• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / مقالات


علامة باركود

أدلة نعيم القبر وعذابه

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 22/2/2017 ميلادي - 25/5/1438 هجري

الزيارات: 112028

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أدلة نعيم القبر وعذابه


أحوال الموت والبرزخ من الأمور الغيبيَّة التي ثبتَتْ بواسطة النقل لا من طريق العَقل، والعَقل لا يحيلُها، وحتى لو لم يقرَّ بها العقل فإنَّ الشرع كافٍ في إثباتها ووُجوب اعتِقادها والعمل لها؛ لعِصمة النقل وقُصور العقل، وفيما يلي إشارةٌ إلى جُملةٍ منها، وذلك لما يلي:

1- لوجود مَن أنكر ذلك.

2- ولمسيس الحاجة إلى تذكير المسلمين به.

3- ولأنَّ القبر أوَّل مَنازل الآخِرة، فإنَّ الإيمان بما ثبَت في النُّصوص من أحوال الناس في البرزخ بعد الموت إلى قِيام الساعة من تحقيق الإيمان باليوم الآخِر.

 

حقيقة الموت:

الموت هو مُفارقة رُوح ابن آدم لجسَده إذا استَـكمَل أجله بأيِّ سببٍ قدَّره الله تعالى ومُفارقة الرُّوح للجسَد ليس فَناءً للروح، ولكنَّه انفِصالٌ لها عن البدن بأمر الله تعالى وليس انفِصالًا نهائيًّا، بل لها به نوعُ اتِّصالٍ الله أعلم بكيفيَّته وحقيقته، وتكون أمور البرزخ على الرُّوح أصلًا والبدن تابعٌ لها، حتى ولو تَلاشَى واضمحلَّ وصار رُفاتًا أو تُرابًا، أو تلف بحَرقِه أو نحوه وذُرِّي في الهواء ولم يبقَ له بقيَّة، فإنَّ الروح تبقى وهي التي تتعرَّض للعَذاب أو النعيم، ويصلُ البدنَ حظُّه من ذلك بقُدرة الله تعالى فإنَّ الله تعالى على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا يعجزه شيء؛ وقد قال تعالى: ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ [ق: 4].

 

الفتنة في القبر:

يجبُ الإيمان بما دلَّتْ عليه الأحاديث من أمر الملَكَيْن الفتَّانين الموكَّلين بسُؤال الميت في القبر، وصِفتهما وسُؤالهما عامَّة المقبورين، وكيفيَّة ذلك، وما يجيبُ به المؤمن وما يجيبُ به الكافر أو المُرتاب، وما يَعقُب ذلك من النعيم أو العَذاب، على التفصيل الذي جاءتْ به الأحاديث، ومن ذلك ما روى الترمذي وابن حبَّان عن أبي هريرة رضِي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قُبِرَ الميت ـ أو قال: أحدكم ـ أتاه مَلَكَان أسودان أزرقان يُقال لأحدهما: منكر، وللآخَر: نكير..."[1].

وقد دلَّت النُّصوص الواردة في إثْبات نعيم القبر وعَذابه على أصل الفتنة فيه، وهي السؤال للميت: "مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيك؟" فيُثبِّت الله مَن يشاء، وهو الذي يُنعَّم في قبره، ويضلُّ مَن يشاء، وهو الذي يُعذَّب في القبر إلى ما شاء الله.

 

نعيم القبر وعَذابه:

اتَّفق أهل السُّنَّة والجماعة على ما دلَّت عليه النُّصوص من أنَّ نعيم القبر وعَذابه حقٌّ، وأنَّه يكون للرُّوح والبدَن جميعًا، وهو مُترتِّب على فتنة القبر والسؤال فيه، فمَن ثبَّتَه الله نُعِّم، ومَن أضلَّه عُذِّب. فنعيم الروح أو عَذابها على أحوال:

1- فقد تكون متَّصلةً بالبدن تارةً؛ فيكون النَّعيم أو العَذاب عليهما جميعًا.

2- كما أنَّه قد يكون النعيم أو العَذاب للرُّوح منفصلةً عن الجسد؛ فيكون النعيم أو العَذاب للروح وحدَها تارةً أخرى.

 

أدلة نعيم القبر وعَذابه:

دلَّت نصوصٌ كثيرةٌ من القُرآن والسُّنَّة على نعيم القبر وعَذابه:

فمن القرآن:

1- قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ [الواقعة: 88، 89] ، وقوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ [الواقعة: 92 - 94].

2- وقوله تعالى عن آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46] ، فدلَّت الآية على أنَّهم يُعرَضون على النار غُدُوًّا وعشيًّا قبلَ يوم القيامة، وهو عَذاب البرزخ.

قال ابن كثير رحمه الله: (هذه الآية أصلٌ كبيرٌ في استدلال أهل السُّنَّة على عَذاب القبر)، وقال القرطبي رحمه الله: "الجمهور على أنَّ هذا العرض يكون في البرزخ، وهو حجَّةٌ في تثبيت عَذاب القبر".

3- ومن الأدلة كذلك على عَذاب القبر قوله تعالى عن الكفَّار: ﴿ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ [التوبة: 101] ، قال مجاهد: أي: بالجوع وعَذاب القبر، قال: ثم يردُّون إلى عَذاب عظيم يوم القيامة، وقد استدلَّ بهذه الآية والتي قبلها البخاريُّ رحمه الله في ترجمة الأحاديث في عَذاب القبر.

 

ومن السُّنَّة:

1- حديث البراء، وفيه قال - صلى الله عليه وسلم - في المؤمن: "فيُنادِي مُنادٍ من السماء أنْ صدَق عبدي فأفرِشُوه من الجنَّة، وألبِسُوه من الجنَّة، وافتَحوا له بابًا إلى الجنَّة، فيأتيه من رِيحها وطِيبها، ويُفسَح له في قبره مدَّ بصره..."[2].

2- ومن أدلَّة السنَّة على إثبات النعيم أو العَذاب في القبر ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ أحدَكم إذا مات عُرِضَ عليه مقعَدُه بالغَداة والعَشِيِّ، إنْ كان من أهل الجنَّة فمن أهل الجنَّة، وإنْ كان من أهل النار فمن أهل النار، فيُقال: هذا مقعدك حتى يبعَثك الله يوم القيامة"[3].

3- وكذلك ما ثبت في صحيح مسلم رحمه الله عن أنس رضِي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لولا ألاَّ تدافَنُوا لدعوتُ الله أنْ يُسمِعكم عَذابَ القبر"[4].

4- وما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال في صاحبي القبرين: "إنهما ليُعذَّبان"[5].

5- وكذلك ما ثبَت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ عامَّة عَذاب القبر من البول"[6]، يعني: من الاستِهانة به، وعدم التنزُّه والتحفُّظ منه.

6- وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذ من عَذاب القبر[7].

وقد أجمع المسلمون على إثبات عَذاب القبر ونعيمه، ولم يُنكِرْه إلا مَن لا فقهَ له ولا أثَر لخِلافه.

 

فقد أنكَر الملاحدة والفَلاسفة ومَن اتَّبعهم من أهل الكلام نعيمَ وعَذاب القبر؛ لردِّهم الأحاديث الصحيحة فيه، وبدعوى عدًم مٌشاهدته في الدنيا، ويُردُّ عليهم بما يلي:

الأول: دلالة الكتاب والسُّنَّة وإجماع السلف عليه.

الثاني: أنَّ أحوال الآخِرة لا تُقاسُ بأحوال الدنيا.

الثالث: وجود أشياء في الدنيا لا تُشاهَد مثل: العقل والرُّوح والكهرباء، فكلُّ هذه يقرُّ العُقَلاء بوجودها ويؤمنون بأثَرها مع أنَّهم لم يُشاهِدوها على هيئتها، فما أخبر الله تعالى به من أمور الغَيْب في البرزخ والآخِرة وفوق السماوات أولى أنْ يُصدَّق به ويُقَرَّ بوجوده، ولو لم يُشاهَدْ؛ ذلك بأنَّ الله هو الحقُّ المبين.



[1] أخرجه الترمذي برقم (1071)، وابن حبان برقم (780). قال الترمذي: حديث حسن غريب، وصححه ابن حبان، ويشهد له حديث البراء بن عازب رضِي الله عنه الآتي.

[2] أخرجه أحمد في المسند (4/ 287-295، 296)، وأبو داود برقم (4753)، والنسائي برقم (2058) مختصرًا، وابن ماجه برقم (4269) مختصرًا، وصحَّحه الحاكم (1/ 37، 40)، وحسَّنه الأرناؤوط في تحقيق شرح السنة (5/ 417).

[3] أخرجه البخاري برقم (1379)، ومسلم برقم (2866)، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

[4] أخرجه مسلم برقم (2868)، عن أنس رضي الله عنه.

[5] أخرجه البخاري برقم (216)، ومسلم برقم (262)، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

[6] فمن هذه الأحاديث:

(أ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "أكثر عذاب القبر في البول"، أخرجه أحمد في المسند (2/ 326، 388)، وابن ماجه برقم (348)، والحاكم في المستدرك (1/ 183)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 412)، والدارقطني في سننه (1/ 128)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 115، 116)، وابن حجر الهيتمي في الزواجر (1/ 207). قال المنذري: رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له، والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علَّة، قال الحافظ: وهو كما قال، وصححه ابن حجر الهيتمي في الزواجر (1/ 207)، وقال البوصيري الزوائد: إسناده صحيح، وله شواهد، وقال أحمد شاكر في تحقيق المسند (8313): إسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1/ 66) رقم (155).

(ب) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عامَّةُ عذاب القبر في البول، فاستَنزِهوا من البول"، أخرجه الحاكم (1/ 184)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 115)، وابن حجر الهيتمي في الزواجر (1/ 207). قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه البزار والطبراني في الكبير، والحاكم، والدارقطني، كلُّهم من رواية أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه، وقال الدارقطني: إسناده لا بأس به، والقتات مُختَلَفٌ في توثيقه، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب (1/ 66) رقم (152)، وعلَّق على قول الدارقطني: (والقتات مختلف في توثيقه) قائلًا: لكن له إسناد آخر من حديث أبي هريرة عند الدارقطني وصوَّب إرساله، وله عنه طريقٌ أخرى عند ابن ماجه وغيره، وهو الحديث السابق.

[7] أخرجه البخاري برقم (6366)، ومسلم برقم (586) (126)، عن عائشة رضي الله عنها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة