• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور عبدالكريم بكار / مقالات


علامة باركود

عـام مضـى

د. عبدالكريم بكار


تاريخ الإضافة: 21/1/2007 ميلادي - 3/1/1428 هجري

الزيارات: 16113

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
نحن اليومَ في بداية عام جديد – سعيد ومبارك بإذن الله – وقد ودَّعنا عاماً مملوءاً بالصعوبات والأزمات، ومملوءاً أيضاً بالمبادرات الخيرة؛ والذي أحبُّ أن أركِّز عليه في هذه المقالة هو التغيراتُ الثقافية والسلوكية التي باتت تترسَّخ في واقع كثير من المسلمين.

من الواضح جداً أن (العولمة) آخذةٌ في التمدُّد يوماً بعد يوم، وماضيةٌ في تغيير المناخ الفكري والنفسي والقيمي على نحو يُثير الاهتمام؛ ولعلي أشير في هذا المقام إلى الملاحظات التالية:

1 – العولمةُ حركةٌ كونية شاملة، تقوم على (المال) واستثماره، واتخاذه أداة للنفوذ والتمكُّن. أما التغيُّرات الثقافية فهي ليست مما يُتَّهم به صنَّاع العولمة والمستفيدون منها، لكنها تأتي تبعاً للتجديدات والإبداعات التقنيَّة، وتبعاً للتنظيمات الفنيَّة والإدارية المستحدَثة. إذن نحن فعلاً مغمورون اليوم بتيَّار مادي عنيف ومُتلاطم الأمواج، ومعرفةُ كُنْهِ هذا التيار تشكِّل نقطة الانطلاق على طريق مقاومته.

2 – في العام المنصرم يُلاحظ المرء أن معظمَ الناس أخذوا يستجيبون لمغريات الدِّعاية والإعلان، وصار هناك يقينٌ بأن الناسَ يندفعون نحو استهلاك أيِّ شيء يتمكَّن أصحابه من تعريف الناس به، وكأنهم يُراهنون على جهل معظم الناس وعدم قُدرتهم على التفريق بين ما ينفعهم وما يضرُّهم، ومما يؤلم في هذا السياق أن أموالاً هائلة يبدِّدها الأثرياء والميسورون في شراء ما يسمَّى بـ(الماركات العالمية) وذلك من أجل المباهاة والمفاخَرة، على حين أن الأمةَ في حاجة إلى الكثير الكثير من أجل سدِّ حاجات الفقراء وتحسين مستوى الاقتصادات الوطنيَّة، وما ذلك إلا لأن لدينا أعداداً متزايدة من الشباب والشابات، تحيا فراغاً روحيّاً وفكريّاً مخيفاً، وهم يتوهَّمون أنهم عن طريق التملُّك والتمتُّع يشعرون بأن لهم قيمةً أو دوراً في الحياة!.

3 – هل أصبح الناس أكثرَ دنيويَّة؟ وهل صار إحساسُهم بمباهج الحياة العاجلة أقوى من إحساسهم بمعاني القُرب من الله – تعالى – وبمسرَّات ذكره والثناء عليه؟ هذا ما يمكنُ لكلِّ واحد منا أن يلمسَه في نفسه وفي أُسرته وبين إخوانه وزملائه، إن حركةَ الإنتاج الماديِّ الهائل والمتنوِّع والمتنامي قد جعلت وعيَ الناس محاطاً بل غارقاً في التفكير بالمرفِّهات، وغارقاً في هموم تلبية حاجات البَدَن ومستلزمات المتعة الشخصيَّة، وهذا كلُّه يجعل إحساسنا بما وراء المادَّة ضعيفاً، وهذا هو الواقع، فنحن نفكِّر في طرق الحصول على المال، وفي طرق الاستمتاع به في أشدِّ المواقف الروحيَّة إثارة لوجدان المسلم! وليس في هذا أيُّ مبالغة، وهذا في الحقيقة ما يحدث بالنسبة إلى من نعدُّهم مسلمينَ صالحين أو ملتزمين. أما المسلمون غيرُ الملتزمين فإن دنيويَّتهم تتجسَّد في إرواء رغباتهم عن طريق الوقوع في الموبقات وعن طريق الرِّشوة وأكل أموال الناس بالباطل وهضم الموظَّفين والعمال لديهم حقوقَهم المشروعة...

4 – أما على الصعيد الفكريِّ والعَقَدي فإن مرحلةَ (ما بعد الحداثة) تترك بصماتٍ قويةً في موقف الناس من المرجعيَّات ومن الأصول والثوابت التي يجب احترامُها والعمل على أساسها وفي إطارها. ومن الممكن القول: إننا نتعرَّض اليوم لحملة هائلة ومنسَّقة تستهدف كلَّ ماهو عزيز ومقدَّس لدى المسلمين، فالمسلمُ الملتزم مَظِنَّةٌ لأن يكونَ متطرفاً أو خرافياً أو إرهابياً، أو مستبداً. والرسومُ المسيئة التي نُشِرت في الدنمارك، وتصريحاتُ البابا الجديد دلَّت بوضوح على الاستهانة بمشاعر المسلمين ومعتقداتهم، وكلُّ هذا لا يشكِّل شيئاً أمام تحلُّل الجبهة الداخليَّة تجاه هذه الهجمة، فحين نُشِرت الرسومُ المشؤومة، وأحدثت الضجَّةَ الكبرى المعروفة، قامت صحفٌ عديدة، تَصدر في دول عربيَّة مختلفة بإعادة نشر تلك الرسوم، مما يدلُّ أن مشكلةَ الاستخفاف بمشاعر المسلمين صار جزءٌ منها داخلياً!!.

5 – حيال هذه الوضعيَّة الصعبة تفتَّح وعيُ كثير من المسلمين على ضرورة العمل الجادِّ لتحسين ردود أفعال المسلمين على العولمة، وصارت من ثَمَّ صورتُها في الأذهان أوضحَ، كما أن الثورةَ التي حدثت في عالم البثِّ وعالم الاتصالات جعلت إدراكَ المسلمين للواقع وتحدِّياته ومتطلَّباته أفضلَ بكثير مما كان عليه الأمرُ في السابق. وأستطيع أن أنوِّه هنا -وعلى نحو خاص- بإدراك الناس لقيمة التعليم الممتاز والتدريب المتقدِّم في تطوير الحياة العامَّة والشخصيَّة، وهذا شيء كبير بكلِّ المقاييس.

السؤالُ الذي يطرح نفسه هو: ما الذي ينبغي أن نركِّزَ عليه في العام الجديد، من أجل مواجهة المشكلات التي أشرتُ إليها؟
إن التيار الماديَّ الجارفَ الذي تنشره العولمة والذي يتمثَّل في إرواء الشهوات واقتناص الملذَّات من غير إبطاء، إن هذا التيارَ لا يمكن مقاومتُه من غير إنشاء تيار روحيٍّ يقوم على حبِّ الله ورسوله، والتمسُّكِ بتعاليم الإسلام؛ وإنشاءُ هذا التيار من مسؤوليَّة الدعاة الناصحين والإعلاميين الغَيورين على الإسلام والمسلمين، فلنركِّز من الآنَ إذن على التربية الروحيَّة المنضبطة بآداب الشريعة الغرَّاء.
وعلينا في مواجهة الأنانيَّة والأَثَرَة الآخذة في الاتِّساع أن نعمِّق في نفوس النَّشء فضيلةَ (التعاطف) مع الأشياء، وفضيلة (حب الخير) للناس؛ لأن ذلك يقلِّل من التمحور حولَ الذات، ويساعد على مُداواة بعض الجراح التي تتركها (العولمة) في نفوس الفُقراء والمساكين والأرامل والأيتام وسائر المستضعَفين.

عامٌ جديد، أهلَّ علينا هلالُه، لا يتسع لكل الأعمال والمبادرات الخيِّرة التي علينا القيامُ بها، لكنه بالتأكيد يصلُح لأن نتخذَ منه نقطةَ انطلاق نحو الانتقال من وضعيَّة الدفاع والاستِخذاء والتراجع إلى وضعيَّة التقدم والبناء والعطاء، والمزيد المزيد من الأَوْبَة والتوبة إلى الصراط المستقيم.
والله الموفق.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- رائع
يوسف إسماعيل - مصر 11-10-2007 01:33 AM
هذا مقال رائع جدا يا دكتور . سددكم الله ووفقكم دائما إلى ما فيه صلاح الدنيا والدين من الأفكار والرؤى الإبداعية
2- اللهم يامحول الاحوال حول حالنا الى احسن الاحوال
محمد رجب - المملكة 31-01-2007 10:22 AM
اقول لقد اختار المفكر الاتجاه الصحيح لمواجهة طوفان العمولة المادية التي اشار غزوها لنا في عقر ديارنا وفي غرف نومنا ...

ياجماعة ...وياامة محمد بن عبدالله ...
تدبروا قوله :

فلنركِّز من الآنَ إذن على التربية الروحيَّة المنضبطة بآداب الشريعة الغرَّاء.
وعلينا في مواجهة الأنانيَّة والأَثَرَة الآخذة في الاتِّساع أن نعمِّق في نفوس النَّشء فضيلةَ (التعاطف) مع الأشياء، وفضيلة (حب الخير) للناس؛ لأن ذلك يقلِّل من التمحور حولَ الذات، ويساعد على مُداواة بعض الجراح التي تتركها (العولمة) في نفوس الفُقراء والمساكين والأرامل والأيتام وسائر المستضعَفين.


فحيا الله عقلاء ومفكري هذه الامة المحمدية ...


وكل عام وانتم بخير ...
والى احسن حال ....
1- كأنما نسعى لنكون من المغلوبين...
حامد - العراق 22-01-2007 05:43 AM
نعم هناك تيار مادي جارف لا رحمة ولا دين له...سكران لا يسمع ولا يرى إلا المادة...

لكن لو تنظر بما نقدمه نحن، نحن من؟

بدءاً بالأنظمة وإنتهاء بأقل دور من أبناء الأمة...

ماذا نعمل؟

نعمل لنذل أنفسنا بأيدينا...

مهما توسعت في نظرك حواليك، ما تجد من أعمالنا إلا في مجال إذلال أنفسنا...

أمر غريب، لكن ليس غريبا عندنا نحن، بل غريب عند من يفهم الحياة ويعرف كيف يحفظ كرامته...


الزمان هو حركة النجوم والكواكب، لا تأثير له على تغيير حالنا من حال الى حال

بل نحن نكسب ما نقدمه بأيدينا...

بل الأجيال القادمة سيظلون يذوقون مرارة ما قدمنا...

أليس بيننا من هو رشيد؟

الرشيد ممنوع عليه أن يغير شيئا، بل يتهم على أي شيء يقدمه لانقاذ الأمة...

الزمان هو الزمان، سنين وأشهر...

نحن بل نحن هو الانسان، ما أكثر جهلنا وإسرافنا في أمورنا...

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا...

أنصر من نصر دينك الحق، فعليك بمكن يصد عنه...

فلا نملك إلا الدعاء في الزمن الحالي...
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة