• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة السابعة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 10979

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث الليلة عن الفاروق عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أمير المؤمنين.

كان إسلام عمر نقطةَ تحوُّلٍ في تاريخ الإسلام، فبعد أن كان كثيرٌ ممن أسلم يكتم إيمانه، وكان الرسول- صلى الله عليه وسلم - ومن أسلم يجتمعون في دار الأرقم يتعبَّدون، ويتدارسون القرآن مختفين، وبعد أن أسلم عمر انتقلت الدعوة إلى الله وشرعه إلى طور آخر، هو الجهر والصراحة، وعدم الاكتراث بالمشركين.

 

كان قد أسلم قبل عمر نحو الخمسين شخصًا من رجل وامرأة، ومن هؤلاء الذين أسلموا قبله حمزةُ بن عبدالمطلب، الفارس المغوار[1]، والبطل الشجاع، وبه قَوِيَ جانبُ المسلمين، ثم أسلم عمر فكان قوة يُخشى بأسُها، ويحسب لها المشركون ألف حساب؛ ولذا فلا بدع أن استبشر به المسلمون، وغيظ به الكفار، يعبِّر عن ذلك ابن مسعود في قوله: ما زلنا أعزةً منذ أسلم عمر، كان إسلامه فتحًا، وهجرته نصرًا، وإمامته رحمة، ولقد رأيتُنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلَّينا.

 

لقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم - يدْعو ربَّه أن ينصر الدين بأحد الرجلين: عمر بن الخطاب، أو أبي جهل بن هشام؛ وذلك لما لهما من المكانة والأثر في قومهما، وقد أراد الله أن يكون عمر بن الخطاب هو المحظوظَ دون خاله أبي جهل.

 

وإذا كان عمر من أشد الناس على الرسول- صلى الله عليه وسلم - والمسلمين قبل إسلامه، فقد صار سيفًا من سيوف الله، وركنًا عتيدًا للمسلمين منذ إسلامه.

 

ولإسلام عمر قصة يحسن ذكرُها، رواها أنس بن مالك وغيره من طرق متعددة:

خرج عمر متقلدًا سيفه، فلقيه رجل من بني زهرة، فقال: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدًا، قال: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلتَ محمدًا؟ فقال: ما أراك إلا قد صبأت، قال: أفلا أدلك على العجب؟ إن خَتَنك (زوج أخته) وأختك قد صبأا وتركا دينك، فمشي عمر فأتاهما - وعندهما خبَّاب - فلما سمع بحس عمرَ، توارى في البيت، فدخل فقال: ما هذه الهينمة[2]؟ وكانوا يقرؤون (طه)، قالا: ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا، قال: فلعلكما قد صبأتما؟ فقال له ختنه: يا عمر، إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عليه عمرُ فوطئه وطأ شديدًا.

 

فجاءتْ أختُه لتدفعه عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدَمِيَ وجهها، فقالت - وهي غضبى -: وإن كان الحق في غير دينك؟ إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله.

 

فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه - وكان عمر يقرأ الكتاب - فقالت أخته: إنك رجس، وإنه لا يمسه إلا المطهَّرون، فقُم فاغتسل أو توضأ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب، فقرأ (طه) حتى انتهى إلى: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14].

 

فقال عمر: دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج وقال: أبشِر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لك ليلة الخميس: ((اللهم أعزَّ الإسلامَ بعمر بن الخطاب، أو بعمرو بن هشام)).

 

وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في أصل الدار التي في أصل الصفا، فانطلق عمر حتى أتى الدار، وعلى بابها حمزة وطلحة وناس، فقال حمزة: هذا عمر إن يرد الله به خيرًا يُسلم، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا، قال: والنبي- صلى الله عليه وسلم - داخل يوحى إليه، فخرج حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال:

((ما أنت بمنتهٍ يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة)).

 

فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله.

 

وفي رواية ابن عباس عن عمر: قلت: يا رسول الله، ألسنا على الحق؟ قال: بلى، قلت: ففيمَ الإخفاء؟

فخرجنا صَفَّينِ: أنا في أحدهما وحمزة في الآخر، حتى دخلنا المسجد، فنظرتْ قريش إليَّ وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبْهم مثلها، فسماني رسول الله- صلى الله عليه وسلم - الفاروق يومئذٍ.

"لأنه أظهر الإسلام، وفرق بين الحق والباطل".

هكذا كانت بداية إسلام عمر، وقد لازم النبي- صلى الله عليه وسلم - بعد إسلامه، وشهد المشاهد كلها، وهو ممن ثبت يوم أُحد ويوم حُنين.



[1] المغوار: كثير الغارات.

[2] الهينمة: الصوت الخفي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة