• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات


علامة باركود

شرح العقيدة الواسطية (7)

شرح العقيدة الواسطية (7)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 19/9/2015 ميلادي - 5/12/1436 هجري

الزيارات: 9897

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح العقيدة الواسطية (7)


وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]:

هذه الآيات الأولى اشتملَت على ذِكر بعض أسماء الله؛ فقال تعالى في آخر الذاريات: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، ولهذا فمِن أسماء الله الرزاق، وليس من أسمائه رازق؛ لأن الرزاق هذا الاسم هو الذي جاء في حق الله، أما ما جاء في الأحاديث بأنَّ الله رازق الدواب أو رازق الحية في جحرها فهذا خبر، والرزاق صيغة مبالغة من الرزق ليست في حق الله، فلا يقال في حق الله: إنها صيغة مبالغة، وكذا علام الغيوب لا يقال: إنها صيغة مبالغة، هي في اللغة صيغة مبالغة لكن في حق الله اسم يليق بالله عز وجل مطابق لذاته وأفعاله.

وكذلك الرزاق من أسمائه
والرزق من أفعاله نوعانِ
رزق على يد عبده ورسوله
نوعان أيضًا ذان معروفانِ

 

قوله: ﴿ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58] فيه إثبات أن الله قويٌّ، وهذا فيه أدلة: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25]، وهو ذو القوة له قوة لا يَغلبه شيء، المتين كذلك تفيد معنى القوة ومعنى الجبروت.

وهو القوي له القُوى جمعًا تعا ♦♦♦ لى رب ذي الأكوان والأزمانِ

 

وقوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58]، وقوله: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]، وقوله: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة: 1]، وقوله: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125]، وقوله: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

 

وقوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58].

 

فيه إثبات أن الله سميع بصير، فهو سبحانه سميع له سمع يُدرك المسموعات، وبصير له بصر يُدرك المبصَرات، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58]. فيه إثبات أنَّ الله سميع بصير، وهذان الاسمانِ يأتيان مقترنين كثيرًا في القرآن؛ لما فيهما من إحاطة الله تعالى بخلقه، وأنَّ سمعه لا يغلب على بصره، وأن إدراكه المسموعات كإدراكه المبصرات، في هذه الصفات وأمثالها يجوز أن يشير فيها الإنسان إلى الصفة، والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه وهو على المنبر "لما قرأ هذه الآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58] أشار بالإبهام إلى أذنه وبسبابته إلى عينه"[1]، وليس معناه التشبيه كما يتبادر إلى ذهن البليد أو السَّاذج أو الغبي، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشبِّه الله بنفسه، وإنما معنى ذلك أن يبين أن سمع الله حقيقي كما أن سمع المخلوق حقيقي، وأن بصر الله حقيقي كما أن بصر المخلوق حقيقي، وهذا قطعٌ لحُجج ومادة التعطيل والتحريف، وجاء في الصحيح قولُه صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن[2]))، وأشار بأصبعيه، ليس معناه أن أصابعه كأصابع المخلوق؛ كأصابعنا، حاشا وكلا، بل لا يتصور هذا في جَنابه صلى الله عليه وسلم أن يقوله في حق الله جل جلاله وإنما معناه أن يُثبت أن سمع الله حقيقي لائق بالله، كما أن المخلوق له أصابع فالله له أصابع مع الفارق العظيم بين صفات المخلوق والمخلوق كما الفرق بين الخالق بنفسه والمخلوق بذاته:

وهو السميع يرى ويَسمع كل ما
في الكون من سرٍّ ومِن إعلانِ
ولكلِّ صوت منه سمعٌ حاضر
فالسرُّ والإعلان مُستويانِ
والسمعُ منه واسع الأصواتِ لا
يَخفى عليه بَعيدُها والدَّاني
وهو البصير يرى دبيبَ النملةِ السْ
سَوداءِ تحت الصخرِ والصوَّانِ

 

ثم ذكر الأدلة على إثبات صفة المشيئة والإرادة، فقال:

وقوله: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39].

 

وأما إثبات أن الله يشاء فيقول تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30]، ففيها إثبات المشيئة والله يَشاء، والمشيئة في الأدلة في الكتاب والسنة تأتي بمعنى الإرادة العامة كما قرَّر ذلك المحقِّقون من أهل العلم؛ كشيخ الإسلام وابن القيم والعلماء المحقِّقين، أن المشيئة هي الإرادة العامة، ولا يمكن أن تأتي المشيئة بالإرادة الخاصة.

 

وقوله: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253].

 

الضابط في الفرق بين الإرادة الكونية والدينية:

كرَّر الله المشيئة في أول الآية ثم في آخرها ثم ختَمها بقوله: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]؛ لأن الإرادة هنا بمعنى الإرادة العامة، قد يقول قائل: ما هو الضابط في الأدلة بين الإرادة العامة والإرادة الخاصة؟ الضابط أن الإرادة إذا جاءت بمعنى: يقدر فهي العامة بأن تضَع بدل (يريد)، أو (قال) يقدر أو قدر، فإذا كان معناها مستقيمًا فهي الإرادة العامة، وإذا جاءت الإرادة بمعنى يحب فهي الإرادة الخاصة الدينية، ولو طبَّقنا هذا في قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253] أي: يفعل ما يقدر، فلو قلت: يفعل ما يحب فالكفر لا يحبه الله ومع ذلك يقع الكفر؟!

 

• أسماء الإرادة العامة:

الإرادة العامة الكونية الشاملة، والقدرية، والخلقية:

1- فتسمى الإرادة الشاملة؛ لأنها متعلقة بجميع الكون.

2- وتسمى الإرادة العامة؛ لأنها تعمُّ الخَلق كلهم.

3- وتسمى الكونية؛ لأنها متعلِّقة بالكون وما يكون فيه.

4- وتُسمى القدرية؛ لأنها متعلقة بكل ما هو مقدر.

5- وتسمى الخلقية؛ لأنها تعم جميع الخلق.

 

• أسماء الإرادة الدينية:

وكذا الإرادة الدينية لها أسماء تُميِّزها، كما للإرادة العامة أسماء تبينها، وتُميِّزها؛ فمن أسمائها:

1- الإرادة الدينية؛ لتعلُّقها بدين الله خصوصًا.

2- وتُسمى الخاصة؛ لأنها تخص دين الله، لا عموم القضاء والقدر.

3- وتُسمى الأمرية؛ لتعلقها بما أمر الله به، وفرَضه.

4- وتُسمى الشرعية؛ لتعلقها بشرع الله، وما أمر، وما نهى عنه.

 


[1] رواه أبو داود، وغيره، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4738)، وقوى سنده الحافظ ابن حجر، وقال: "على شرط مسلم في الفتح" (13 / 373)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] رواه مسلم (2654)، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة