• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / مقالات


علامة باركود

الوقت وخطر السفر إلى الخارج

د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 21/2/2010 ميلادي - 7/3/1431 هجري

الزيارات: 16300

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

وبعدُ:
فقد قال - تعالى -: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "العصر هو الزمن"، وقال ابن القيم: "إن تسمية الدهر عصرًا أمر معروف في لغة العرب"[1]. 

وأقسم الله - سبحانه وتعالى – بالزمن؛ لأنه مستودع أعمال العباد؛ خيرها وشرها، ولشرفه وعظمته، ففي هذا القَسَم ينبِّه الله الخلقَ إلى قيمة الوقت، وما ينبغي عليهم منَ الاعتناء به، والحرص عليه، وقد أقسم الله بأجزاء الوقت في مواضعَ أخرى، فقال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]، وقال: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1، 2]، وقال: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى: 1، 2]، وهذا الزمن أغلى منَ الذَّهَب والفضة؛ فإنهما يُعوَّضان، وأما الزمن فإنه إذا فات لا يعوَّض، وعُمر الإنسان الذي لا يتجاوز عشرات معدودة من السنين، سيُسأل المرء عن كل جزئية من جزئياته؛ بل إن هذا من أُصُول الأسئلة التي تُوجَّه له يوم القيامة.

عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما تزول قدما عبدٍ يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟))[2]. 

فيُسأل عن عمره على وجه العموم، وعن شبابه على وجه الخصوص؛ لأن الشباب هو محور القُوة والنشاط، وعليه الاعتماد في العمل أكثر من غيره في مراحل العمر الأخرى.

والزمن من أفضل نِعَم الله على عباده؛ عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((نعمتان مغبون فيهما كثير مِنَ الناس: الصحةُ، والفراغ))[3]، والغَبن: أن يشتري الإنسانُ السلعة بأضعاف ثمنها، فمَن صلح بدنُه، وتفرَّغَ مِن الأشغال العالقة به، ولمْ يَسْعَ لإصلاح آخرته، يُقال عنه: إنه رجل مغبون، وفي الحديث إشارة إلى أن الزمن نعمة كبرى، لا يستفيد منها إلا المُوَفَّقُونَ الأفذاذ، وأن المستفيد قليل، والكثير مفرِّط ومغبون. 

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اغْتَنِمْ خمسًا قبل خمس، وذكر منها: وفراغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وشبابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ))[4].

ومَن تأمَّل أحوال السلف، ومَن سار على نهجهم، وجدهم أحرص الناس على كسب الوقت وملئه بالخير؛ قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربتْ شمسُه، نقص فيه أَجَلي، ولم يَزد فيه عَمَلي".

وقال ابن القيم: "إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطع عليك أمر دنياك وآخرتك"[5].

قال الشاعر:
وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ        وَأَرَاهُ  أَسْهَلَ  مَا  عَلَيْكَ  يَضِيعُ
ومما تقدَّم، يَتَبَيَّن خسارة مَن أضاعوا أوقاتَهم في السَّفَر إلى بلاد الكفار؛ ولهذا وجب التنبيهُ على ما لهذه الأسفار منَ المخاطر والمفاسِد، فمِن ذلك:
أولاً: أن في السفر إلى بلاد الكفار مخالفةً صريحة لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فعن جرير - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أنا بريء مِن كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، لا تتراءى ناراهما))[6]. 

وقد استثنى العلماء من ذلك المجاهدَ في سبيل الله، أو السفر للدعوة إلى الله، أو لعلاج مرض، لا يتوفر إلا في بلادهم، أو السفر لدراسة لا يُمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين، أو للتجارة، وكلُّ ذلك مشروط بأن يكونَ مُظهِرًا لدينه، عالمًا بما أوجَبَ الله عليه، قويَّ الإيمان بالله، قادرًا على إقامة شعائره، مع أمنِ الفتنة، وللضرورة أحكامُها. 

ثانيًا: كثرة المغريات والفتن الداعية إلى ارتكاب الفواحش والمُحَرَّمات، وخاصةً فتنة النساء؛ عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما تركتُ بعدي في الناس فتنةً أضرّ على الرِّجال من النساء))[7]، وقال أيضًا: ((فاتَّقوا الدنيا، واتقوا النساء))[8]. 

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "السفر إلى البلاد التي فيها الكفر والضلال والحرية، وانتشار الفساد، من الزنا، وشرب الخمر، وأنواع الكفر والضلال - فيه خطر كبير وعظيم على الرجل والمرأة، وكم مِن صالحٍ سافر ورجع فاسدًا، كم من مسلم رجع كافرًا، وخطر السفر عظيم؛ والواجب الحذر من السفر لبلادهم، لا في شهر العسل، ولا في غيره" اهـ.

ثالثًا: إضاعة الوقت فيما لا يرضي اللهَ - عز وجل - وهذا الوقت - كما تقدَّم - سيُسأل عنه العبد يوم القيامة.

رابعًا: إضاعة المال الكثير في غير فائدة، وإنما في الشهوات والملذَّات، قال - تعالى -: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 27].

خامسًا: أنه قد لا يَسلَم من انحرافٍ عقدي، أو خُلقي، أو عملي في العبادة وغيرها، وإن سلم هو فربما تبقى مناظرُ هذه البلاد، التي فيها الكنائس، وأماكن الفساد، والتبرُّج والخلاعة، وتُباع فيها الخمور علنًا في الطرقات - في ذاكرة أبنائه وبناته، وكفى بهذه مفْسَدة.

سادسًا: أنَّ كثرة رؤية المنكرات للمسافر هناك، من إضاعة الصلوات، وتبرج النساء، وبيعٍ للمحرمات، وغير ذلك، كلُّ هذا يُضعف جانبَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلب المسلم، وهو مأمور بإنكار ما يخالف الشرع؛ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن رأى منكم مُنْكرًا، فليغيِّرْه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))[9]، إلى غير ذلك من المفاسد.

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

ـــــــــــــــــــــــــ
[1] "بدائع التفسير" (5/328-329).
[2] "شُعَب الإيمان" (2/286) برقم (1785-1786).
[3] "صحيح البخاري" (4/175)، برقم (6412).
[4] "مستدرك الحاكم" (4/341)، برقم (7846).
[5] "بدائع الفوائد" (1/53).
[6] "سنن الترمذي" (4/155)، برقم (1604).
[7] "صحيح مسلم" (4/2098)، برقم (2741).
[8] "صحيح مسلم" (4/2098)، برقم (2742).
[9] "صحيح مسلم" (1/69)، برقم (49).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة