• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة التاسعة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 10966

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ومع ما عُرف عن عمرَ من الشدة التي قد تقارب القسوة، ويرهبه الناس عليها، فقد كان وقَّافًا عند كتاب الله، لينًا وقت اللين، شديدًا في موضع الشدة، فكأنما عناه أبو الطيب بقوله:

وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلاَ
مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى

 

وكأنما أشار إليه النابغة الجعدي حين قال:

وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ
بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا

 

وقد روى أهل التاريخ والسير من ذلك الشيء الكثير، وفي القصة التالية ما يبين هذا أتم بيان.

روى ابن عباس قال: قدم عُيينة بن حصن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يُدنيهم عمر، وكان القرَّاء أصحابَ مجالس عمر ومشاورته، كهولاً كانوا أو شبابًا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فدخل عليه، قال: يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل!

 

فغضب عمر حتى همَّ أن يوقع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله - تعالى - قال لنبيِّه- صلى الله عليه وسلم -: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمرُ حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله - عز وجل.

 

هذه القصة تمثل سماحةَ عمر، ورِفقه وتأنِّيه عن مجازاة من أساء إليه، ويوضح هذا أكثرَ قولُ عمر نفسه:

بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتي، وقالوا: قد كان عمر يشتد علينا ورسولُ الله- صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والينا دونه، فكيف وقد صارت الأمور إليه؟ ومن قال ذلك فقد صدق، فقد كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فكنت عبدَه وخادمه، وكان من لا يبلغ أحد صفته من اللين والرحمة، وكان كما قال الله: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]، فكنت بين يديه سيفًا مسلولاً حتى يغمدني أو يدَعني فأمضي، فلم أزل مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - على ذلك حتى توفاه الله وهو عني راضٍ، والحمد لله على ذلك كثيرًا، وأنا به أسعد.

 

ثم ولي أمرَ المسلمين أبو بكر، فكان من لا ينكرون دَعَته وكرمه ولينه، فكنت خادمه وعونه، أخلط شدتي بلينه، فأكون سيفًا مسلولاً، حتى يغمدني أو يدعني فأمضي، فلم أزل معه كذلك حتى قبضه الله - عز وجل - وهو عني راضٍ، والحمد لله على ذلك كثيرًا، وأنا به أسعد.

 

ثم إني قد وليت أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أضعفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين والقصد، فأنا ألين لهم من بعض لبعض.

 

إن عمر العادل يريد خير هذه الأمة وعزتها، وإقامة الحق والرفق بالناس، فهو يقول عن الولاة:

إني لم أبعث إليكم الولاة ليضربوا أبشاركم، ويأخذوا أموالكم؛ ولكن ليعلموكم، ويخدموكم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة