• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الخامسة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 11351

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان أبو بكر مجاهدًا لا يبالي أين وُضع من الصفوف، وكل همه نصرُ دين الله والجهاد في سبيله، فبينما هو يومَ بدرٍ وأُحد وحنين وغيرها إلى جانب الرسول- صلى الله عليه وسلم - لا يتقدم عليه أحدٌ غير رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إذا هو أحد الجند في غزوة ذات السلاسل، ويستشير الرسول- صلى الله عليه وسلم - أصحابَه يوم بدر، فيتكلم أبو بكر ويحسن القول، ويحث على الجهاد، ويعلن الطاعة والصبر، ويخوض المعركة غير هيَّاب ولا وجِل، حتى تم النصر، ويصمد يوم حنين صمودًا رائعًا.

 

ولما انتهت معركة أحد، تساءل أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم عمر بن الخطاب؟ حتى المشركون كانوا يعرفون منزلة أبي بكر ورتبته، فقد كان المقرَّب المدني من الرسول- صلى الله عليه وسلم - والحبيب إلى نفسه، والصادق في جهاده.

 

لم يكن يروم مغنمًا أو سلطانًا؛ ولذا فهو في غزوة ذات السلاسل مرؤوس لأبي عبيدة بن الجراح، الذي بعثه الرسول- صلى الله عليه وسلم - مددًا لعمرو بن العاص، وصار أبو عبيدة مرؤوسًا لعمرو بن العاص، وكذا من كان مع أبي عبيدة، وفيهم أبو بكر وعمر، ويكون مرؤوسًا في بعث أسامة بن زيد، إلا أن وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وتوليه مقاليدَ الخلافة حال دون سفره.

 

خَطَبَ أبو بكر بعد توليه الخلافة فقال: والله ما كنتُ حريصًا على الإمارة يومًا ولا ليلة قط، ولا كنت راغبًا فيها، ولا سألتُها اللهَ في سرٍّ ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، لقد قُلدتُ أمرًا عظيمًا، ما لي به من طاقة ولا يد، إلا بتقوية الله.

 

إن أبا بكر الذي عُرف برقته، وخشوعه في العبادة والتلاوة، والعطف على المساكين، والبذل واللين، يتحوَّل إذا جدَّ الجدُّ إلى رجل حازم، لا تلين له قناة، ولا يفل حديدُه، ولا يَثنيه التردد.

 

لما مرض النبي- صلى الله عليه وسلم - مرَضَه الذي تُوفي فيه، قال: ((مُرُوا أبا بكر فليصلِّ بالناس))، قالت عائشة، فقلت: إنه رجل رقيق، وإنه متى يقم مقامك لا يُطِق ذلك؛ يغلبه البكاء! فقال: ((مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس))، فقالت عائشة مثل قولها الأول، فغضب، وقال: ((إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس)).

 

إن من يتأمل هذا النمط من سيرة أبي بكر، يدهشه أن يرى أبا بكر الحازم الجاد الذي استنار بنور الله، فمضى منفذًا لأمر الله في عزم وتصميم.

 

وفي صلح الحديبية قَبِل الرسول- صلى الله عليه وسلم - شروط المشركين، مع أنها كانت في بادئ الرأي وما يظهر منها، قاسيةً على المسلمين، فتصاعبها المسلمون، ويأتي عمر بن الخطاب إلى أبي بكر يبدي له ما يجول في خاطره، من أنه كيف يقبل المسلمون شروط الكفار، والمسلمون على الحق، وأعداؤهم على الباطل؟ وكيف يقبل المسلمون الدنيَّة في دينهم؟

 

فيرد عليه أبو بكر في صرامة وحزم: الزم غرزه؛ فإني أشهد أنه رسول الله، فقال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله.

 

ويمضي عمر إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم - ليقول له نفس ما قاله لأبي بكر، فيأتيه جواب الرسول- صلى الله عليه وسلم - مطابقًا لجواب أبي بكر، فيقول: ((أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيِّعني)).

 

ولما قُبض رسول الله وانتقل إلى الرفيق الأعلى، أصاب المسلمين من الحزن والأسى ما لا يمكن وصفُه، وكان لهذه الفاجعة وفداحة الخطب، ما يُذهِل العقولَ، ويُذهِب الألباب.

 

ولم يصدِّق كثير من الناس أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - مات حقًّا، ووقف عمر في المسجد يتهدَّد ويتوعد من يقول ذلك، ويقول: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد توفي، وإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ما مات؛ ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات، والله ليرجعنَّ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم - كما رجع موسى، فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجُلَهم زعموا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مات.

 

وفي هذه الأثناء أقبل أبو بكر فدخل المسجد - وقد بلغه خبرُ وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وعمر يكلِّم الناس، فلم يلتفت أبو بكر لشيء حتى دخل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة، ورسول الله مسجى في ناحية البيت، عليه برد حبرة، فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فقبَّله، ثم قال: بأبي أنت وأمي، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتَها، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدًا، ثم ردَّ البرد على وجه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ثم خرج - وعمر يكلم الناس - فقال: على رِسلك يا عمر، أنصت، فأبى إلا أن يتكلم، فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس، فلما سمع الناس كلامَه، أقبلوا عليه وتركوا عمر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

 

أيها الناس، إنه من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حيٌّ لا يموت، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144].

 

وكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلتْ حتى تلاها أبو بكر يومئذٍ، وأخذها الناس عن أبي بكر، ولم يكد عمر يسمع هذه الآيةَ حتى لم تقوَ رِجلاه على حمله، فسقط على الأرض، وعرَف أن موت الرسول- صلى الله عليه وسلم - حقيقةٌ واقعة، وليست من تخرُّصات أهل الريب، وبذلك اجتاز المسلمون أول عقبة صادفتْهم بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وحلَّ أبو بكر مشكلة كادتْ تبلبل الأفكار، ويضطرب فيها المسلمون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة