• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

تمجيد الكسب في الإسلام

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في "صحيفة اليمامة" العدد (220) في 29/10/1379هـ.

تاريخ الإضافة: 15/7/2010 ميلادي - 3/8/1431 هجري

الزيارات: 23883

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لقد رغب القرآن، وحثَّ الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - على العمل والكسب، وجاءت الآيات في ذلك واضحة، لا لبْس فيها ولا غموض، ترغِّب في العمل الشريف والمكاسب الطيبة، وجاء الحديث عن سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - مرغِّبة في العمل، داعية إليه بأنصع عبارة وأجلى بيان.

 

فقد جاء في القرآن الكريم: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجُمُعَة: 10]، ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [المُلك: 15]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172].

 

وجاء في الأحاديث: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير))، ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه))، ((لا يزال الرجل يسأل ويلحُّ في المسألة حتى يأتي يوم القيامة وليس على وجهه مُزْعة لحم))، ((لا رهبانية في الإسلام))، ((أفضل الكسب عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور))، على هذا النحو جاء الإسلام، مرغبًا في العمل حاضًّا عليه، وهكذا هم السلف الصالح صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا يتعلَّمون ويعملون، وكانوا يكسبون بتجارتهم وزراعتهم وتدربهم على الحرب والفروسية، ويصرفون الأموال في طرق الخير، ويكسبونها من الطرق المشروعة.

 

فهذا أبو هريرة يخبر عن الصحابة أنهم يشتغلون بالصفْق في الأسواق، وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، ويعاقب الاتِّكاليين والمتبطلين.

 

ولقد عزَّ المسلمون وسادوا يومَ كانوا يفهمون الإسلام على حقيقته، ولكن بعد أن جهلوا صاروا في المؤخِّرة، بل هانوا وضعُفوا إلى حد مخجِل، وانقلبت المفاهيم إلى أضدادها في كثير من الأمور، ومن جملة ذلك إهمال التكسُّب، وركون المسلمين إلى الكسل، والعيش على فتات الموائد، أو انتظار الصدقات والهبَات، أو مد اليد للتسوُّل، كما أن هناك جماعات كثيرة تحتقر بعض الأعمال، وترى فيها غضًّا من شأنهم، وامتهانًا لكرامتهم، مفضِّلين التبطُّل، وتضييع واجباتهم في الإنفاق على مَن يعولون.

 

ومن المؤسف أن نرى البلاد الأخرى التي لا تدين بالإسلام تحارب البطالة وتمقتها، ويندر أن يوجد فيها شحَّاذون نتيجة لذلك، وهم ليس في ديانتهم من التعاليم ما يرغب في العمل والكسب كما في الإسلام ولا قريب منه.

 

ويبقى المسلمون متأخِّرين، على عكس تعاليم دينهم، وفي حالة مزرية حتى أصبحوا أضحوكة وغُثاء.

 

وإن الذي يرى العدد الجمَّ من المتسوِّلين في المملكة، وفيهم الكثيرون من القادرين على العمل، بل من ذوي القوة والنشاط العظيمين، يعجب لبقاء هذه الوصمة، إن العرب يرون سُبَّة - أي سُبَّة - أن ينتظر الإنسان الصدقات، ويبقى عاطلاً مع اقتداره على الكسب، وقد هجا الحُطَيْئة رجلاً بأقسى هجاء فقال:

 

دَعِ المَكَارِمَ لاَ تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا
وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَاعِمُ الكَاسِي

وقد عوقب الحطيئة بعد المحاكمة على هذا الهجاء.

 

إن من المؤلم أن تبقى هذه الرواسب على مرأًى ومسمع من الجميع، لا تعالج المشكلة علاجًا حاسمًا، نريد أن نرى من العلماء قيامًا بواجبهم في ذلك، فيبينوا ما في العمل الشريف من مصالح، وما في التسوُّل من مصائب، ويذكروا النصوص من القرآن والحديث وأقوال العلماء، ونريد من السلطات المسؤولة أن تنفِّذ، وأن تعالج بما لها من السلطان، وقوَّة الحكم.

 

ونتمنى أن تزول وسمة التبطُّل من المجتمع نهائيًّا، إننا أحقُّ مَن يقضي على هذه المساوئ، ومن المحزن أن نجد مَن يشجع هذه الأشياء بفعله، بل إن هناك ما لا يكاد يصدقه المرء.

 

الذين يتجوَّلون في الأسواق ويقرعون الأبواب ليناولوا الناس الصدقات، لا فرق بين غني وفقير، هل هذا هو حكم الإسلام في الزكاة؟ وهل فكر الذين يعملون هذا العمل، ويشجِّعون عليه أنهم يغرسون بذلك ذلَّة في النفوس، وحقارة في المتناول، وتحطيمًا لكرامة أمَّة يجب أن تقوى فيها روح العزَّة والطموح، بدل الذلِّ والخمول، إن سبل الصدقات ومصارف الزكاة معلوم أمره في الإسلام، وهو في آية صريحة في القرآن.

 

فما بال هؤلاء يسيرون على ذلك الخط المنحرف؟ ولمصلحة مَن يا ترى؟ وبأي تعليم أخذوا؟ ليس في الإسلام اتِّكالية ولا مجال فيه للمتعطِّلين الكُسَالى، أو المتعطِّلين بالوراثة، في الإسلام عمل، ومساواة، وتقدير للكفاءات... إلخ.

 

وبعدُ:

فقد أعجبتني هذه السطور من كلمة للأستاذ عبدالله عبدالجبار، وهي منشورة بـ"مجلة قريش" في العدد (21) في 24 رمضان سنة 1379هـ: "ومَن لا يعمل شاذ بحكم الفطرة... وهؤلاء المتعطلون بالوراثة لا مكان لهم في مجتمع القرن العشرين، هم كالطفيليات على دماء البشرية، ويمتصُّون ما لا حق لهم في امتصاصه، فكيف إذا أراقوه فغدوا بين كؤوس الخمر وأفخاذ النساء وموائد القمار؟!"، ونقول: إنه لا مكان لهؤلاء في الإسلام قبل وبعد ذلك، ولا في مجتمع ينشد الرقي والمجد.

 

ولقد أحسن الرُّصافي في قوله يصف المتبطِّلين بالوراثة:

 

يَتَجَلَّى النَّعِيمُ فِيهِمْ فَتَبْكِي
أَعْيُنُ السَّعْيِ مِنْ نَعِيمِ البَطَالَهْ

 

إنه يجب رد هؤلاء وأمثالهم إلى حظيرة الصواب، أو إزالتهم من الطريق؛ لأنهم حجَر عثْرة في سبيل النهوض والتطوُّر، وهم قذًى في العيون، فهل من مجيب؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- العمل
هزار - تونس 20-10-2011 11:59 AM

نعم إنني أرى أن العمل ضروري وخاصة في هذا الوقت فهو يعطي للشخص قيمة بين أفراد مجتمعه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة