شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد

علامة باركود

لست يا سيدي من الصخر (قصيدة)

أ. محمود مفلح

تاريخ الإضافة: 20/5/2021 ميلادي - 8/10/1442 هجري

الزيارات: 8260

لست يا سيدي من الصخر!

هذا هو الرد

هذا هوَ الردُّ لا شعرٌ ولا خُطَبُ

وإنَّما ثورةٌ في الأرضِ تلتهِبُ

نمدُّ أجسادَنا للشمسِ نزرعُها

على الضفافِ فيجري الماءُ والعُشُبُ

ونأكلُ الرملَ من جوعٍ ومن عطَشٍ

ومن دماءِ الضحايا تمطرُ السُّحُبُ

لقد تألَّقَ في آفاقِنا حجَرٌ

حتَّى رأيْتُ إليهِ الغارَ ينتسِبُ

هذا هو الردُّ من بعدِ الجفافِ ففي

تلكَ الأكُفِّ الدَّوامي ينضَجُ العِنَبُ

شعبٌ يرتِّلُ في أحجارِهِ سورًا

ورحمةُ اللَّه فوقَ الجرحِ تنسكِبُ

شعبٌ يفجِّرُ تاريخًا وأوسمةً

ومن خيامِ المآسي تَبزُغُ الشُّهُبُ

من المساجدِ صاغَ الصِّيدُ لحنَهُمُ

ومن منابرِها الشمَّاءِ قد وثبُوا

طفلُ الحجارةِ بل طفلُ العقيدةِ في

مساقطِ النارِ لا تدري به العرَبُ

مشرَّعُ الصدرِ والإجرامُ منطلِقٌ

وخطوةُ الموتِ تدنو وهوَ يقترِبُ

ويعجَبونَ له كالسهمِ منطلِقًا

إلى الرصاصِ ولو سامُوه ما عَجِبُوا

أيعجَبونَ وإنَّ القدسَ منبتةٌ

وإنَّ مسجدَها أمٌّ لهُ وأبُ

والحسنيانِ على أهدابِهِ حلُمٌ

فأيَّ غايٍ سوى هذينِ ينتخِبُ!؟

هذا هو الردُّ لا لاءٌ، ولا نَعَمٌ

ولا لقاءٌ ولا هرْجٌ ولا كذِبُ

شكرًا بني قومِنا، شكرًا لمن خطبُوا

شكرًا لمن غضبُوا، شكرًا لمن شجبُوا

من أربعينَ وأنتم ترسلونَ لنا

كتائبَ الشِّعرِ مثلَ الموجِ تصطَخِبُ

من أربعينَ عروقُ الصبرِ قد يبِسَتْ

والصبرُ ذُلَّ إذا أهلوهُ لم يثِبُوا

ونحنُ من كُوَّةِ الأحزانِ نرقَبُكُم

والشمسُ تحتَ جناحِ الليلِ تحتجِبُ

وكم شكا إلى اللَّه أقصانا وكم دمعَتْ

عينٌ وكم غرِقَتْ في حزنِها هُدُبُ

وكم أضاءَتْ بليلِ الصمتِ زفرتُنا

ونحنُ نجأرُ بالشكوى ونحتسِبُ

حتَّى تفجَّرَ في أعماقِنا غضَبٌ

كالموجِ يهدِرُ، كالإعصارِ يضطرِبُ

هذا هو الردُّ بالإيمانِ نقتلُهُم

وبالحجارةِ يهوي الرأسُ والذنَبُ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك