زوجها، وهي تدعو عليهم ولا يُستجاب دعاؤها.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديَّ جيران مُلاصقون لي، لكنهم يَتَعَدَّون على حريتي، ويَكشفون شبابيك بيتي، وعندما أتخاصَم مع زوجي يُشاهدون خصامنا بكلِّ جرأةٍ ولا مبالاة، وقد آذَوْني حتى كرهتُ البيت!


زوجي رجلٌ ضعيف للغاية، ولا يقف في وَجْهِهم، بل يختار دائمًا الانسِحابَ والخروج من البيت، ليس لكي يكون ذلك ذريعة لتنبيههم، بل يقول: لن أخسرَ جاري بسبب امرأة!


كلُّ هذا يُسبِّب لي ضيقًا شديدًا؛ سواء مِن زوجي، أو مِن جيراني؛ لذا أقوم بالدعاء عليهم: أن يُفرِّق اللهُ شَمْلَهم، وأن يجعلَ البيت عليهم نكدًا، وأنْ يُسَلِّط عليهم مَن يجازيهم بنفس ما يَفْعَلُون بي.


لكن المشكلة أني أُلاحظ تعرُّضي أنا للضيقِ لا هُم! وأنني مَن أكره البيت أكثر، وأضطر لفِعل أشياء لمَصلحتهم اضطرارًا وليستْ لمصلحتي، وتزداد المعاركُ مع زوجي باستمرار بسببهم.

فلماذا لا يُستجاب دعائي عليهم؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالذي يَظهر مِن رسالتك أيتها الأخت الكريمة أنَّ فَهْمَك لاستجابة الدعاء يَحتاج لتحرير وتصحيحٍ، وهو ما أوقعك في ورطةِ ذلك السؤال المنهي عنه؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يزال يُستجاب للعبد، ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل))، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: ((قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَع الدعاء)).


أما استجابة الله للدعاء فله صورٌ؛ فتقع بعين ما دُعِي به، أو بعِوَضه، أو بادِّخار الأجر؛ فهو من أعظم العبادة؛ لما فيه مِن الخُضُوع والافتقار، وتأمَّلي كلام الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" حيث قال: "كلُّ داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوَّع الإجابة؛ فتارةً تقعُ بعين ما دعا به، وتارةً بعِوَضِه".


وقد وَرَدَ في ذلك حديثٌ صحيحٌ أخرجه الترمذيُّ والحاكم، مِن حديث عبادة بن الصامت - رفعه -: ((ما على الأرض مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه مِن السوء مثلَها))، ولأحمد مِن حديث أبي هريرة: ((إما أنْ يُعجِّلها له، وإما أنْ يَدَّخرها له))، وله في حديث أبي سعيد - رفعه -: ((ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ، ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يُعجِّل له دعوته، وإما أنْ يدِّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرفَ عنه من السوء مثلها))؛ وصححه الحاكم.


فاللهُ تعالى أمرَنا أن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة، وأن نَحْزِم المسألة؛ لأنَّ اللهَ لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قديرٌ، ولكنَّ الدعاء وإن كان مِن أقوى الأسباب في دَفْعِ المكروه وحصول المطلوب، إلا أنه قد يَتَخَلَّفُ عنه أثرُه؛ إما لِضَعْفِه في نفسه؛ بأن يكونَ دعاءً لا يحبُّه الله؛ لِمَا فيه مِن العدوان، وإمَّا لضعف القلب، وعدم إقباله على الله، وجمعيَّته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرِّخو جدًّا؛ فإنَّ السهمَ يَخرُج منه خروجًا ضعيفًا، وإما لحصول المانع مِن الإجابة؛ مِن أكل الحرام، والظُّلم، ورَيْنِ الذُّنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة، والسهو، واللهو، وغلبتها عليها؛ كما في مُستدرك الحاكم مِن حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادعُوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يَقبلُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ))؛ فغفلةُ القلب عن الله تُبطِل قوةَ الدعاء، وكذلك أكلُ الحرام يُبطِل قوته ويضعفه؛ كما في "صحيح مسلم"، مِن حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... ثم ذَكرَ الرجل يُطيل السفر، أشعثَ، أغبرَ، يَمُدُّ يَدَهُ إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبسُه حرامٌ، وغُذِي بالحرام؛ فأنَّى يُستجاب لذلك؟)).


وتأمَّلي رعاك الله تعالى ما قاله شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في شأن الدعاء في "مجموع الفتاوى" (8/ 192): "الدعاءُ في اقتضائه الإجابةُ، كسائر الأعمال الصالحة في اقتضائها الإثابة، وكسائر الأسباب في اقتضائها المسببات، ومَن قال: إنَّ الدعاء علامةٌ ودلالةٌ مَحضةٌ على حصول المطلوب المسؤول ليس بسببٍ، أو هو عبادةٌ محضةٌ، لا أثر له في حصول المطلوب؛ وجودًا ولا عدمًا، بل ما يَحْصُل بالدعاء يَحصُل بدونه، فهما قولان ضعيفان؛ فإنَّ الله علق الإجابة به تعليق المسبب بالسبب؛ كقوله: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وفي الصحيحينِ عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم أنه قال: ((ما مِن مُسلمٍ يَدعُو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ، إلا أعطاهُ بها إحدى خصالٍ ثلاثٍ: إما أنْ يُعجل له دعوته، وإمَّا أنْ يدَّخرَ لهُ مِن الخير مثلها، وإما أنْ يصرفَ عنه مِن الشر مثلها، قالُوا: يا رسُول الله، إذًا نُكثرُ، قال: ((اللهُ أكثرُ))، فعلَّق العطايا بالدعاء تعليقَ الوعد والجزاء بالعمل المأمُور به، وقال عمر بن الخطاب: "إني لا أحملُ هَمَّ الإجابة، وإنما أحملُ هَمَّ الدعاء، فإذا أُلهمتُ الدعاء فإنَّ الإجابة معه، وأمثالُ ذلك كثيرٌ.


وراجعي على شبكة الألوكة تلك الاستشارات: الدعاء على مَن ظلَمني، ما معنى استجابة الدعاء؟ الحكمة من تأخير إجابة الدعاء، هل دعائي هذا يعد إثمًا؟.


هذا؛ ويمكنك سلمك الله تعالى أن تتغلَّبي على مشكلة اطِّلاع الجيران عليكم، بوضع مظلات على النوافذ، والشرفات "البلكونات"، فهي مجرَّبة في تحصيل الخصوصية والستر، فإن لم تتمكني، فضعي ستائر ثخينة، وتعاهَدي مع زوجك على ضبط النفس، وخفض الصوت عند المشكلات، ومهما كان الغضب شديدًا ينبغي أن تبتعدَا عن رفع الصوت.

أسأل الله أن يوفقك لفعل الخير، وأن يصلح أحوالكما وأحوال المسلمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة