• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / مقالات


علامة باركود

فضل الذكر

د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 17/11/2008 ميلادي - 18/11/1429 هجري

الزيارات: 73652

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل الذكر


فإن من أفضل الأعمال الصالحة اليسيرة التي تقرب المسلم إلى ربه - جل وعلا - الذكرُ.

وقد ذكر الله تعالى الذاكرين في كتابه بأجل الذكر، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190-191].

وبيَّن في آية أخرى فضل الذكر، وأنه تطمئن به قلوب أهل الإيمان؛ فقال: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وجعل جزاء الذاكر أن يذكره - سبحانه - وهل هناك أرفع من أن يذكر الله سبحانه عبده المؤمن؟! قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((يقول الله - عزَّ وجلَّ -: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم))[1].

قال ابن القيم - رحمه الله -: "ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفًا"[2].

وانظر إلى هذا الحديث العجيب في بيان فضل الذكر والذاكرين:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم مِنْ أَنْ تلقَوْا عدوَّكُمْ فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم))؟ قالوا: "بلى يا رسول الله"! قال: ((ذكر الله عز وجل ))[3]. 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريقه إلى مكة، فمرَّ على جبل يقال له جمدان" فقال: ((سيروا هذا جمدان، سبق المُفَرِّدُونَ)). قالوا: "وما المُفَرِّدونَ يا رسول الله"؟! قال: ((الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات))[4].

وعن أنس - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لأن أقعد مع قوم يذكرون الله منذ صلاة الغداة حتَّى تطلع الشمس، أَحَبُّ إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أَقْعُدَ مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أَحَبُّ إليَّ من أعتق أربعة))[5].

قال أبو بكر: "ذَهَبَ الذَّاكِرُون الله بالخير كله"[6]. وقال أبو الدرداء: "لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل"[7].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فقد الماء"[8]؟!

وقال ابن القيم: "وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكِرُ معانِيَهُ ومقاصِدَهُ"[9].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة،كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمْسِيَ، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت كانت مثل زبد البحر))[10].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "جاء الفقراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: "ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون". قال: ((ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خيرَ مَنْ أنتم بين ظهرانيه، إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين))[11] الحديث.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لأن أقول سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، أَحَبُّ إليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عليْهِ الشَّمْسُ))[12].

وقد أمر الله عباده المؤمنين بالذكر الكثير فقال تعالى: {﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41-42].

والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شرع لأمته من الأذكار ما يملأ الأوقات! فلكل حالة أو زمن ذكرٌ يخُصُّه؛ ففي الصباح أذكار مخصوصة، وفي المساء كذلك وعند النوم، واليقظة، وعند دخول البيت والخروج منه، وعند طعامه وشرابه، وغير ذلك من أحواله. ولا شك أن من حافظ على هذه الأذكار فإنه سيكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وبهذا يأمن مما اتصف به المنافقون حيث يقول الله عنهم: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].

ومن الأذكار العامة التي تشرع في كل وقت: ما رواه ابن عباس عن جويرية: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة، حين صلى الصبح، وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى". فقال: ((مازلتِ على الحال التي فارقتك عليها))؟! قالت: "نعم"، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد قلتُ بعدكِ أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وُزنتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))[13].

ومن الأذكار التي تقال في الصباح والمساء، ويقولها العبد كلما شعر بحاجته إلى مغفرة ربه، عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: وَمَنْ قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو مُوقن بها، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة))[14].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المادة باللغة الإنجليزية
اضغط هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] البخاري (4/384) برقم (7405)، ومسلم (4/2061) رقم (2675).
[2] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص71).
[3] سنن الترمذي (5/459) برقم (3377).
[4] صحيح مسلم (4/2062) برقم (2676).
[5] سنن أبي داود (3/324) برقم (3667).
[6] "شُعَب الإيمان" (1/408).
[7] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص67).
[8] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص71).
[9] "الفوائد" (ص250) نقلاً عن كتاب "نضرة النعيم" برقم (5/2009).
[10] صحيح البخاري (4/173) برقم (6403) وصحيح مسلم (4/2071) برقم (2691).
[11] صحيح البخاري (1/271) برقم (843)، ومسلم (1/416) برقم (595).
[12] صحيح مسلم (4/272) برقم (2695).
[13] صحيح مسلم (4/2090) برقم (2726).
[14] صحيح البخاري (4/153) برقم (6306).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- همّ الدعاء
سمير - الجزائر 19-05-2017 10:09 PM

بوركت لتذكيرنا بالذكر و الدعاء , كثير من الكتب و المؤلفات التي تزخر بها المكتبة الإسلامية تعالج فضائل الذكر و مناسباته و فوائده, أود الإشارة إلى أني أكرر قول الصحابي عمر بن الخطاب- رضي الله عنه"إن لم أكن مخطأ " , حيث قال إني لا أحمل همّ الإجابة بل أحمل همّ الدعاء, ليت قلبي لا تجرفه هموم الدنيا و صورها فيغفل عن الدعاء حتى إنّي هممت بأن أدعو الله أن يرزقني ملازمة الدعاء... و أتذكّر قول إمام خطيب أيام الجمعة بين الخطبتين و آخرهما كان يقول "ويا سعادة المستغفرين ويكررها والدمع يكاد ينزل من عينه" و كنت أتعجب لتكراره هذا القول حتى شهدت التخاذل والتراخي في الدعاء فعرفت قيمة ما كان يقوله.

3- ذكر الله سبحانه
عبدالقادر - الجزائر 10-05-2009 03:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد اني لاجد نفسي دائما فرحة بذكر الله فانا اذكره مئات المراة في اليوم وكل هم يزول بذكر الله وافضل الذكر سبحان الله والله اكبر ولااله الا الله والحمد لله ولاحول ولا قوة الا باالله وصلي اللهم وبارك على سيدناا محمد.
2- جزاك الله خيرا
العلمي حدباوي - الجزائر 23-11-2008 03:13 PM
الدكتور أمين بن عبد الله الشقاوي جزاك الله خيرا أن ذكرتنا، وأحببت أن أشارك بهذا التأمل في الآية الكريمة الأولى من موضوعك، وأقصد بالآية الكريمة قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران: 190-191.
السماوات والأرض، وما فيهما من مظاهر كظاهرة الليل والنهار، تغدو عند المؤمن أكثر من كونها مظاهر وحركات طبيعية، تغدوا آيات مؤثّرة، تجعل من عقله متدبرا حيا غير جامد، ولذلك جاء التعبير باللب، فليس كل إنسان وُهبَ عقلا هو لبيب حسب تعريفهم للب في اللغة، فقد قالوا لب كل شيء خالِصُه وخِيارُه، إذا فالمؤمن صاحب اللب، المستعين بإخوانه المؤمنين من ذوي الألباب، هو الذي يجمع بين الذكر والتفكر، فإذا جمع بينهما، أحسَّ وعرفَ عظمةَ الخَلق واعترفَ بأن من وراء ذلك غاية (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلا) وأحسَّ وعرفَ عظمة الخالق فسبَّحه (سُبْحَانَكَ)
وأحسَّ وعرفَ ضعفه وتقصيره أمام تلك العظمة وذلك الجلال فخافَ من العقوبة ودعا (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
واختصارا فإنه حتى يتحقق للمؤمن الإحساس بالآيات في الخلق، ويكون من أولي الألباب لابد له من الجمع بين ذكر الله الكريم، والتفكر في خلقه العظيم، والإحساس بتلك الآيات يثمر معرفتين، معرفة بعظمة الخالق وما خلق، ومعرفة المؤمن بضعفه وتقصيره.
1- جزاكم الله خيرا
بدون 21-11-2008 12:48 AM
جزاك الله كل خير
وياليت تزودنا بمواضيع اكثر عن الذكر وانواعة
حتى نستفيد منها
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة