• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / مقالات


علامة باركود

سترة المصلي

د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 11/7/2010 ميلادي - 29/7/1431 هجري

الزيارات: 30090

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سترة المصلي

 

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

وبعد:

فإنَّ الصلاة هي عماد الدِّين، والرُّكن الثاني من أركانه، وهي أوَّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة؛ لذلك وجب على المسلم أن يحرص على أدائها، كما أمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وبيَّن صفتها لأمَّته.

 

روى البخاري في صحيحه، من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي))[1].

 

وروى الطبراني في الأوسط، من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أوَّل ما يُحاسَب به العبدُ يومَ القيامة الصلاةُ، فإنْ صلحتْ صلح سائرُ عمله، وإنْ فسدَت فسدَ سائرُ عمله))[2].

 

وهناك أخطاء يقع فيها بعض المصلِّين، أحببتُ التذكير بها أداءً لحق الله تعالى، وقيامًا بواجب النصيحة، فمِن الأخطاء:

عدم الاهتمام بالسترة، التي وردَت النصوص الشرعية الكثيرة بالأمر بها؛ فروى مسلم في صحيحه مِن حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان أحدُكم يُصلِّي، فلا يدعْ أحدًا يمرُّ بين يديه، وليدرأه ما استطاع، فإنْ أبَى فليُقاتِله، فإنما هو شيطان))[3].

 

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صلَّى أحدُكم إلى سترة فليدْن منها، ما لا يقطعُ الشيطان عليه صلاته))[4].

 

ومن فوائد هذه السترة:

أولًا: أنها سببٌ شرعيٌّ لعدم بُطلان الصلاة بمرور المرأة البالغة، والحمار، والكلب الأسود، كما صح بذلك الحديث.

ثانيًا: منْع المرور بين يدي المصلي وإفساد خشوعه.

ثالثًا: أنَّ السترة تمنع الشيطان من المرور بين يدي المصلي، كما جاء في الحديث: ((لا يقطعُ الشيطان عليه صلاتهُ)).

رابعًا: أنَّ السترة تمنع المصلِّي من إطلاق نظره فيما أمامه: مما يذهب عليه خشوعه، وغير ذلك من الحكم الأخرى، وقد كان السلف الصالح يحرصون على السترة في صلاتهم، وكانوا ينكرون على مَن يصلِّي لغير سترة.

 

روى البخاري في صحيحه؛ أنَّ عمر رضي الله عنه رأى رجلًا يصلِّي بين أسطوانتين فأدناه إلى سارية فقال: صلِّ إليها[5]، قال ابن حجر: أراد عمر بذلك أن تكون صلاته إلى سترة [6]. ا هـ.

 

فما فعله عمر رضي الله عنه يدل على أن السترة أمرٌ مؤكَّد جدًّا؛ قال ابن مسعود: أربع من الجفاء - ذكر منها -: أن يصلِّي الرجل إلى غير سترة، أو يسمع المنادي لا يجيبه.

 

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أنس رضي الله عنه؛ أنه قال: لقد رأيتُ كبارَ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري عند المغرب[7]، وفي رواية: أنها الركعتان اللتان قبل المغرب[8].

 

فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يحرصون على السترة في المسجد - مع ضيق الوقت - روى ابن أبي شيبة، من حديث نافع قال: كان ابن عمر إذا لم يجد سبيلًا إلى سارية من سواري المسجد، قال لي: ولِّني ظهرك [9]، وروى ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع: أنه كان يَنصب أحجارًا في البرية، فإذا أراد أن يصلِّي صلَّى إليها[10]، وهذا يدل على أنه لا فرق في السترة بين العمران والصحارى، كما يظهر من الأحاديث السابقة وفعل الصحابة رضي الله عنهم.

 

قال العلَّامة السفاريني: (واعلم أنه يستحب صلاة المصلي إلى سترة اتفاقًا، ولو لم يخش مارًّا)[11].

 

أما مقدار السترة المجزئة التي تستر المصلي، وتدفع عنه ضرر المارِّ فهي طول مؤخرة الرحل؛ روى مسلم في صحيحه، من حديث طلحة رضي الله عنه قال: كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((مثل مؤخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم، ثم لا يضره ما مر بين يديه))[12].

 

وروى مسلم في صحيحه، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سترة المصلي، فقال: ((مثل مؤخرة الرحل))[13].

 

وروى مسلم في صحيحه، من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قام أحدُكم يصلِّي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته: الحمار، والمرأة، والكلب الأسود))[14].

 

والرحل مقدراه ذراع كما صرح بذلك بعض السلف: مثل عطاء وقتادة والثوري، وهذا قول مالك والشافعي وأحمد.

 

قال ابن قدامة: والظاهر أنَّ هذا على سبيل التقريب لا التحديد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدَّرها بآخرة الرحل، وآخرة الرحل تختلف في الطول والقصر، فتارة تكون ذراعًا، وتارة أقل منه، فما قارب الذراع أجزأ الاستتار به، والله أعلم، فأما قدْرها في الغلظ والدقة فلا حدَّ له نعلمه، فإنه يجوز أن تكون دقيقة كالسهم والحربة، وغليظة كالحائط، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستتر بالعنَزَة، وهي ما بين الرمح والعصا وبه زج؛ قال أبو سعيد: كان يستتر بالسهم والحجر في الصلاة، روى الإمام أحمد في مسنده، مِن حديث الربيع بن سبرة، عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سترة الرجل في الصلاة السهم، وإذا صلى أحدكم فليستتر بسهم))[15] [16].

 

تنبيهات:

أولًا: ما يفعله بعض الناس مِن اتخاذ الخط سترة في الصحراء لا يَصلُح، والحديث الوارد في ذلك ضعَّفه جمْع مِن أهل العِلم كابن الصلاح والعراقي وغيرهم.

 

ثانيًا: أنَّ المأموم لا تجب عليه سترة، والسترة في صلاة الجماعة من مسؤولية الإمام، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (أقبلتُ راكبًا على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزتُ الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بمنى إلى غير جدار، فمررتُ بين يدي بعض الصف، وأرسلتُ الأتان ترتع، فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك أحد)[17].

 

ثالثًا: تحريم المرور بين يدي المصلِّي لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرَّج في الصحيحين، من حديث أبي جهيم؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو يَعلم المارُّ بين يدي المصلِّي ماذا عليه؟! لكان أن يقف أربعين، خيرًا له مِن أن يمرَّ بين يديه))[18].

 

الخلاصة:

إنَّ السترة سُنَّة مؤكَّدة، وقال بعض أهل العلم بوجوبها وهو قول قوي، ولذلك ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، وسواء كان ذلك في المسجد، أو البيت، أو الصحراء ما دام يصلِّي منفردًا أو إمامًا، وعليه أن يمنع مَن مرَّ بين يديه، ويجزئه مِن السترة مقدار مؤخرة الرحل[19].

 

والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المادة باللغة الإنجليزية

اضغط هنا

ــــــــــــــ
[1] ص 137، برقم 631.

[2] (2/ 240)، برقم 1859، وصحَّحه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 1358.

[3] ص 206، برقم 505.

[4] (26/ 9) برقم 16090، وقال محقِّقوه: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.

[5] ص 116.

[6] فتح الباري (1/ 577).

[7] ص 116 برقم (503)، وصحيح مسلم ص 325 برقم 837.

[8] صحيح مسلم ص 325 برقم 837.

[9] (2/ 141) برقم 2892.

[10] (2/ 138) برقم 2877.

[11] شرح ثلاثيَّات المسند (2/786).

[12] ص 204 برقم 499.

[13] ص 204 برقم 500.

[14] ص 207 برقم 510.

[15] (24/ 59) برقم 15342، وقال محقِّقوه: إسنادُه حسَن.

[16] المغني (3/ 82 - 83)، بتصرُّف.

[17] ص 40 برقم 76، وصحيح مسلم ص 206 برقم 504.

[18] ص 117 برقم 510، وصحيح مسلم ص207 برقم 507.

[19] انظر: كتاب «القول المبين في أخطاء المصلِّين»، للشيخ مشهور حسن سلمان (ص 77 - 88).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- alhadite
kaltoum - al marribe 17-02-2011 09:54 PM

orode nas alhadite adalate 3imade adine wajazakomo allaho khayran

1- جزاك الله خيرا.
انتصار - السعودية 13-07-2010 12:30 PM

مسألة في غاية الأهمية، نعرف السترة لكن للتو أعرف أن طولها ذراع، و أنه لا يضر أن تكون رقيقة كالعصا.

جزاك الله خيرا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة