• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / مقالات


علامة باركود

تأملات في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أمك ثم أمك

تأملات في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أمك ثم أمك
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 22/6/2023 ميلادي - 3/12/1444 هجري

الزيارات: 12039

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أمك ثم أمك

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»[1].


قال ابن بطال: ومقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، قال: وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، فسوى بينهما في الوصاية، وخص الأم بالأمور الثلاثة.


«قال القرطبي رحمه الله: المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر، وتقدم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة، وقال عياض: وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضُل في البر على الأب، وقيل: يكون برهما سواءً، ونقله بعضهم عن مالك، والصواب الأَول.


قال ابن حجر رحمه الله: وأشار ابن بطال إلى أن الترتيب حيث لا يمكن إيصال البر دَفعةً واحدة، وهو واضح، ويؤيد تقديمَ الأم حَدِيثُ عَمْرِو بْن شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي، وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي»[2].


فتوصلت لاختصاصها به باختصاصها في الأمور الثلاثة[3].


مسألة: إذا أمره أحد الوالدين بأمر وأمره الثاني بعكسه، فما هو الموقف الصحيح؟

الجواب: أن هذا يختلف باختلاف الحالات:

الحالة الأولى: إن كان الولد (ابن أو بنت) يمكنه إرضاء الطرفين ففي هذه الحالة يرتفع الإشكال.


الحالة الثانية: أن يكون الشيء المأمور به من اختصاص الرجال فيقدم الأب، مثال ذلك: أن ينزل بهم ضيف فيقول الأب: العشاء كذا، وتأمر الأم بخلافه، فالمتقدم هو الأب ما لم يكن بخيلًا أو لا يحسن التصرف، فلا يعطي الضيافة حقها.


مثال آخر: إذا ركبا مع ابنهما في السيارة، فالأحق بالمرتبة الأولى هو الأب.


الحالة الثالثة: أن يكون الأمر المختلف فيه من اختصاص النساء، فتُقدم الأم، مثل اختيار أثاث مجلس النساء، أو أدوات المطبخ ونحو ذلك.


الحالة الرابعة: «أن يكون في أمر أحدهما مصلحة وأمر الآخر لا مصلحة فيه، وإنما مجرد التعنت، ففي هذه الحالة يقدم ما فيه المصلحة.


الحالة الخامسة: أن يكون أحدهما أشدَّ حاجة من الآخر لخدمة ولدهما، ولا يمكنه القيام بهما جميعًا، فالمقدم من يكون أشد ضررًا وأشد حاجة»[4]، وقِس على ما تقدم ما يقع من الحالات، وفَّقك الله لبرهما ورزقك صالح دعائهما.


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] صحيح البخاري برقم (5971)، وصحيح مسلم (2548).

[2] سنن أبي داود برقم (2276)، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله كما في صحيح سنن أبي داود (2 /430) يرقم (1991).

[3] فتح الباري (10/ 402-403) باختصار.

[4] التعليق على صحيح البخاري (13/8-9) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله بتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة