• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / بحوث ودراسات


علامة باركود

تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (8)

الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 9/12/2009 ميلادي - 21/12/1430 هجري

الزيارات: 19710

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القرآن كلام الله
 

26- قال المصنِّف - رحمه الله -: "ومِنْ كلامِ الله - سبْحانه - القرآنُ العظيم، وهو كتابُ الله المبين، وحَبْلُه المتين، وصراطُهُ المستقيم، وتَنْزِيلُ رَبِّ العَالَمِين، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين، عَلَى قَلْبِ سَيِّدِ المرسَلِينَ، بلسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين، مُنَزَّلٌ غيْرُ مخلوق، مِنْهُ بَدَأَ وإِليْهِ يَعُود.

27- وهُوَ سُوَرٌ مُحْكَمَات، وآياتٌ بَيِّنَات، وحُرُوفٌ وكَلِمات، مَنْ قَرَأَهُ فَأَعْرَبَهُ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْف عشْرُ حسَنات، لَهُ أَوَّلٌ وآخِر، وأجْزاءٌ وأَبْعاض، مَتْلُوٌّ بالألسِنَة، محْفوظٌ في الصُّدور، مَسْمُوع بالآذان، مَكْتوبٌ في المصاحِف، فِيهِ مُحْكَمٌ ومُتَشابِه، ونَاسِخٌ ومنْسُوخ، وخاصٌّ وعام، وأمْرٌ ونَهْي؛ {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[1]، وقَوله - تعالى -: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[2].
28- وهَذَا هُو الكتابُ العربيُّ الذي قال فيه الذين كَفَرُوا: {لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ}[3]، وقال بعضُهم: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}[4]، فَقال الله - سُبْحانه -: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}[5]، وقَال بَعْضُهم: هو شِعْرٌ؛ فقال الله - تعالى -: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}[6]، فَلَمَّا نَفَى اللهُ عنْهُ أنَّهُ شِعْرٌ وأثبتَهُ قُرْآنًا، لَم يُبقِ شُبْهةً لِذِي لُبٍّ في أنَّ القرآنَ هو هذا الكتابُ العرَبيُّ الَّذي هُوَ حُرُوفٌ، وكلِمات، وآيات؛ لأنَّ ما ليْس كذلِك لا يقُولُ أحَدٌ: إنَّه شعِْرٌ.
29- وقال - عز وجل -: {وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[7]، ولا يجوزُ أنْ يَتَحَدَّاهُمْ بِالإتْيانِ بِمِثْلِ ما لا يُدْرَى ما هُوَ ولا يُعْقَل.
30- وقالَ - تعالى -: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي}[8]، فأَثْبَتَ أَنَّ القُرْآنَ هُوَ الآياتُ الَّتي تُتْلَى عَلَيْهِم.
31- وقال - تعالى -: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}[9]، وقال - تعالى -: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[10]، بَعْدَ أنْ أَقْسَمَ عَلَى ذَلِك.
32- وقال - تعالى -: {كهيعص}[11]، {حم * عسق}[12]، وافْتَتَحَ تِسْعًا وعِشْرينَ سُورةً بالحروفِ المقطَّعَةِ.



الشرح

ابن قدامة - رحمه الله - بعدما أورد ما يدل على إثبات صفة الكلام لله - تعالى - انتقل إلى مسألة أخرى لها علاقة بكلام الله - تعالى - وهي القرآن الكريم، فذكر ما يعتقده أهل السنة والجماعة في القرآن العظيم، وما ذكره ابن قدامة يتلَخَّص في الأمور الآتية:
أولاً: عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن:
أهل السنة والجماعة يقولون: إن القرآن المَتْلُوَّ والمسْمُوعَ والمكتوبَ بين دفَّتَي المصحف هو كلام الله حقيقةً، مُنَزَّلٌ غير مَخْلوق، منه بدأ وإليه يعود.

وفي هذا ردٌّ على الذين قالوا: إنه ليس كلام الله حقيقة، بل عبارة أو حكاية عن كلام الله، وردٌّ على الذين يقولون: إن القرآن مخلوق غير منزل، وتقدَّم بيان عقيدتهم من الجهميَّة والمعتزلة والأشاعرة، ويدل على اعتقاد أهل السنة والجماعة في القرآن ما يلي:

Ÿ أنه كلام الله؛ قال - تعالى -: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[13].
Ÿ مُنَزَّل؛ قال - تعالى -: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[14].
Ÿ وقال – تعالى -: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}[15]. 
Ÿ وقال - تعالى -: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[16]، وأدلة أخرى.

غير مخلوق:
1- لأن الأدلة السابقة وغيرها دلَّت على أنه مُنَزَّل غير مخلوق.
2- ولأن الله - عز وجل -يقول: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}[17]، فجعل الخلق غير الأمر، والقرآن من الأمر؛ لقوله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}[18]، وقال: {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ}[19]، وأما ما احتج به مَن قال بخلْق القرآن: وهو قوله - تعالى -: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[20]، فهذا نصٌّ عامٌّ مخصوصٌ بما تقدَّم من أدلة. 
3- ولأن كلام الله - جلَّ وعلا - صفة من صفاته غير مخلوقة، منه بدأ؛ أي: من الله - جل وعلا - بدأ؛ بدليل أن الله - عز وجل - أضافَهُ إليه، ولا يضاف الكلام إلا إلى قائله.

ولا بُدَّ من هذه العبارة في تعريف القرآن؛ لأن المبتدعة لا يقولون بأن بداية القرآن من الله؛ لأنهم يُنْكِرُون صفةَ الكلام، فيقولون: إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ، وأنزله على محمد؛ لينفوا أن الله تكلم به.

وإليه يعود:
وذلك في آخر الزمان يُرْفَعُ القرآنُ من الصدور والمصاحف؛ فلا يبقى منه ولا آية، دلَّ عليه حديث حذيفة بن اليمان؛ قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((يَدْرُس الإسلامُ كما يَدْرُسُ وَشْيُ الثوبِ، حتَّى لا يُدْرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نُسُكٌ، ولا صدقةٌ، ولَيُسْرَى على كتابِ الله - عز وجل - في الليلة فلا يَبْقَى في الأرض منه آية))[21].

ثانيًا: القرآن العظيم ردَّه الكفارُ وتحدَّاهم اللهُ به:
وهم رَدُّوه تصريحًا فقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ}[22]، وقدحوا فيه؛ فنسبوه لغَيْر الله، فقال بعضهم: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ}[23]، وقال بعضهم: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}[24]، فقال الله لهم تكذيبًا لزَعْمهم: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}[25]، وأراد المصنِّف أن يَرُدَّ على مَنْ يقول: إن الألفاظ الموجودة في القرآن هي ألفاظ البشَر؛ كمحمد - صلى الله عليه وسلم - والمعاني هي من الله - جل وعلا - كما يعتقد الأشاعرة.

وقال بعضُ الكفار عن القرآن: إنه شعر؛ فردَّ الله عليهم وكذَّبهم فقال: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}[26].

بل تَحَدَّاهم الله - عز وجل - ما داموا يُشَكِّكُون فيه بأن يأتوا بمثله؛ فقال - تعالى -: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}[27]، وقال - تعالى - مُبَيِّنًا أنهم لن يقدروا على ذلك: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[28].

وبَيَّن الله - عز وجل - أن هذا القرآن حقٌّ لا يأتيه باطلٌ من أيِّ جهة كان؛ فقال - تعالى -: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[29].

وهذه أوصافٌ للقرآن ذكرها المصَنِّف، وهي أوصاف عظيمة، وذكر قبلها: أنه كتاب الله المبين، وحبله المتين، فيه سورٌ محكمات، وآياتٌ بيِّنات، وغيرها من الأوصاف؛ أراد بها الرد على أهل البدع، وأن القرآن كلام الله - جل وعلا - امتلأتْ به صدورُ أهل العلم؛ فقال - تعالى -: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}[30]، وهو في كتاب محفوظ؛ قال - تعالى -: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ}[31]؛ أي: محفوظ.

واختلف في هذا الكتاب المكنون؛ فقيل:
هو اللوح المحفوظ، فيكون المقصودُ بقوله: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}: الملائكة.

وقيل: هو المصحف الذين بين أيدينا، فيكون المقصود بالمطهرين هم مَن تَطَهَّرَ من الحدَث والجنابة.

ومقصود المصنِّف من إيراد هذه الآيات كلها: الردُّ على أهل البدع، الذين خالفوا الاعتقاد الصحيح في كتاب الله - تعالى - فبيَّن لهم بالأدلة أن هذا هو كلام الله - تعالى - المنزَّل، حتى ما فيه من الحروف المقطعة؛ كقوله - تعالى -: {كهيعص}[32]، {حم * عسق}[33]، وغيرها من السور التي افتتحت بالحروف المقطعة هي من كلام الله - تعالى - وفي القرآن تسعٌ وعشرون سورة مفتتحة بالحروف المُقَطَّعة.

ثالثًا: الحذر من قوم يَتَعَجَّلُون القرآنَ ولا يتأجَّلُونه:
أَوْرَدَ المصنف حديثَ سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يأتيَ قومٌ يُقِيْمُون حروفَهُ إقامةَ السهم، لا يجاوز تَرَاقِيَهم، يَتَعَجَّلون أجرَه ولا يتأجَّلونه))[34].

والحديث فيه تحذيرٌ من التَّشَبُّه بقوم يتعاملون مع القرآن على غير الغاية التي من أجلها أنزل، وأوصافهم كما يلي:
1- يقيمون حروفه؛ أي: إقامةً صحيحةً دقيقةً، متقنةً طيبةً في ظاهرها؛ فيقرؤونه صحيحًا بلا لحن ومجوَّدًا، ولكن هذا القرآن الذي يقرؤونه لا يجاوز تراقيهم: والتُّرْقُوَة: الحلقُ، أو الحلقوم؛ أي: إن هذا القرآن الذي يقرؤونه لا يجاوز حلوقهم؛ أي: لا يقرؤونه بقلوبهم؛ فيتدبرونه مع التلفظ به، بل يقرؤونه بألسنتهم فقط؛ وذلك لضعف إيمانهم، فهم لم يقرؤوه لله - تعالى - مخلصين، بل قرؤوه ليقال: قارئ، أو مُجَوِّد، أو حسن الصوت؛ فيتفاخرون بذلك، ومعلوم أن من كان هذا حاله فهو أحد الثلاثة الذين هم أول من تُسَعَّر بهم النار؛ كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم، فهو قرأ القرآن ليقال: قارئ، وقد قيل، ثم يسحب على وجهه إلى نار جهنم - نسأل الله السلامة والعافية.
2- يَتَعَجَّلون أَجْرَه: فهذا من أوصافهم أنهم يتعجلون أجره في الدنيا، إما عن طريق أخذ الأجرة عليه، أو عن طريق أخذ الشهرة؛ ليقال: قارئ، أو مجود، ونحو ذلك.
3- ولا يَتَأَجَّلُونه؛ أي: لا يقرؤون القرآن يقصدون به وجه الله فيتأجلون؛ أي: ينتظرون أجره في الآخرة؛ لأنهم قرؤوه لغَيْر الله - نسأل الله السلامة والعافية.

Ÿ  Ÿ  Ÿ 



33- قال المصنف - رحمه الله -: "وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَأَعْرَبَهُ، فَلَهَ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَحَنَ فِيهِ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَةٌ))؛ حديثٌ صحيحٌ.

34- وقال - عليْه الصّلاةُ والسّلامُ -: ((اقْرَؤوا القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَأتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ إِقَامَةَ السَّهْمِ، لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُم؛ يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ)). 

35- قال المصنف - رحمه الله -: "وقَالَ أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ - رضيَ اللهُ عنْهُما -: إِعْرابُ القُرآنِ أَحَبُّ إليْنَا مِنْ حِفْظِ بعْضِ حُرُوفِهِ.

 

الشرح

ما ذكره المصنِّف من آثارٍ في فضْل إعراب القرآن لا تَصِحُّ؛ ومن ذلك:
أ - ما رواه الطبراني في "الأوسط"، من حديث ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أعربوا القرآن، فإن مَنْ قرأ القرآن فأعربه، فله عشر حسنات، وكفارة عشر سيئات، ورفع عشر درجات))[35].
ب - ما ذكره من الآثار، عن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - أنهما قالا: "إعراب القرآن أحبُّ إلينا من حفْظ بعض حروفه"[36].

Ÿ  Ÿ  Ÿ



36- قال المصنف - رحمه الله -: "وقالَ عليٌّ - رضي الله عنه -: مَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كُلَّهُ.
37- واتَّفَقَ المسلمون على عَدِّ سُوَرِ القرآنِ وآياتِهِ وكلِماتِهِ وحُروفِهِ.
38- ولا خِلافَ بيْن المسلمين في أنَّ مَنْ جَحَدَ مِنَ القُرآنِ سُورَةً أو آيَةً، أو كلِمَةً أو حرْفًا، مُتَّفَقًا عليْه أنَّه كافِرٌ، وفي هذا حُجَّةٌ قاطِعَةٌ على أنَّهُ حُروفٌ.

 

الشرح

رابعًا: مَنْ جَحَد آية منَ القرآن الكريم فقد كفر:
وهذا آخر ما أورده المصنِّف في هذا الفصل، وهذا الاعتقاد هو بإجماع المسلمين - كما ذكر المصنف - ونقل الإجماعَ غيرُ واحدٍ من أهل العلم، ومن ذلك ما أورده المصنِّف، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - موقوفًا: "مَنْ كَفَر بحرفٍ منه، فقد كفر به كله"[37]. 

وختم المصنِّف بهذا؛ ليبيِّن من جميع ما تقدم أنَّ هذا القرآن بسوره وكلماته وحروفه إنما هو من عند الله - جلَّ وعلا - بإجماع أهل العلم؛ ليُقَرِّر بذلك مُعْتَقَد أهل السنة والجماعة.

تنبيه:
تقدَّم في الفصل الذي قبله مُعْتَقَدُ المبتدعة في القرآن، وأنه مخلوقٌ، وتقدَّم الرُّدُّ على مَن يقول بخلق القرآن تحت مباحث صفة الكلام التي هي المباحث في الصفات - والله أعلم.
 

الشيخ/ عبدالله بن حمود الفريح

ــــــــــــ
[1] [فصلت: 42].
[2] [الإسراء: 88].
[3] [سبأ: 31].
[4] [المدثر: 25].
[5] [المدثر: 26].
[6] [يس: 69].
[7] [البقرة: 23].
[8] [يونس: 15].
[9] [العنكبوت: 49].
[10] [الواقعة: 77 - 79].
[11] [مريم: 1].
[12] [الشورى: 1- 2].
[13] [التوبة: 6].
[14] [الفرقان: 1].
[15] [النحل: 102].
[16] [البقرة: 185].
[17] [الأعراف: 54].
[18] [الشورى: 52].
[19] [الطلاق: 5].
[20] [الرعد: 16].
[21] الحديث رواه ابن ماجه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (78).
[22] [سبأ: 31].
[23] [المدثر: 24].
[24] [المدثر: 25].
[25] [المدثر: 26].
[26] [يس: 69].
[27] [البقرة: 23].
[28] [الإسراء: 88].
[29] [فصلت: 42].
[30]   [العنكبوت: 49].
[31] [الواقعة: 77 - 78].
[32] [مريم: 1].
[33] [الشورى: 1 - 2].
[34] والحديث رواه أحمد، وأبو داود، وابن حبان، وفي سنده ضعفٌ؛ لأن فيه وفاء بن شُرَيْحٍ الصدَفي، وهو مقبولٌ إذا تُوبِعَ كما في "التقريب"، والحديث له شواهد منها: حديث جابر بن عبدالله عند أحمد، وأبي داود، وصحَّح إسناده الألباني كما في "السلسلة الصحيحة" (259).
[35] والحديث ضعيفٌ جِدًّا؛ ففي سنده نهشل بن سعيد الورداني، كذَّبه إسحاق بن راهويه، وقال عنه الهيثمي: "متروك"، ولفظ هذا الحديث قريبٌ من اللفظ الذي أورده المصنِّف.
[36] وهو ضعيفٌ جدًّا، أخرجه ابن الأنباري في كتابه "الوقف والابتداء"، ففيه انقطاع بين أبي بكر وعمر والراوي عنهما، وفي سنده جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيفٌ.
[37] وهذا الأثر أثرٌ صحيحٌ، رواه ابن أبي شيبة (10/ 513، 514) في "مصنفه". 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة