• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

احترام خصوصيات الآخرين

احترام خصوصيات الآخرين
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 27/12/2016 ميلادي - 27/3/1438 هجري

الزيارات: 23573

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة تَتَتَبَّع نتائج صديقاتها لتعرفَ مستواهنَّ كي تتفاعل معهنَّ في الدراسة؛ لأن صديقاتها يُخْبِرْنَها بدرجات ومجموع غير حقيقي.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرَّفتُ إلى صديقة أيام الجامعة، وأخبرتني بمجموعها، وفي نهاية العام الدراسي وقعتْ عيني على مُعَدَّلِها الحقيقي، وكانت المفاجأة أنه كان غير الذي قالَتْه لي، فصُدِمْتُ وفقدت الثقة.


ثم بحثت عن معدل صديقة أخرى، كانت أخبرتني بمجموعها، وللأسف كانت تكذب عليَّ أيضًا.

سؤالي: هل فعلي هذا فيه حُرمة، رغم أن نيتي في البداية كانت حسنة؟ وكان مبرر فعلي أن أعرفَ مستوى مَن أصاحبه كي نتفاعَل في الدراسة؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا يتوقَّف أحدٌ منِ عباد الله أيتها الابنة الكريمة في حُرمة التجسُّس على الآخرين وتتبُّع أخبارهم - وإن كان بحُسن قصدٍ - فكم مِن مريد للخير لا يُدركُه، فالمجتمعُ المسلم نظيف المشاعرِ، مكفول الحرمات، مصونُ الغيبة والحَضْرة، لا يؤخذ فيه أحدٌ بظنة، ولا تُتبعُ فيه العورات، ولا يتعرَّض أمنُ الناس وكرامتهم وحريتهم فيه لأدنى مساس؛ إنه ميزانُ الله المبرَّأ من شوائب الهوى والتأويل الفاسد والاضطراب؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]؛ "أي: لا تُفتِّشوا عن عورات المسلمين، ولا تتبعوها، واتركوا المسلمَ على حاله، واستعملوا التغافلَ عن أحواله التي إذا فتشت ظهَر منها ما لا ينبغي..."؛ قاله السعدي في تفسيره.


وفي الصحيحين أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحاسَدوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تجسَّسُوا، ولا تحسَّسوا، ولا تناجَشُوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا))، والتجسُّس هو: البحث عن العورات والسيئات - كما قال أهلُ العلم.


فتأمَّلي رعاكِ الله كيف أن الآية الكريمة والحديثَ الشريف أقاما سِياجًا قويًّا في المجتمع حول حرمات الأشخاص وخصوصياتهم وكراماتهم وحرياتهم، وعلَّما الناس كيف يُنظِّفون مشاعرهم وضمائرهم، في أسلوبٍ مؤثرٍ عجيب!


"والتجسُّس قد يكون هو الحركة التالية للظنِّ، وقد يكون حركة ابتدائية لكشف العورات، والاطلاع على السوءات.

والقرآن يقاوم هذا العمل الدنيء من الناحية الأخلاقية؛ لتطهير القلب من مثل هذا الاتجاه اللئيم لتتبُّع عورات الآخرين وكشف سوءاتهم، وتمشيًا مع أهدافه في نظافة الأخلاق والقلوب.


ولكن الأمرَ أبعدُ من هذا أثرًا؛ فهو مبدأٌ من مبادئ الإسلام الرئيسية في نظامه الاجتماعي، وفي إجراءاته التشريعيَّة والتنفيذيَّة.


إن للناس حرياتهم وحرماتهم وكراماتهم التي لا يجوز أن تُنتَهك في صورة مِن الصور، ولا أن تُمسَّ بحال من الأحوال.

ففي المجتمع الإسلامي الرفيع الكريم يعيش الناسُ آمنين على أنفسِهم، آمنين على بيوتِهم، آمنين على أسرارهم، آمنين على عوراتهم، ولا يوجد مُبرِّر - مهما يكون - لانتهاك حُرُمات الأنفس والبيوت والأسرار والعورات.


حتى ذريعة تتبع الجريمة وتحقيقها لا تَصلُح في النظام الإسلامي ذريعةً للتجسُّس على الناس؛ فالناسُ على ظواهرهم، وليس لأحدٍ أن يتعقَّب بواطنهم، وليس لأحدٍ أن يأخذَهم إلا بما يظهر منهم من مخالفاتٍ وجرائم.


وليس لأحد أن يظنَّ أو يتوقَّع، أو حتى يعرف أنهم يزاولون في الخفاء مخالفةً ما؛ فيتجسس عليهم ليضبطهم، وكلُّ ما له عليهم أن يأخذَهم بالجريمة عند وقوعها وانكشافها، مع الضمانات الأخرى التي ينصُّ عليها بالنسبة لكل جريمة.


قال أبو داود: حدَّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: أتى ابن مسعود، فقيل له: هذا فلانٌ تقطر لحيته خمرًا، فقال عبدالله: إنا قد نُهِينا عن التجسُّس، ولكن إن يَظهَرْ لنا شيء نأخُذْ به.


وعن مجاهد: لا تجسَّسوا، خذوا بما ظهر لكم، ودعوا ما سترَ الله.

وروى الإمامُ أحمدُ بإسناده عن دُخَيْن كاتبِ عقبة، قال: قلت لعقبة: "إن لنا جيرانًا يشربون الخمر، وأنا داعٍ لهم الشُّرَط، فيأخذونهم!" قال: "لا تفعل، ولكن عِظْهم وتهدَّدهم"، قال: ففعل، فلم ينتهوا، قال: فجاءه دخين، فقال: "إني قد نهيتهم فلم ينتهوا، وإني داعٍ لهم الشرط فتأخذهم!"، فقال له عقبة: ويحك! لا تفعلْ، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن سترَ عورة مؤمن فكأنما استحيا موءودة مِن قبرها)).


وقال سفيان الثوري، عن راشد بن سعد، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنك إن اتَّبعتَ عورات الناس أفسدتهم، أو كدتَ أن تفسدَهم))، فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: كلمة سمعها معاوية رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها.


فهكذا أخذ النصُّ طريقَه في النظام العملي للمجتمع الإسلامي، ولم يَعُدْ مجرد تهذيبٍ للضمير وتنظيف للقلب، بل صار سياجًا حول حرُمات الناس وحقوقهم وحرياتهم، فلا تُمسُّ من قريب أو بعيد، تحت أي ذريعة أو ستار.


فأين هذا المدى البعيد؟ وأين هذا الأفق السامق؟ وأين ما يتعاجب به أشد الأمم ديمقراطية وحرية وحفظًا لحقوق الإنسان بعد ألف وأربع مائة عام؟"؛ قاله أديب الإسلام الأستاذ سيد قطب في ظلال القرآن (6/ 3345-3346).


قال القاضي أبو يعلى الحنبلي في الأحكام السُّلطانية (ص: 296): "إن كان في المنكر الذي غلب على ظنِّه الاستمرار به بإخبار ثقة عنه انتهاكُ حرمةٍ يفوت استدراكها؛ كالزنا، والقتل - جاز التجسُّس عليه، والإقدام على الكشف والبحث؛ حذرًا من فوات ما لا يستدرك من انتهاك المحارم، وإن كان دون ذلك في الرِّيبة لم يَجُزِ التجسُّس عليه، ولا الكشف عنه" انتهى مختصرًا.


فتوبي إلى الله تعالى مما فعلتِ، وأقلعي واعزمي على عدم العَوْد، ولا تُسوِّغي لنفسك هذا الفعل المشين بأنَّ الحامل عليه التفاعل في الدراسة، فهذا التسويغُ من تلبيس الشيطان عليك، فلا يتصور أن يترتب شيء من الخير على ما نهى الله عنه وحرمه.


وأختمُ معك بهذا الحديث الذي يخلع القلوب، فقد روى أبو داود عن أبي بَرْزةَ الأَسْلميِّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معشرَ مَن آمن بلسانه ولم يَدخُلِ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإن مَن اتَّبَع عوراتِهم تتبَّع اللهُ عورتَه، ومن تتبَّعِ اللهُ عورتَه يَفضَحْه في بيته))؛ صححه الألباني.


وفَّقَكِ اللهُ لكلِّ خير





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة