• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله / مقالات


علامة باركود

الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء (1)

الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء
الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله


تاريخ الإضافة: 19/5/2024 ميلادي - 11/11/1445 هجري

الزيارات: 3522

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء (1)

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:

فإن القيام بالدين والجهاد فيه قِوام الأمور وصلاحها، وأخذ الحذر لمقاومة الأعداء به كمال الأمور ونجاحها، فقد أمر الله بالجهاد وحثَّ عليه ورغَّب فيه في نصوص كثيرة، ورتَّب عليه خيرات الدنيا والآخرة، ففي الدنيا النصرُ والعزُّ والفتح القريب، وفي الآخرة الفوز بجنات النعيم، والسلامة من العذاب الأليم، وما لا يتمُّ المأمور إلا به من أسبابه ووسائله، فهو داخلٌ في المأمور ومترتِّب عليه ما فيه من الأجور والخيرات، فلا يقوم الجهاد إلاَّ بتعلُّم العلوم الحربية، والتفنُّن بالفنون العسكرية، والتدريب على القوة والشجاعة والحزم في أمور الحرب؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60]، فأمر الله المؤمنين بالاستعداد لأعدائهم الكافرين الساعين في إهلاكهم وإبطال ما كانوا عليه من دين الإسلام، وأمَرَهم بإعداد ما يقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يُعِين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواعُ الصناعات التي تُعمل فيها أنواعُ الأسلحة والآلات، من المدافع والرشاشات والطائرات الجوية، والمراكب البريَّة والبحرية، وجميع آلات الدفاع والرأي والسياسة التي بها يتقدَّم المسلمون ويندفع عنهم به شرُّ أعدائهم؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي))؛ أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجه وأبو داود، وقال الشاعر:

الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهْيَ الْمَحِلُّ الثَّانِي
فَإِذَا هُمَا اجْتَمَعَا لِنَفْسٍ مِرَّةٍ[1]
بَلَغَتْ مِنَ الْعَلْيَاءِ كُلَّ مَكَانِ

 

ومن ذلك الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال؛ كالسيارات، والدبابات، والمدرَّعات، وكل وسيلة يحصل بها إرهاب الأعداء، ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلُ النفقات المالية، وفي ذلك ما لا يُحصَى من الثواب وعظيم الأجور؛ ولهذا جاء في الحديث: ((إن الدرهم الذي يُنْفَق في سبيل الله يضاعَف ثوابه بسبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة))[2]، كما قال - تعالى -: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن أنفق نفقةً في سبيل الله، كُتِب له سبعمائة ضعف))[3].

 

وقال صلى الله عليه وسلم حاثًّا لأمَّته على القوة والشجاعة والتدريبات العسكرية ووسائلها: ((ارْمُوا واركبوا، وأن ترموا أحب إليَّ من أن تركبوا))[4]، فإذا أهمل المسلمون هذا الأصل العظيم من أصول دينهم، وضيَّعوا هذا الفرض الذي لا تستقيم الأمور إلا به، بهذا يقع التخاذُل والضعف والهوان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد - سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا يرفعه حتى تراجعوا دينكم))[5]، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الناس إذا اشتغلوا بالدنيا وانكبُّوا على أسبابها وشهواتها، وأهملوا الاستعداد للجهاد وأَخْذ الحذر من عدوهم - وقع في قلوبهم الجبن والوهن والضعف، وسلُِّطت عليهم الأعداء، ولقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فعلى المسلمين أن يتوبوا إلى ربهم، ويستدركوا أمرهم، ويرجعوا إلى دينهم، ويستعيدوا مجدهم وعزَّتهم، ويستعدُّوا لعدوِّهم بكلِّ ما استطاعوا من قوَّة مادِّية ومعنوية، ومن أهم الأمور في هذه الأوقات تعلُّم النظم الحربية والفنون العسكرية، التي تهيِّئ للمسلمين جيشًا منظَّمًا مدرَّبًا مخلصًا تتمُّ به حماية الدين والبلاد، ويوقف المعتدين عند حدهم ويرهب الكافرين، ولا يكونوا عالة على غيرهم عزلًا من السلاح والتعاليم النافعة والاجتهاد المستمر المثمر، وقد أخبر الله - سبحانه وتعالى - أن دين الإسلام إنما يقوم بالعلم الشرعي والعمل الصالح، والجهاد والقوة والسلاح والحديد، فكلُّ واحد منها يمدُّ الآخَر بمعونة الله وتوفيقه وحوله وقوَّته؛ قال - تعالى -: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحديد: 25]، وقد وعد الله مَن قام بالإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله بالأموال والأنفس، وعده بمغفرة ذنوبه ودخول الجنات والخلود بما فيها من النعيم والكرامات ممَّا تشتهيه الأنفس وتلذُّ الأعين، وتلك تجارةٌ رابحة وفوز عظيم، وعلاوة على ذلك خصلة أخرى محبوبة للنفوس، وهي حصول النصر على الأعداء والفتح القريب، وفي ذلك بشارة للمؤمنين المجاهدين؛ قال تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف:10- 13].

 

كما وعد مَن قام بالإيمان والعمل الصالح بالاستخلاف في الأرض والتمكين فيها لدين الإسلام الذي رضيه الله وأكمله لعباده، وإبدالهم الأمن والاستقرار بعد الخوف ما داموا مستقيمين على عبادة الله وحده لا شريك له، وقد تحقَّق هذا الوعد الكريم لسلفنا الصالح من زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين إلى وقتنا هذا؛ قال - تعالى -: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55]، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الدين[6]، وأن مَن مات ولم يغزُ ولم يحدِّث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق[7]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون))[8].

 

وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد.



[1] قال في "المصباح": المِرَّة - بالكسر -: الشدة.

[2] رواه أبو داود.

[3] رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

[4] رواه الإمام أحمد وأهل السنن.

[5] رواه أبو داود من رواية نافع عن ابن عمر، وفي إسناده مقالٌ، ولأحمد نحوه من رواية عطاء، ورجاله ثقات، وصحَّحه ابن القطان.

[6] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

[7] رواه مسلم وأبو داود والنسائي.

[8] متفق عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة