• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ محمد بن صالح الشاوي / خطب منبرية


علامة باركود

النية

الشيخ محمد بن صالح الشاوي


تاريخ الإضافة: 16/3/2011 ميلادي - 10/4/1432 هجري

الزيارات: 77492

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النية

 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلَّا من أتى الله بقلب سليم، وأشهد أن لا إله إلا الله العليم، الخبير، عالم السرِّ وأخفى، له الآخرة والأولى، وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين وصفوة الخلق أجمعين، أرسله الله إلى كافة الخلق بشيرًا ونذيرًا، فكان خير من بلغ الرسالة وأدى الأمانة وهدى الخلق بإذن ربهم إلى صراط مستقيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

اعلموا أيها المسلمون أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هديه ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه))، رواه البخاري ومسلم.

فهذا حديث صحيح متفق على صحته، وهو يوضح أن عمل الإنسان مقرون بمقصده منه، وما انطوى عليه ضميره، وهل هو لله وحده لا شريك له؟ أم لله وغيره معه؟ فالعبرة بالمقاصد والمعول على النيات، فإن كانت النية سليمة قويمة مقصودًا بها وجه الله تعالى والدار الآخرة كان ثوابها عظيمًا جزيلًا.

 

واعلموا أن محل النية القلب، ونية المؤمن خير من عمله؛ لأن العمل بدون نية لا ثواب له، والنية لها ثواب ولو أعاق عائق عن إتمام عملها؛ لأن النية أصلها حب لله ورسوله وعزيمة على إتمام عمل يحبه الله ورسوله، وهذا محبوب عند الله سبحانه وتعالى وهو يجازي المحسنين الصادقين في نياتهم وأعمالهم ومقاصدهم المريدين بذلك وجه الله تعالى.

 

وأما الأعمال التي لا يقصد بها وجه الله تعالى والتي تكون النية فيها منصرفة عن الطريق القويم، متظللة بظل الدين، جاعلة ذلك ستارًا بينها وبين شهواتها ومآربها، والنية فيها غير سليمة والمقاصد غير مشكورة ولا مأمور بها شرعًا؛ فإن ذلك له عقاب عظيم عند الله، وقد يكون سببًا لحبوط العمل؛ لأن الله أغنى الأغنياء عن الشرك.

 

وسبب حديث عمر بن الخطاب هذا ما رواه ابن مسعود، قال: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها: أم قيس فأبت أن يتزوجها حتى يهاجر، فهاجر فتزوجها فكنا نسميه مهاجر أم قيس، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات...)).

 

ومن هنا يتضح لنا أيها الإخوان شرح الحديث والعبرة بعموم ألفاظه لا بخصوص سببه، فهو لفظ شامل وحكمة بالغة يعم مهاجر أم قيس ويعم غيره ممن يعمل عمله أو ما يقارب عمله.

 

فالمرجو منا أيها الإخوان أن نخلص أعمالنا لله، وأن نطهر قلوبنا من النيات الفاسدة والمقاصد الدنيئة والأغراض الرديئة، فالله طيب لا يقبل من الأقوال والأعمال إلا أطيبها وأخلصها، وما أخَّر المسلمين عما كان عليه سلفهم الصالح إلا فساد نياتهم وأغراضهم ومطامعهم، فلو أنهم صدقوا الله لكان خيرًا لهم، ولما استلبت منهم بلاد عزيزة وتفرقوا شذر مذر دويلات وقبائل وعصبيات وشحناء؛ كل يضمر لأخيه الغدر والخيانة ويلدغه إما صراحة ظاهرًا أو مستترًا في الخفاء، ولأجل هذا استبد بنا المستعمرون وشغلونا بأنفسنا عن أعدائنا الحقيقيين.

 

نسأل الله أن يبصرنا بالحق، وأن يهدينا لما فيه الصالح العام للإسلام وللمسلمين، أقـول قولي هذا، وأسأل الله لنا ولكم المغفرة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..

ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المنافقون المخادعون، ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء: ١٤٢].

صلى الله على المصطفى الهادي الأمين، وآله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

 

أيها المسلمون:

اعلموا أن مدار الأعمال كلها على النية، وأن النية محلها القلب؛ فإذا صلحت النية وَصَحَّتْ العزيمة؛ فالمقاصد سليمة والثواب جزيل والخير عميم، أما إذا فسدت النية وانحرف المقصد وتغيرت الأهداف وأريد بها إرضاء فلان أو علان فإن السعي يضيع والعمل يحبط، ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ ﴾ [القصص: ٥٠].

فجددوا العزم أيها المسلمون وصححوا نياتكم ومقاصدكم، واعملوا بإخلاص وطواعية لله وحده لا شريك له، ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآْخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [ الإسراء: ١٩].

 

فبادروا إلى الخير بإخلاص ونية سليمة قويمة، واعلموا أن الدين لا يصلح إلا بالدنيا، وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، فأخلصوا نياتكم في معاملاتكم وفي بيعكم وشرائكم، وفي عبادتكم لربكم، وفي مراقبة أبنائكم وتربيتهم، وفي ملاحظة نسائكم فإنكم مسئولون عنهن وعن معاملتهن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((النساء لحم على وضم إلا ما ذب عنه)).

 

عباد الله:

عليكم بالنية الخالصة الطيبة والإخلاص في العمل، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ﴾ [ الطلاق: ٢-٣].

واعلموا أن أحسن القول كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر عبادك الموحدين، اللهم واجعل نيتهم خالصة موحدة، اللهم وحد بين قلوبهم، واجعل هدفهم القضاء على اليهود والمستعمرين، اللهم أمددهم بروح منك يارب العالمين، ويا أرحم الراحمين.

 

عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِْحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُّمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: ٩٠،٩١].

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه وأخلصوا له وهو المستعان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة