• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

فضل عشر ذي الحجة

فضل عشر ذي الحجة
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 14/9/2015 ميلادي - 30/11/1436 هجري

الزيارات: 13421

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل عشر ذي الحجة

 

الحمد لله على هداه، والشكر له تبارك وتعالى على سابغ نعماه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ فلا معبود بحق سواه.

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده في تبليغ رسالاته وهداه بالسبق والتقريب في محكم الآيات.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس: اتقوا الله ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

عباد الله: تذكروا أن الحياة نَفَسٌ معدود، وزمن محدود، وأمد غير ممدود، ثم منه جليل القربات، ووالى بين مواسم الخيرات، وعظيم الأجور، ونوع موجبات حط الخطايا، وتكفير السيئات، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30] وقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾ [الأحقاف: 16]، وقال جل ذكره: ﴿ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الزمر: 35]، ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 4]، ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 21].

 

معشر المسلمين: لقد أظلتكم عشر فاضلة - هي أيام عشر ذي الحجة - أفضل أيام السنة على الإطلاق، أيام شرف الله زمنها، ورفع قدرها، وبارك في العمل الصالح فيها، وجعله من أسباب الفوز بعظيم الأجور ومغفرة الخطيئات؛ فاغتنموا هذا الموسم المبارك بصالح ما شرع الله تعالى لكم فيه، وعظموه بأن لا تعصوا الله سبحانه فيه وأنتم تعلمون، وتوبوا إليه جل وعلا من سيئ ما جنيتم؛ فإنكم خطاؤون، وخير الخطائين التوابون.

 

أيها المسلمون: تقربوا إلى الله تبارك وتعالى في هذه العشر المباركة - التي هي غرة في جبين الزمان - بأمهات الطاعات من الصلاة والزكاة والصيام، وبحسن أداء الفرائض، والاستكثار من النوافل؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر»، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله؟! قال: «ولا الجهاد في سبيل الله؛ إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء»، وفي الحديث القدسي الصحيح أن الله تعالى قال: «وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه.. إلخ».

 

وقد دلت أحاديث صحيحة أخرى على أن الفرائض تكمل من جنسها من النوافل، فيكمل به نقصها، ويغفر التقصير فيها، ويعظم أجرها، ويتم مبارك أثرها، فأحسنوا أداء الفرائض، واستكثروا من النوافل، تروا من ربكم ما تسر به النفس، وتقر به العين، قال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].

 

أيها المؤمنون: وأما صوم يوم عرفة لمن لم يقف بعرفة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله فيه: «أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة الماضية والباقية». فصوموا هذا اليوم وما تيسر لكم قبله من أيام تلك العشر؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له»، وفي رواية: «لا عدل له».

 

أيها المؤمنين: أكثروا من الدعاء في تلك العشر المباركة من الذكر والدعاء والجهر بالتكبير في سائر الآناء لقول نبيكم صلى الله عليه وسلم: «فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل»، ذلكم يا عباد الله لأن الجهر بالتكبير في تلك الأيام من شعائر الإسلام، وسنة أهله التي تميزهم من غيرهم من الأنام.

 

معشر المؤمنين: ومن جليل ما تتقربون به إلى ربكم تبارك وتعالى في هذه الأيام الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام، وأداء المناسك العظام؛ فإن الحج والعمرة النسك العام لأهل الإسلام، وتاج شرائع الإسلام، ومن الجهاد في سبيل الله، ومن أعظم خصال محو الأوزار، والعتق من النار، وسعة الرزق وإغاظة الكفار، فهنيئًا لأهل الإسلام، قال تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ [الحج:٢٧-٣٤].

 

وثبت عن نبيكم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العمرة إلى العمر كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه»، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يباهي بأهل الموقف عشية عرفة ملائكته، ويقول: ما أراد هؤلاء؟ ويقول: انصرفوا مغفورًا لكم، وما رؤي أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة، وكم في السُّنة الصحيحة من حديث فيه التنويه بشأن الحج والعمرة، وبيان كرم الله تعالى لمن أتمهما خالصين لوجهه الكريم، وجمع فيها بين البر، وترك الوزر، فما أكرم العطايا، وما أجل الهبات!

 

أمة الإسلام: وتاج هذه الأيام يوم النحر، يوم الحج الأكبر للحجاج، ويوم العيد والأضاحي لأهل الأمصار؛ حيث يؤدي الحاج أعمال الحج الكبار؛ رمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق أو التقصير، والطواف بالبيت، ويؤدي فيه المسلمون في الأمصار صلاة العيد، ويذبحون الضحايا، فيشتركون في النسك والذكر وينفرد كل صنف فيما يخصه، وما عمل آدمي عملًا أحب إلى الله من إراقة دم، فاستعظموا الهدي والأضاحي، واستسمنوها واتقوا ما فيه نقص، فاستشرفوا القرن والعين والأذن، وطيبوا بها نفسًا، واعلموا أن أفضلها أغلاها عند أهلها وأكثرها ثمنًا، قال تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].

 

أمة الإسلام: اغتنموا مواسم الطاعات، فاستبقوا الخيرات، وتنافسوا في جليل القربات، وبادروا بالتوبة من الخطيئات قبل الممات، فإن الفرص عارضة وإن النعم عارية، وإن باب التوبة مفتوح، وإن الله تعالى يحب التوبة النصوح، وإن الله تعالى قد ضمن السبق للمتسابقين، وإن العمل لغير الله لا يدوم، وإن الشيء بغير الله لا يكون، فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 22 - 26].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الهدي والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة