• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / بحوث ودراسات


علامة باركود

رجال الأعمال المسلمين والتكامل الاقتصادي المشترك

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 1/11/2010 ميلادي - 24/11/1431 هجري

الزيارات: 19357

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يعيش العالم المعاصر عصر التكتلات الاقتصادية الكبيرة، وهذا ما يدعونا إلى التفكير بجدية في ضرورة إقامة تعاون اقتصادي يجمع عالمنا الإسلامي.

 

فالتعاون الاقتصادي طريق إلى التنمية الاقتصادية وهو مطلب شرعي، إذ على المسلمين أن يقوموا به ويعملوا على تحقيقه وفق الموارد المتاحة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، يقول عز وجل: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]. ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60].

 

ومن المعلوم أن التعاون الاقتصادي يُعَدُّ أحد صور التعاون المطلوب شرعاً، فالقوة الاقتصادية مثلاً لا تبنى إلا على أساس اقتصادي متين.

 

ويُعَدُّ التكامل نوعاً من التعاون الاقتصادي، إلا أنه أعمق في أساليبه ودرجته، إذ يشير التكامل إلى عملية توحيد الدول للوصول بها إلى وحدة واحدة.

 

بَيْدَ أنَّ التكامل الاقتصادي يعرف على أنه تنسيق يقوم وفق معايير معينة منها، إلغاء التمييز بين الوحدات الاقتصادية للدول.

 

وتتمثل مراحل هذا التكامل فيما يلي: منطقة التجارة الحرة، فالإتحاد الجمركي، فالسوق المشتركة، ثم الإتحاد الاقتصادي، ثم الإتحاد الكامل، حيث يتم إلغاء القيود الجمركية بين الدول الأعضاء، وتوحد التعرفة الجمركية، وتلغى القيود على انتقال عناصر الإنتاج وتوحد السياسات الاقتصادية.

 

أما العالم الإسلامي فهو يتميز بالامتداد الجغرافي الواسع، وإطلالته على معظم بحار العالم ومحيطاته، وله اتصال بالغرب من خلال المحيط الأطلسي، وكذا بالشرق من خلال المحيط الهادي، وأيضاً بالجنوب من خلال المحيط الهندي. ويوجد بالعالم الإسلامي أهم المضايق العالمية مثل مضيق باب المندب، ومضيق جبل طارق، ومضيق البوسفور والدردنيل. كما أن العالم الإسلامي تتعدد مظاهره المناخية وتتنوع. ولذا، فالعالم الإسلامي يمتد على مساحة جغرافية واسعة. وينتج العالم الإسلامي الكثير من الحاصلات الزراعية، ويوجد به الكثير من المعادن، مما جعل العالم الإسلامي متميزاً من ناحية الأهمية الاقتصادية.

 

أما المسلمون، فهم يتوزعون على القارات الخمس، ولكن الغالبية العظمى تتركز في قارتي آسيا وأفريقيا، وحسب آخر الإحصاءات فإن تعداد سكان العالم الإسلامي ربما تجاوز مليار نسمة.

 

ووفقاً لبعض الإحصاءات العالمية فإن العالم الإسلامي ينتج 70% من بترول العالم، وينتج طاقة كهربائية لا تقل عن تلك النسبة، و68% من القطن الخام، و100% من المطاط الطبيعي، و40% من خام الحديد، و64.5% من البوكسيت، و48% من النحاس، و89% من المنجنيز، و92% من الكروم، و36% من الفوسفات، و93% من القصدير.

 

كل هذه الامتيازات للعالم الإسلامي، وهذا العدد من السكان، وهذه الرقعة المساحية البالغة 25 مليون كم2، تستدعي ضرورة إقامة نوع معين من التكامل  أو الاتحاد أو التعاون أو التكتل أو المناطق المشتركة.

 

وحقيقة الأمر، فإنّ التكتل الاقتصادي للعالم الإسلامي مازال غائباً، على الرغم من بعض الاتفاقيات التي تمت من خلال الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما، مثل: اتفاقية الوحدة الاقتصادية بين دول الجامعة العربية، واتفاقية السوق العربية المشتركة واتفاقية التعاون الاقتصادي بين دول المغرب العربي.

 

إلا أنّ هذه الاتفاقيات لم توضع بعدُ موضع التنفيذ، والدليل غياب التنسيق، إضافة إلى ضعف التعامل التجاري بين البلاد العربية ومحدودية حجمه، وغير ذلك، مما يؤكد غياب التكامل الاقتصادي للعالم الإسلامي حتى الآن، وإن كانت المحاولات التي يقوم بها مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والبنك العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة وتبادل السلع، وصندوق التضامن الإسلامي وغيرها، تبشر بخير إن شاء الله في المستقبل القريب.

 

إن التكامل الاقتصادي للعالم الإسلامي له إيجابياته، إذ يهيئ للعالم الإسلامي سوقاً متسعة، بل إن العالم الإسلامي يصبح أكبر سوق على مستوى العالم، ومن المعلوم أن الصناعات تحتاج إلى سوق واسعة حتى يكون إنتاجها اقتصادياً.

 

فالتكامل الاقتصادي للعالم الإسلامي ينبغي أن يستهدف الدعوة إلى الوحدة الإسلامية وتدعيمها كهدف ديني، وكذا المساهمة في التقدم الاقتصادي للعامل الإسلامي والقضاء على تبعية العالم الإسلامي، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي للمسلمين كهدف اقتصادي.

 

إن التكامل الاقتصادي للعالم الإسلامي يستمد مشروعيته من دعوة الإسلام للمسلمين للتعاون والوحدة والأخوة حتى في مجالات النشاط الاقتصادي، وجوانب الحياة الاقتصادية. ومن المتفق عليه بين الفقهاء، هو حرية التجارة بين الأقاليم الإسلامية كما أشارت إلى ذلك آثار كثيرة، منها "لا يدخل الجنة صاحب مكس" مما يعني منع فرض رسوم جمركية على تجارة المسلمين حيث لا مبرر لذلك، إذ أنّ مال المسلم سوف يخضع لالتزام مالي رئيس وهو الزكاة، وفرض المكس  أو الرسوم الجمركية يعني تكرار الالتزام المالي على مال المسلم.

 

وختاماً، فمن الأمور اللازمة لإقامة تعاون اقتصادي، أو تكامل اقتصادي للعالم الإسلامي:

1) تزامن التنسيق السياسي مع التكامل الاقتصادي.

2) زيادة حجم التعامل التجاري بين البلاد الإسلامية.

3) إزالة العوائق أمام انتقال عناصر الإنتاج.

4) تخفيف القيود التجارية وإلغاء القيود الجمركية.

5) توحيد السياسات الاقتصادية وكذا القرار السياسي المشترك.

6) إنشاء سلطة عليا للمتابعة والتقويم.

 

ومن أجل زيادة حجم التبادل التجاري وتنمية هذا التبادل ينبغي إيجاد مجلس اقتصادي أعلى، وتوحيد السياسات الاقتصادية، وتيسير انتقال رؤوس الأموال والأيدي العاملة.

 

إنَّ قيام السوق الإسلامية المشتركة أمل يراود كل مسلم، فضلاً عن رجال الأعمال المسلمين، وواقع العالم المعاصر يفرض ضرورة قيام هذه السوق، فالعالم في الغرب يسعى جادًّا في إقامة صور وصيغ تعاونية وأسواق موحدة، واتفاقيات تكاملية ومشروعات مشتركة، فهناك السوق الأوربية المشتركة، واتفاقيات الجات، وجولات الأورجواي، ومنظمة التجارة العالمية (WTO) وغيرها كثير. في حين أن مجالس التعاون، واتفاقيات التعاون، والمشروعات المشتركة بين البلاد الإسلامية قليلة جدًّا.

 

بَيْدَ أنَّ تحَسُّنَ الأحوال المعيشة، وازدهار الأنشطة الاقتصادية، والتقدم الاقتصادي، والاستقلال السياسي، والازدهار الاجتماعي وتحسن العلاقات بين دول العالم الإسلامي يقوّي فرص نجاح قيام السوق الإسلامية المشتركة.

 

ومن الدوافع لإقامة سوق إسلامية مشتركة: مبررات التعاون المشترك، ونمو العلاقات المختلفة بين الدول، وخطورة الانعزالية عن العالم، والقوة الاقتصادية، والاستقلال الاقتصادي، وتنمية إستراتيجيات الاعتماد الذاتي والاكتفاء الذاتي والصناعة الوطنية والتعاون المشترك والتكامل الموحد.

 

ويتمثل دور رجال الأعمال المسلمين في تقوية أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإسلامية فيما يلي:

أ‌- فتح قنوات استثمارية مشتركة.

ب‌- دعم خطط منظمة المؤتمر الإسلامي.

ت‌- تحقيق أهداف البنك الإسلامي للتنمية.

ث‌- المشاركة في تمويل صندوق التضامن الإسلامي.

ج‌- إقامة المشروعات التنموية المشتركة.

ح‌- الدعوة إلى جمعية، أو مؤسسة، أو هيئة مشتركة تجمع رجال الأعمال المسلمين.

خ‌- المساهمة في برامج الخصخصة الاقتصادية.

د‌- تحقيق مبدأ العولمة وفق أسس صحيحة وسلمية.

 

ومع أهمية مثل هذه الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها رجال الأعمال المسلمين، لكن تحول دون تنمية هذا التعاون مجموعة من العقبات والصعوبات مثل:

1) عقبات خارجية وسياسية: سياسة كل دولة داخلياً وخارجياً.

2) عقبات إدارية ومؤسسية: لوائح دستور كل دولة.

3) عقبات قانونية وتنظيمية: التنظيمات القانونية لصيغ التعاون.

4) صعوبات جغرافية: ونقل ومواصلات.

 

ويمكن للغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة وتبادل السلع ربط رجال الأعمال المسلمين بعضهم ببعض، من خلال الغرف التجارية الصناعية المشتركة، في كل دولة إسلامية، إضافة إلى مجلس الغرف التجارية الصناعية، وكذا وزارات التجارة والصناعة في الدول الأعضاء.

 

وعليه، فإن الغرفة الإسلامية تستطيع القيام بربط رجال الأعمال بعضهم ببعض من خلال:

أ‌- آليات تنسيق محددة.

ب‌- قنوات تعاون موحدة.

ت‌- لقاءات علمية مشتركة.

ث‌- مؤتمرات اقتصادية.

ج‌- ندوات استثمارية.

ح‌- إصدار دليل موحد لرجال الأعمال في البلاد الإسلامية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- إلى الأخ الكريم الشيخ محمد فرج
الألوكة - السعودية 11-06-2011 02:50 PM

الشيخ محمد فرج حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله

حياكم الله، وقد تم وضع بريد سعادتكم ضمن القائمة البريديّة الخاصّة بالألوكة.

مع الشكر الجزيل

1- شكر
المستشار الشيخ محمد فرج - السعودية 10-06-2011 03:21 PM

نشكر لكم المقال آملين تزويدنا على الإيميل بكل جديد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة