• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / إدارة واقتصاد


علامة باركود

البطالة

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 17/4/2010 ميلادي - 3/5/1431 هجري

الزيارات: 17791

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا شك أنً من أبرز المشكلات التي يواجهها النظام الاقتصادي المعاصر، وأخطرها أثرًا على الكيان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي - ظاهرة البطالة التي صاحبته منذ نشأته، والتي يعاني منها العالمُ الشرَّ الكبير؛ فقد ظل الهدف الأساس من الدراسات الاقتصادية بوجه عام هو رسم الخطوط العريضة؛ لرفع مستوى المعيشة، والقضاء على البطالة والتعطُّل.

لذا حظيت ظاهرة البطالة باهتمام على الصعيدين النظري الوصفي، والواقعي التطبيقي، فتعددت المذاهب والنظريات تجاهها، وتنوعت أشكالها وصورها، واختلفت أسبابها ومبرراتها، وعمَّت آثارها وأضرارها على الفرد والمجتمع، والدولة والعالم.

 فهناك بطالة إقليمية، وهي بطالة تنشأ في إقليم معيَّن بسبب ظروف الإقليم الاقتصادية أو الطبيعية. وبطالة انكماشية ترجع إلى أسباب أصلية تتمثل في انكماش حجم النشاط في بعض الصناعات، وقِلَّة الطلب على العمل فيها بالنسبة للمعروض منه، وبطالة تقنية ناتجة عن الاستغناء عن تشغيل عدد معين من العاملين؛ نتيجة إدخال آلات ومعدات، وأساليب عمل مستحدثة.

 وتمتد البطالة إلى ما يعرف بالبطالة الموسمية، والتي تحدث في بعض الصناعات؛ بسبب التغيرات الموسمية في النشاط الاقتصادي؛ نتيجة للظروف المناخية، أو التغيُّرات الدورية.

وأسوء أنواع البطالة ما اُصطلح على تسميته بالبطالة المقنّعة، وهي ناتجة من أداء الشخص لعمل دون مستوى مؤهلاته، أو أداء مجموعة لعملٍ يمكن أن يُؤدَّى بعدد أقل منهم.

ومما ينبغي ملاحظته أن البطالة تُقاس عن طريق نسبي أو معدلات معينة، كما أن البطالة قد تطول لعدة سنوات، وتُسمَّى في هذه الحالة البطالة طويلة الأجل، وقد تقصر مدتها، فيُطلق عليها البطالة قصيرة الأجل.

 وبلغة الأرقام فقد وصلت نسبة البطالة في فرنسا 8%، وفي هولندا 7%، وفي بريطانيا 12%، وفي أمريكا 9%، وما زالت الأزمة مستمرة، والعاطلون يتكاثرون.

إنَّ أبرز أسباب حدوث البطالة تتركز في:

1- عدم توافر فرص العمل.

2- نقص الكفاءات.

3- كساد الأسواق.

4- قلة المعرفة والخبرة والتدريب.

ثم إنَّ البطالة مشكلة اقتصادية واجتماعية وإنسانية ذات خطر، فإذا لم تجد العلاج الناجح، تفاقم خطرها على الفرد وعلى الأسرة وعلى المجتمع؛ يقول الراغب الأصفهاني - رحمه الله -: ((مَنْ تعطّل وتبطل، انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية وصار من جنس الموتى)).

لذا فإن من آثار البطالة على الفرد ما يلي:

اقتصاديًّا: تفقده الدخل.

صحيًّا: تُفقده الحركة.

نفسيًّا: يعيش في فراغ.

اجتماعيًّا: ينقم على غيره.

وآثارها على الأسرة تتمثل في: فقد رب الأسرة الشعور بالقدرة على تحمّل المسؤولية، والتوتر والقلق، أما آثارها على المجتمع، فتتمثل في:

اقتصاديًّا: تعطل طاقات قادرة على الإنتاج.

اجتماعيًّا: الشرور والجرائم نتيجة الفراغ والقلق.

لقد عالج الإسلام ظاهرة البطالة عن طريق تعاون الأفراد مع ولي الأمر؛ حيث يسعى ولي الأمر جهده في تدريب وتعليم العامل، وتوفير فرص العمل المناسبة، ومن نحوٍ آخر حثَّ ولي الأمر الناس على العمل ومنع التسوّل.

ولذا وضع الإسلام مجموعة من القواعد والتنظيمات لمعالجة ظاهرة البطالة، ومن أجل الحث على العمل والبعد عن المسألة، وفي هذا ردٌ على الذين يتهمون الشريعة الإسلامية بأنها تحبّذ جانب الفقر على الغنى.

وبإيجاز فقد عالج الإسلام ظاهرة البطالة من جانبين:

أحدهما: جانب وقائي؛ أي: قبل وقوع ظاهرة البطالة، وانتشار آثارها وأضرارها؛ بالحث على العمل وذمّ المسألة.

والثاني: جانب علاجي؛ أي: بعد وقوع بعض أفراد المجتمع في أتون البطالة، ومستنقع التعطّل، ومواجهة ذلك، بالحث على التخلُّص من البطالة؛ من خلال أوامر صريحة، وإجراءات ملزمة، تجعل من السهل التصدي لمعالجة ظاهرة البطالة، ومشكلة البطالة في المجتمع.

 ورد في مجمع الزوائد أن رجلين أتيا رسول الهدى - عليه الصلاة والسلام - فسألاه، فقال لهما: اذهبا إلى هذه الشعاب فاحتطبا فبيعاه، ثم جاءا، فأصابا طعامًا، ثم ذهبا فاحتطبا أيضًا، فجاءا، فلم يزالا حتى ابتاعا ثوبين، ثم ابتاعا حمارين، فقالا: ((قد بارك الله لنا في أمر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"، وفي الحديث دلالة على أهمية تشغيل العاطلين، وإرشادهم إلى العمل.

 وورد في الصحاح قول رسولنا - عليه الصلاة والسلام - في شأن الزكاة: ((لاحظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب))، وفي الحديث دلالة على أن الزكاة لا تعطى للقوي القادر على العمل.

ولذا نهى الشرع المطهر عن المسألة والكدية والتسول، وذم استجداء صدقات الناس وأعطياتهم، ودفع المسلمين إلى أن يصونوا أنفسهم عن ذلك، ويسموا عن المذلة، ويحفظوا كرامتهم؛ بالعمل وكسب الرزق.

ومن الوسائل المعينة في معالجة ظاهرة البطالة:

أ - استغلال الأموال المعطلة، والإفادة منها في المشروعات.

ب - تكريم العمل اليدوي وحضّ الناس عليه.

جـ - إعانة الراغبين في العمل، ولا يجدون إليه سبيلاً.

د - مسؤولية ولي الأمر والمجتمع في إعداد العاملين.

 وهكذا لا نستطيع أن نرى دولة من دول العالم قديمًا ولا حديثًا، اتخذت في معالجة البطالة أسلوبًا حكيمًا كما اتخذه الإسلام، ولا نجد نصوصًا في قوانينها كما نجد ذلك في شريعة الإسلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة