• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد بريش / مقالات


علامة باركود

لب التعليم المنشود: إخراج العلماء

لب التعليم المنشود: إخراج العلماء
د. محمد بريش


تاريخ الإضافة: 16/2/2015 ميلادي - 26/4/1436 هجري

الزيارات: 10214

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لب التعليم المنشود

إخراج العلماء


يقول الله عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 27، 28].

 

هاتان الآيتان معبِّرتان عن سنن إلهية قارة ثابتة، لن يجد الناس لها تحويلاً، ولن يجدوا عن سلطانها مصرفًا؛ فالعلم الحقيقي لا يتأتى نفعُه وإثماره في الأرض على الوِجهةِ الـمُثْلَى إلا إذا كان يُقصَدُ به خشية الله.

 

وغير المتمعِّنِ في خلق الله وكونه المفتوحِ للبحث والاستطلاع والسير في أطرافه بحثًا وتنقيبًا، الغافل عن سنن الله في الماء وإخراج الثمرات، وغير الملتفت لمكنون العلم في إنزال ذلك الماء، وخروج ثمرات الأرض، وتلون الأتربة والجبال، واختلاف الناس والدواب والأنعام في اللون والطباع واللغة والعادات - لا يُحسِن معرفةَ الله بجهله لآياته في الكون والآفاق والأنفس، فإنما يدرك ذلك العلماء، ولا علم ولا علماء إذا لم تكن حصيلة العلم ونتيجته خشية لله.

 

فالقراءة في كتاب الكون هي إحدى الدعامات الأساسية لتكوين الإنسان الروحي والمعرفي، وهي تصديق حي ومشهود لقراءة الوحي الضرورية لإدراك غيبيات من مصير أخروي، ومراقبة إلهية، والعمل وفق شرعة ومنهاج، واعتبار بمن سلف من الأمم، واقتداء بالرسل، وتمسك بالصراط المستقيم، لصناعة غد مشرق؛ علمًا وعدلاً في الدنيا، وإعدادٍ لغد زاهر ومُرْضٍ للرحمن جل وعلا في الآخرة.

 

فالذي يجهل السنن الكونية، وغابت عنه قراءة الكتاب المنظور، وهو شاخص البصر يوميًّا في بعض أبعاده، كيف يفهم الكتاب المسطور في جزئياته وفي كلياته؟

 

لذلك نحن اليوم في حاجة ماسة إلى تخريج جيل جديد من العلماء العارفين بالكتاب والسنة والسنن، ونحتاج من أجل ذلك إلى الإنفاق الكثير والصبر الجميل؛ فنِسَبُ الأمية في بلداننا مخيفة، ومستويات عدم معرفة الناس بمبادئ الدين مذهلة.

 

والآيتان لهما ما يفسرهما من الأحاديث النبوية الدالة على أنه لا خشية لله بغياب العلم، وإذا غابت خشية الله فذلك العذاب، نورد منها - على كثرتها - ثلاثة أحاديث:

• أخرج الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، واللفظ لمسلم: عن عروة بن الزبير قال: قالت لي عائشة: يا بن أختي، بلغني أن عبدالله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحجِّ، فالقَه فسائِلْه؛ فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا.

 

قال: فلقِيتُه فساءلتُه عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال عروة: فكان فيما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا ينتزع العلمَ من الناس انتزاعًا، ولكن يقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، ويُبقِي في الناس رؤوسًا جُهَّالاً يفتونهم بغير علم فيَضِلُّون ويُضِلُّون))، قال عروة: فلما حدثت عائشة بذلك أعظمتْ ذلك وأنكرته، قالت: أَحدَّثَك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابل، قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقَه ثم فاتِحْه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فلقيته فساءلتُه، فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الأولى.

 

قال عروة: فلما أخبرتها بذلك، قالت: ما أحسبه إلا قد صدقَ، أُراه لم يَزدْ فيه شيئًا ولم ينقص.

 

• وأخرج الإمام الدارمي عن سالم بن أبي الجعد قال: قال أبو الدرداء: تعلموا قبلَ أن يُقبَضَ العلمُ؛ فإن قبضَ العلم قبضُ العلماء، وإن العالم والمتعلم في الأجر سواء.

 

• وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي أمامة الباهلي، قال: لما كان في حجة الوداع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضلَ بنَ عباسٍ على جمل آدم، فقال: ((يا أيها الناس، خذوا من العلم قبل أن يُقبَضَ العلمُ، وقبل أن يرفع العلم، وقد كان أنزل الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 101]))، قال: فكنا قد كرهنا كثيرًا من مسألته، واتَّقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم، قال: فأتينا أعرابيًّا فرشوناه برداءٍ، قال: فاعتمَّ به، حتى رأيتُ حاشية البرد خارجةً من حاجبه الأيمن، قال: ثم قلنا له: سَلِ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له: يا نبي الله، كيف يُرفَعُ العلم منا وبين أظهرنا المصاحف، وقد تعلَّمنا ما فيها وعلمنا نساءنا وذرارينا وخَدَمَنا؟ قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، وقد علَت وجهَه حمرةٌ من الغضب، قال: فقال: ((أي ثَكِلتْكَ أمُّك! هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحفُ لم يصبحوا يتعلَّقوا بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذَهاب العلم أن يذهَبَ حملتُه)) ثلاث مرار.

 

فإذا كان الأمر كذلك، أضحى النماءُ في بقاء العلماء، وأصبح رقيُّ الأمة مشروطًا بإخراج العلماء النيِّرين العارفين المتبحِّرين في شتى ضروب المعارف الراسخين في العلم، وهذا ما انفرط في عِقْدِ الأمة حين انغمسَتْ في سُباتها الحضاري، وهو ما تفنَّنَتْ في الحيلولة دونه إدارات الاستعمار العسكري، ومنظمات الهيمنة الاقتصادية والحضارية في النظام الدولي.

 

فما ذكرناه من نصوص الوحي الكريم يدل على أن البقاء والنماء والازدهار والتمتع بفضل الله ورحمته ونصرته هو في بقاء العلماء.

 

ولهذا كان القيام بذلك عند الأمم الراشدة على رأس الأولويات، ويحظَى عندهم بالرعاية الكبرى والاستثمار الكثير.

 

فتكوين رجال العلم في الدين وفيما يلزم من أمور الدنيا لبقاء الخلق والدين: واجب مقدس على الأمة، وأفرادها آثمون عند الله إن هم غفلوا عنه أو تهاونوا فيه.

 

ولا عذرَ لأحد منهم في كون الحكومات قد فرَّطَتْ، أو أن الدوائر المسؤولة ما انتبهت، أو أن مؤسسات التعليم تقاعسَتْ، بل نحن المسلمين قاطبةً، شعوبًا وحكومات، مسؤولون عن أبنائنا ومحيطنا، وتفريطنا في تخصيص جزء من مالنا ووقتنا لإخراج العلماء النبهاء الفقهاء؛ فبقاؤنا وبقاء رحمة الله شاملةً لنا هو في القيام بهذا الواجب المقدس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة