• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / مقالات


علامة باركود

كلمة توجيهية للمدرسين

كلمة توجيهية للمدرسين
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 17/10/2012 ميلادي - 1/12/1433 هجري

الزيارات: 21044

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كلمة توجيهية للمدرسين


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

 

وبعد:

فهذه بعض الوصايا التي أوصي بها نفسي وإخواني المدرسين، وأسأل الله تعالى أن ينفع بها.

 

أولًا: إخلاص النية لله تعالى في تعليمهم أبناءهم وإخوانهم الطلاب، وتربيتهم على ما يرضي ربهم جل وعلا، والصبر على ذلك احتسابًا للأجر منه، وابتغاء ثوابه، قال بعض أهل العلم:

الإخلاص هو ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله تعالى، ولا مجاز سواه، وهو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة الرسل - عليهم السلام، قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5].

 

وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 161 - 163].

 

والإخلاص شرط لقبول العمل، فإن العمل لا يقبل إلا بشرطين:

الأول: أن يكون العمل ظاهره موافقًا لما شرعه الله في كتابه، أو بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"[1].

 

الثاني: أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى، روى البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"[2].

 

قال الفضيل بن عياض: أحسن عملًا أخلصه وأصوبه، وقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة[3].

 

ومن أعظم الدلائل على الإخلاص: أن العبد يعمل العمل الصالح، ثم لا يبالي باطلاع الناس عليه، بل لو نسب إلى غيره لأفرحه ذلك لعلمه أنه محفوظ عند الله تعالى.

 

وقيل لسهل التستري: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص؛ لأنه ليس له فيها نصيب - أي من الدنيا -.

 

ثانيًا: تقوى الله - عز وجل -، ومراقبته في السر والعلن، فإن تقوى الله - عز وجل - وصيته للأولين والآخرين، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

 

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يوصي أصحابه بتقوى الله، ففي حديث العرباض بن سارية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة"[4].

 

قال طلق بن حبيب: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله".

 

والحذر من المعاصي كبيرها وصغيرها، فقد وعد الله تعالى من اجتنب الكبائر أن يكفر عنه الصغائر، ويدخله مدخلُا كريمًا، قال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]. أي كثير الخير والبركة، والحذر من صغائر الذنوب، روى البخاري في صحيحه من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: "إنكم لتعملون أعمالًا في أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات"[5].

 

قال أبو عبدالله: يعني بذلك المهلكات.

 

قال الأوزاعي: "لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت".

 

ثالثًا: القدوة الحسنة، فمن المعلوم أن الطالب يتأثر بمعلمه، ويحب تقليده والاقتداء به، فيجب على المربين والمعلمين ألا تخالف أقوالهم أفعالهم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَنَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2- 3].

 

وقال تعالى عن نبي الله شعيب - عليه السلام -: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88].

 

قال الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إن فعلت عظيم

 

رابعًا: حسن الخلق، قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53].

 

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

 

روى الترمذي في سننه من حديث أبي الدرداء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء"[6].

 

وحسن الخلق يشمل جوانب كثيرة من حياة المسلم في أقواله وأعماله؛ في عبادته لربه، وتعامله مع عباده، قال عبد الله بن المبارك: "حسن الخلق طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى، وأن تحتمل ما يكون من الناس".

 

فأوصي أخي المدرس أن يكون حسن الخلق مع زملائه، ومع طلابه، ومع أولياء أمورهم، وأن يكون رفيقًا في تعامله معهم.

 

روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه"[7].

 

ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خلقًا، فمن أحب أن يهتدي إلى معالي الأخلاق، فليقتد بمحمد - صلى الله عليه وسلم، روى الترمذي في سننه من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: "خدمت النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي: أف قط، وما قال لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟"[8].

 

خامسًا: أن يحرص المدرس على تربية طلابه تربية صالحة فيعلمهم أمور الإسلام والإيمان، ويغرس محبة الله وتعظيمه في قلوبهم، ويحبب إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويبين لهم وجوب اتباعه، والعمل بسنته، والاقتداء به، ويعلمهم الآداب الحسنة، والأخلاق الكريمة، كآداب المسجد، والمجلس، واحترام المعلم والكبير، والأدب مع الزملاء والأصدقاء، ويعودهم على الكلام الحسن، ويحذرهم من الألفاظ القبيحة، وغير ذلك من جميل الآداب وكريم الخصال.

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


[1] البخاري برقم (٢٦٩٧)، ومسلم برقم (١٧١٨).

[2] البخاري برقم (1)، ومسلم برقم (١٩٠٧).

[3] مدارج السالكين (2/93).

[4] سنن أبي داود برقم (٤٦٠٧) وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/871) برقم (3851).

[5] برقم (٦٤٩٢).

[6] برقم (٢٠٠٢)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

[7] برقم (٢٥٩٣).

[8] برقم (٢٠١٥)، وأصله في الصحيحين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة