• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / بحوث ودراسات


علامة باركود

تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (10)

الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 16/12/2009 ميلادي - 28/12/1430 هجري

الزيارات: 14039

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

41- قال المصنِّف - رحمه الله -:
وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّكُمْ ستَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ))
[1].
42- وهذا تشبيه للرؤيةِ بالرؤيةِ، لا للمرئيِّ بالمرئيِّ؛ فإنَّ الله - تعالى - لا شبيهَ له ولا نظير.


الشرح

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُضَامُّون في رؤيته))؛ أي: لا يلحقكم ضَيْمٌ ولا مَشَقَّةٌ في رؤيته، وفي حديث آخر: ((لا تُضَارُّون))؛ أي: لا يلحقكم ضررٌ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتقدِّم: ((هل تُضَارُّون في رؤية القمر؟))؛ أي: هل يلحقكم ضررٌ في رؤيته؟

والمعنى: أنَّ المؤمنين حين يَرَوْن ربهم فإنَّهم لا يَتَزاحَمُون، كما أنهم لا يتزاحمون في رؤية القمر والشمس ليس دونها سحاب، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فإنكم ترونه كذلك كما تَرَوْنَ هذا القمر))، ليس معناه: أنه يُشبه القمر؛ فالله - جل وعلا - ليس كَمِثْله شيء، فلا شبيه له ولا نظير - كما قال المصنِّف - وإنما التَّشْبيه في الرؤية، فكما أن الناس اليوم لا يَتَزاحَمون، ولا يلحقهم ضررٌ ولا ضَيْمٌ ولا مشقةٌٌ في رؤية القمر ليلة البدْر، وفي رؤية الشمس ليس دونها سحاب، فكذلك سَيَرَوْن ربَّهم دون أن يلحقَهم ضررٌ أو ضَيْمٌ أو مشقَّةٌ في ذلك.

المبحث الثاني: المخالِفون لأهْل السنَّة:
المخالِفون لأهل السنَّة في مسألة الرُّؤية على قسمَيْن:
1- قسم أنكروا الرؤية صَرَاحة، وهم:
الجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والإباضية - وهي إحدى طوائف الخوارج - وغيرهم، فهؤلاء يُنْكِرُون الرؤية، ويُؤَوِّلون الأدلة المُثْبِتَة للرؤية، فيقولون في قوله - تعالى -: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[2]؛ أي: إلى ثوابِ ربِّها ناظرة.

والرد عليهم:
1- أن هذا مخالِف لطريقة السلَف وإجماعهم على إثبات الرؤية - كما تقدَّم بيانُه.
2- أن هذا مخالِف لظاهر النَّصِّ، فظاهِرُ النصوص دالَّةٌ على إثبات الرُّؤية.
3- أن تأويلَكُم ضعيفٌ جدًّا، ومخالفٌ لقواعد اللغة، ووجه ذلك: أن لفظ: (نظر) إذا عُدِّي بحرف الجر (إلى) كما في قوله - تعالى -: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[3] - لا يُمكن أن يكونَ المقصود منه إلا النظَر البصري مُعاينة؛ بخلاف ما لو عُدِّي بحرف الجر (في)، فإنه يكون بمعنى التَّفَكُّر؛ كقوله - تعالى -: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}[4]، وقوله - تعالى -: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}[5]، وأما إذا عُدِّي بنفسه فإنه يكون بمعنى التوقُّف والانتظار؛ كقوله - تعالى -: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}[6]، والمُهِمُّ أنه إذا عُدِّي بنفسه أو بـ(إلى)، فإنه يكون بمعنى النظَر بالعين؛ كقوله - تعالى -: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[7]، وقوله - تعالى -: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}[8]، وقوله: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} [الأنعام: 99].

المبحث الثالث: هناك فَرْقٌ بين الرؤية والإدراك:
وهذا المبحثُ هو تنبيهٌ إلى أنه لا يعْنِي من إثبات الرؤية، وأن المؤمنين يَرَوْنَ ربهم: أنهم يحيطون به؛ بل الله - جلَّ في علاه - يراه المؤمنون بأبصارهم، لكن لا تُحيط به الأبصار؛ ويدلُّ على ذلك قوله - تعالى -: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[9]؛ ولذا فإنَّ المعتزلة ومَن نَهَج نهجهم يستدلون بهذه الآية على إنكارِ رُؤية الله - تعالى.

والرد عليهم:
أن يقال: إن هناك فرقًا بين الرُّؤية والإدراك، ونحن نُثبت الرُّؤية؛ لدلالة الأدلة على هذا المعتقد، ولا نثبت الإدراك؛ لأنَّ الله - جلَّ وعلا - لا تُدركه الأبصار ولا تحيط به.

ومما يدل على هذا الفرق بين الرؤية والإدراك:
1- قول أصحاب موسى - عليه السلام - حينما لحقهم فرعون وقومه، وكانوا يرون فرعون وقومه ويراهم، لكن حينما خشوا أن يمسك بهم، ويتمكن منهم، قالوا: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}[10].
ووجه الدلالة: أنه لو كان الإدراك بمعنى الرؤية، لوقع هذا الإدراك من أول الأمر، لا حينما خافوا أن يَتَمَكَّن منهم فرعون وقومه؛ لأنه رآهم من حين اللحاق بهم.
2- وأيضًا يُقال: مما يدل على الفرْق بين الرؤية والإدراك: أنَّ كثيرًا من الأشياء في الواقع نراها لكن لا ندركها؛ فنحن نرى الشمس والقمَر، والنجوم والجبال، والبحار الواسعة، لكننا لا ندركها في عظمها، وكبر حجمها، وما فيها من أسرار؛ فلا نُدرك حقيقتها.

فائدة: 
مما استدل به المعتزلة على إنكار الرؤية أيضًا: قوله - تعالى - لِمُوسى - عليه السلام - حينما طلب رؤيته، قال - تعالى -: {لَنْ تَرَانِي}[11]، فقالوا: هذا دليل على نفْي الرُّؤية في الدُّنيا والآخرة.

والرَّد عليهم من عشرة أوجه، ذَكَرَها شيخُ الإسلام ابن تيميَّة، وكذا ذَكَرَها ابن أبي العز شارح الطحاوية؛ منها:
1- أن الله - عز وجل - تجلَّى للجبل؛ فقال - تعالى -: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}[12].
 
ووجه الدلالة:
أن الله - عز وجل - تَجَلَّى للجبل فاندكَّ، وفي هذا دلالة على أنَّ الله - عزَّ وجل - قد يَتَجَلَّى لبعض عبادِه فيَرونه، لا كما يعتَقِد المعتزلة بأنَّه - سبحانه - لا يُرى.
2- أنَّ الله - عز وجل - لم يقلْ لموسى - عليه السلام - بأن رؤيتي غير مُمكنة، أو أنك لن تراني في الدنيا والآخرة، أو أنني لا أُرَى - كما يعتقد المعتزلة - بلْ أخْبَرَهُ - جلَّ وعلا - بأنه لا يَقْوى على رؤيته - جلَّ وعلا - في الدنيا.
3- أن قولكم في قوله - تعالى -: {لَنْ تَرَانِي}: فيه النفْي بـ(لن)، وهو نفْيٌ مؤبَّدٌ للرُّؤية في الدنيا والآخرة - يردُّه لغةُ العرب؛ حيث إن (لن) لا تفيد النفي المؤبَّد - كما تقوله المعتزلة - بل هذا لا يُعْرَف في باب النحو، وغلط على العربية؛ ولذا يقول ابن مالك في "الكافية الشافية"، ردًّا على هذا المعتَقد، ومبينًا أن (لن) لا تُفيد النفْي المؤبد:
وَمَنْ يَرَى النَّفْيَ بِ(لَنْ) مُؤَبَّدَا        فَقَوْلَهُ  ارْدُدْ  وَسِوَاهُ  فَاعْضُدَا
2- والقسم الثاني:
أنكروا الرؤية ليس صراحة، وإنما في مفهوم معتقدهم، وهم: الأشاعرة، والماتريدية، فهؤلاء باعتقادهم أنهم يثبتون الرؤية، ويقولون: نُثْبِت رؤية المؤمنين لربِّهم، ولكن حينما ننْظُر كيف يثبتون الرؤية؛ فإننا نجدهم كمَن ينكرها.
 
ووَجْه ذلك أنهم يقولون:
إنَّ الله - عز وجل - يُرى يوم القيامة، ولكنه لا يُرى عن مواجهة ومعاينة، بأن ينظروا إليه بأبصارهم، وإنما الرؤية عندهم رؤية علميَّة؛ بمعنى: العلم واليقين والكَشْف، وهذا نفيٌ للرؤية في حقيقة معناه؛ لأنهم يقولون: نحن نُثبت الرؤية، وأنَّ المؤمنين يَرَوْنَ ربهم، لكنَّهم يَرَوْنَه بقُلُوبهم لا بأبْصارهم، وهم اعتقدوا الرُّؤية بهذا المفهوم؛ لأنهم - كما سبق - يُنكرون العلوَّ الذاتيَّ لله - تعالى - فوَقَعُوا في تناقُضٍ؛ لأنهم إذا أثبتوا الرؤية البَصَرِيَّة لا بدَّ أن يُثْبِتُوا العلُو الذاتي لله - تعالى - فوقعوا في هذا الحَرَج، وهم عند أنفسهم أنهم يثبتون رؤية الله، بل إنَّ هؤلاء الأشاعرة ألَّفوا المؤلَّفات في إثبات الرؤية، وردُّوا على المعتزلة، والمعتزلة ردُّوا عليهم بأن اعتقادكم متناقِض؛ لأنَّ مَن أثبت الرؤية لا بد أن يُثبت العلُوَّ، هذا هو ملخَّص اعتقادِ الأشاعرة ومَن تبِعَهم.

والرَّد عليهم كما سبق:
1- أن هذا مخالف لطريقة السلَف وإجماعهم.
2- أن هذا مخالفٌ لظاهرِ النصوص الدالة على إثبات حقيقة الرؤية؛ فالآياتُ تدل على النظر بالبصر لا بغيره مِن تأويلاتكم الباطلة.
3- أن مفهومكم في إثباتكم للرُّؤية مفهوم خاطئٌ؛ فهو في حقيقتِه إنكار للرُّؤية، مع ما فيه من التناقُض والفساد.
4- أن مما يدلُّ على أن الرؤية تكون بالبصَر قولَه - تعالى -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[13].

ووجه الدلالة: أنَّ الله - عزَّ وجل - جعل الوجوه هي الناظرة لربها، والوجوه عُبِّر بها؛ لأنها محلٌّ للأبصار.

المبحث الرابع: من أسباب رؤية الله تعالى:
1- أن يسأل العبدُ ربَّه النظرَ إلى وجْهه الكريم؛ لحديث عمار بن ياسر، وفيه دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنه: ((وأسألك لذَّةَ النظر إلى وجهك الكريم، والشوْق إلى لقائك في غَيْر ضرَّاء مُضِرَّة، ولا فتنة مُضلة))[14].
2- المحافَظة على صلاة الفجْر والعصر؛ لحديث جرير بن عبدالله - الذي تقدَّم - قال: كُنَّا جلوسًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: ((إنكم سَتَرَوْن ربَّكم عيَانًا كما ترون هذا القمر، لا تُضَامُّون في رؤيته، فإنِ اسْتَطَعْتُم ألا تُغْلَبُوا على صلاةٍ قبل طُلُوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا))[15]، والمقصود بهما: صلاة الفجر والعصر.
 
الشيخ/ عبدالله بن حمود الفريح
ـــــــــــــــــــــ
[1] حديث صحيح، متفق عليه.
[2] [القيامة: 23].
[3] [القيامة: 23].
[4] [يونس: 101].
[5] [الأعراف: 185].
[6] [الحديد: 13].
[7] [القيامة: 23].
[8] [الأعراف: 143].
[9] [الأنعام: 103].
[10] [الشعراء: 61].
[11] [الأعراف: 143].
[12] [الأعراف: 143].
[13] [القيامة: 22، 23].
[14] الحديث رواه أحمد، والنسائي، والحاكم.
[15] متفق عليه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة