• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / مقالات


علامة باركود

تحريم حلق اللحية

تحريم حلق اللحية
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 10/4/2013 ميلادي - 29/5/1434 هجري

الزيارات: 84531

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحريم حلق اللحية


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

 

وبعد:

فمن المعاصي التي انتشرت بين صفوف الناس، وابتلي بها كثير من المسلمين حلق اللحية.

 

روى مسلم في صحيحه من حديث تميم الداري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"[1].

 

وروى مسلم في صحيحه من حديث جرير- رضي الله عنه - قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة، فلقنني: "فيما استطعت"، والنصح لكل مسلم[2].

 

وعملًا بهذا التوجيه النبوي الكريم كانت هذه الكلمة للتذكير بتحريم حلق اللحية.

 

واللحية اسم جامع للشعر النابت على العارضين والخدين والذقن، وقد وردت النصوص الشرعية بالتحذير من حلقها، أو أخذ جزء منها، وذلك من عدة وجوه:

أولًا: أنه تغيير لخلق الله، قال تعالى حاكيًا عن إبليس لعنه الله: ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 119].

 

فالواجب على المسلم أن لا يتعرض لشيء مما خلقه الله بالتغيير، إلا ما أذن الشرع في أخذه، مثل شعر الرأس، والشارب، والإبطين، والأظافر، وغير ذلك مما أذن فيه الشرع، وإذا كانت المرأة التي تقوم بنتف الحاجبين، وتفليج الأسنان للحسن، قد لعنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله" ما لي لا ألعن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله[3].

 

وعلة ذلك أنها غيرت خلق الله، مع أنه مباح لها الزينة، فالرجل من باب أولى، قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30].

 

ثانيًا: أن اللحية من سنن الفطرة، روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عشر من الفطرة.. وذكر منها: قص الشارب، وإعفاء اللحية"[4].

 

ثالثًا: أن في حلقها مخالفة للأحاديث الصحيحة الموجبة لإعفائها، وهي كثيرة، ومقتضى الأمر الوجوب ما لم يأت صارف عن هذا الأمر، فدل على أن إعفاءها أمر واجب على كل مسلم، قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

 

ومن هذه الأحاديث ما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انهكوا الشوارب - يعني: حفوا الشوارب -، وأعفوا اللحى"[5].

 

وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية[6]، وقد عد النووي الألفاظ التي وردت في اللحية، فبلغت خمسًا، وهي: أعفوا، وأرخوا، وأوفوا، وأرجوا، ووفروا، وهذه تدل على ترك اللحية وافرة، وعدم التعرض لها بشيء من الحلق أو النتف أو التقصير[7].

 

رابعًا: أن في حلقها تشبهًا بالمشركين والمجوس واليهود والنصارى فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأخفوا الشوارب"[8].

 

وروى مسلم في صحيحه من حديثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس"[9]. وذلك أن المجوس يطيلون الشوارب، ويقصون اللحى، وبعضهم يحلقها تمامًا، فنهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التشبه بهم في هذا وذاك، وفي الحديث الذي رواه ابن جرير، وابن سعد في الطبقات في قصة رسولي كسرى حينما رآهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حلق كل واحد منهما لحيته، ووفرا شاربيهما، فأعرض عنهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "ويلكما، من أمركما بهذا؟" فقالا: أمرنا ربنا، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولكن ربي أمرني أن أعفي لحيتي، وأن أقص شاربي"[10].

 

فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر على هذين الرجلين، مع العلم بأنهما كافران من المجوس، فالمسلم من باب أولى.

 

إضافة إلى أن اللحية زينة وجمال للرجل.

 

خامسًا: إن في حلقها مخالفة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء قبله، والخلفاء الراشدين والصحابة من بعدهم، قال تعالى حاكيًا عن هارون وهو يخاطب موسى: ﴿ قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 94].

 

قال الشنقيطي - رحمه الله -:

إذا ضمت هذه الآية إلى آية الأنعام التي ذكر فيها - عز وجل - الأنبياء، ثم قال لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90] دلت على لزوم إعفاء اللحية وهذا دليل من كتاب الله.

 

وإعفاء اللحية من السمت الذي أمرنا به في القرآن العظيم، وأنه كان سمت الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، والعجب من الذين مسخت ضمائرهم، واضمحل ذوقهم، حتى صاروا يفرون من صفات الذكورية، وشرف الرجولة إلى خنوثة الأنوثة، ويمثلون بوجوههم بحلق أذقانهم، ويتشبهون بالنساء، حيث يحاولون القضاء على أعظم الفوارق الحسية بين الذكر والأنثى، وهو اللحية، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - كثَّ اللحية، وهو أجمل الخلق وأحسنهم صورة، والرجال الذين أخذوا كنوز كسرى وقيصر، ودانت لهم مشارق الأرض ومغاربها ليس فيهم حالق، نرجو الله أن يرينا وإخواننا المؤمنين الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه[11]. اهـ.

 

روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كث اللحية، وفي صحيح البخاري من حديث أبِيبن معمر قال: "قلنا لخباب: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟، قال: باضطراب لحيته"[12]، وهذا دليل على أنه كان يعفيها ولا يأخذ منها شيئًا، وهكذا الصحابة جميعًا، ولم يعرف حلق اللحية إلا في الأزمنة المتأخرة.

 

وبعض الناس يثير شبهة إذا نصحته بعدم حلق اللحية، فيقول: الإيمان بالقلب، وليست القضية تربية اللحية، فكم من إنسان حليق اللحية خدم الإسلام والمسلمين، وكم من إنسان أعفى لحيته وعليه من التقصير ما الله به عليم؟

 

فالجواب عن ذلك أن على المؤمن الالتزام بأوامر الله ورسوله، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم"[13].

 

وهذه شبهة باطلة، لو أخذنا بها لتركنا كثيرًا من الأوامر والنواهي التي جاء بها الشرع. ثم إن الإيمان قول باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالجوارح، فلا يكفي التصديق بالقلب، بل لا بد من العمل، قال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] برقم (٥٥).

[2] برقم (٥٦).

[3] صحيح البخاري برقم (٥٩٤٣)، وصحيح مسلم برقم (٢١٢٥).

[4] برقم (٢٦١).

[5] البخاري برقم (٥٨٩٣)، ومسلم برقم (٢٥٩).

[6] برقم (٢٥٩).

[7] شرح النووي على صحيح مسلم (1/151).

[8] البخاري برقم (٥٨٩٢)، ومسلم برقم (٢٥٩).

[9] برقم (٢٦٠).

[10] أخرجه ابن جرير (2/266)، وابن سعد في الطبقات (1/2/147) وهو حسن انظر: تخريج فقه السيرة (ص ٣٥٩) للألباني، والعزو منه.

[11] قطعة من حديث برقم (٢٣٤٤).أضواء البيان (3/64).

[12] برقم (٧٤٦).

[13] صحيح البخاري برقم (٧٢٨٨) وصحيح مسلم برقم (١٣٣٧)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جزاكم الله خيرا
خادم السنة - نيجيريا 17-02-2014 11:57 PM

نادرة جميلة لقلوب واعية, أسأل الله أن يشفي بها غليل المعارضين والمتساهلين بهذه الميزة النبوية.
جزاكم الله خيرا ونفع الله بعلمكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة