• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / حدث غير التاريخ


علامة باركود

محاولة قريش قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة بدر

محاولة قريش قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة بدر
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 22/4/2015 ميلادي - 3/7/1436 هجري

الزيارات: 47704

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محاولة قريش قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة بدر

 

قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال: جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ويلقون منه عناء[1] وهو بمكة، وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر[2]. قال: فذكر أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان: والله إن في العيش بعدهم خير، قال له عمير: صدقت والله، أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاءً، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي، لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي قبلهم علة، ابني أسير في أيديهم، فاغتنمها صفوان وقال: علي دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم، فقال له عمير: فاكتم عني شأني وشأنك، قال: أفعل. ثم أمر عمير بسيفه فشحذ[3] له وسم، ثم انطلق حتى قدم به المدينة، فبينا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، وما أراهم به من عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحاً السيف، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشر، وهو الذي حرش[4]بيننا وحزرنا [5] للقوم يوم بدر، ثم دخل عمر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحاً سيفه. قال: "فأدخله عليّ"، قال: فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبّبه بها، وقال لرجال ممن كان معه من الأنصار: ادخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه، قال: "أرسله يا عمر، ادن يا عمير"، فدنا، ثم قال: أنعموا صباحاً – وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة" فقال: أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد، قال: "فما جاء بك يا عمير؟" قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه، قال: "فما بال السيف في عنقك؟"، قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئاً؟ قال: "اصدقني، ما الذي جئت له؟"، قال: ما جئت إلا لذلك. قال: "بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً، فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك؛ على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك".


قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره". ففعلوا. ثم قال: يا رسول الله، إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله - عز وجل -، وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإلى الإسلام؛ لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم. فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلحق بمكة، وكان صفوان بن أمية حين خرج عمير بن وهب يقول: أبشروا بواقعة تأتيكم الآن في أيام، تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه، فحلف ألا يكلمه أبداً، ولا ينفعه بنفع أبداً.

 

قال ابن إسحاق: فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام، ويؤذي من خالفه أذىً شديداً، فأسلم على يديه ناس كثير[6].

 

إن فشل محاولة صفوان التخفيف من أسى قريش، وحزنها لم تفلح، فالنفوس متألمة، والقلوب دامية، لذا لم تجد قريش فرصة للنيل من المسلمين إلا سلكتها، فقد اشترت أسرى من المسلمين لتقتلهم، ولتأخذ الثأر منهم.

 

روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- سرية عينًا[7]، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كان بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم بنو لحيان، فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلاً نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتتبعوا آثارهم، حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه، لجؤوا إلى فدفد[8]، وجاء القوم فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر بالنبل، وبقي خبيب وزيد، ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم، فلم يفعل فقتلوه[9]، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيراً.

 

وفي آخر الحديث: وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر[10]، فبعث الله عليه مثل الظلة[11]، من الدبر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء[12].



[1] عناء: أي شدة ومشقة، انظر: المعجم الوسيط (2/ 630).

[2] وهب بن عمير ذكر ابن هشام أن الذي أسره رفاعة بن رافع أحد بني زريق، السيرة النبوية (2/ 254).

[3] فشحذ له، معناه: أحدّهُ، يقال: شحذت السيف والسكين: إذا أحددتهما، شرح السيرة النبوية ص167.

[4] حرّش بيننا، أي: أفسد، والتحريش: الإفساد بين الناس، وإغراء بعضهم ببعض. النهاية في غريب الحديث (1/ 368).

[5] حزرنا، معناه: قدّر عددنا، يقال: هم محزرة ألف أي: تقدير ألف، انظر: المعجم الوسيط (1/ 170).

[6] السيرة النبوية (2/ 254-255)، وأخرجه الطبراني (17/ 56-57) رقم (117) عن عروة مرسلاً، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 286)، وهو مرسل، وإسناده حسن. اهـ. قلت: فيه ابن لهيعة أيضاًَ، والراوي عنه من غير العبادلة، ورواه الطبراني أيضاً (17/ 58) رقم (118). قال ابن حجر في الإصابة (5/ 36-37): ورواه ابن مندة موصولاً من طريق أبي الأزهر عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أنس أو غيره، وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه عن أبي عمران إلا من هذا الوجه. اهـ. قلت: وإسناده حسن.

[7] العين: هو الذي يرصد أخبار العدو ويتحسسها، ويسمى الجاسوس، النهاية في غريب الحديث (3/ 331).

[8] فدفد: بفاءين مفتوحتين ومهملتين، الأولى ساكنة، وهي الرابية المشرفة، ووقع عند أبي داود قردد بقاف وراء ودالين، قال ابن الأثير: الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع، ويقال الأرض المستوية، والأول أصح، فتح الباري (7/ 381)، النهاية (3/ 420).

[9] هو عبدالله بن طارق في رواية ابن إسحاق، ذكره في الفتح (7/ 381)، أما زيد بن الدثنة فقال في الفتح (7/ 381) في رواية ابن إسحاق وابن سعد: فأما زيد فابتاعه صفوان ابن أمية، فقتله بأبيه.

[10] قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 384): لعل العظيم المذكور هو عقبة بن أبي معيط، فإن عاصماً قتله صبراً بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن انصرفوا من بدر.

[11] الظلة (بضم العجمة) السحابة، الدبر (بفتح المهملة، وسكون الموحدة) الزنابير، قيل: ذكور النحل، ولا واحد له من لفظه، فتح الباري (7/ 384)، وانظر: المعجم الوسيط (1/ 269).

[12] ص776-777 برقم (4086)، كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة