• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بتقنية المعلومات

العبث بتقنية المعلومات
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 27/1/2021 ميلادي - 13/6/1442 هجري

الزيارات: 7700

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث بتقنية المعلومات

 

ممَّا يؤيِّد الانجراف نحو الألفيَّة الميلادية الثالثة، بدءًا بعام 2000م، نُظُم الحاسب الآلي وبرامجه التي كلَّفَت العالم - كما يقول صاحب كتاب حمَّى سنة 2000 - أكثرَ من ستمائة وخمسة وخمسين مليار (655،000،000،000) دولار، وأنَّ الولايات المتحدة نفسها قد خسرت مائتين وستة وسبعين مليار (276،000،000،000) دولار في سبيل تطويع البرامج للرقم الجديد، في التاريخ الميلادي المعتمد في الحاسوبات، وقد تكون هذه المبالغ مبالغًا فيها؛ إذ إنَّها مبالغُ ليست باليسيرة، ولكنَّها ذُكرت على أيِّ حال في الصحف والدوريات.

 

بدأ الناس هناك يُصابون بالهلع الذي قد يصل إلى حدِّ قتل النفس، التي حرَّم الله إلا بالحقِّ، ناهيك عن الأمراض النفسيَّة والمشكلات الاجتماعية؛ ذلك أنَّ حلول الألفية الثالثة يحمل اعتقادًا لدى المتديِّنين - من اليهود والنصارى على حدٍّ سواء - بأنَّها نهاية العالم[1]، ونزول المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام الذي يعتقد النَّصارى بعودته، وكذلك اليهود، والمسلمون أيضًا، ولكن لكل اعتقاد من الثلاثة وجهته[2].

 

أمَّا نحن المسلمين فإنَّنا نعتقد أنَّ عيسى ابن مريم عليهما السلام سينزِل، ويملأ الأرض عدلًا، بعد أنْ تمتلئَ جورًا[3]، ولكننا لا نملك تحديدَ ذلك بالسَّنَة، أو العقد من السنين، أو القرن؛ فإن ذلك يظلُّ في علم الغيب[4]، مع أنَّ لدينا علامات تُفضي إلى ذلك، هي داخلة في علامات السَّاعة الكبرى، وقبلها علاماتها الصغرى[5]، وفي الوقت ذاته تستمرُّ عمارة الأرض، والاستخلاف عليها، وتستمرُّ الجهود في بيان الحقِّ، والدعوة إلى اتِّباعه[6].

 

هذا من ناحية دينيَّة، أمَّا من الناحية الحاسوبية: فكان هناك هلعٌ على مستوًى عالٍ في العالم، خوفًا من عدم قدرة الآليَّة التي يسيِّرها الحاسوب على التأقلُم مع الرقم الجديد، وهذا موضوع مطروق عالميًّا، لا مجال للتوسُّع فيه.

 

لم تسلم من هذا الهلع تحرُّكات الناس، ليلة الواحد من يناير لسنة 2000م، بما في ذلك السفر جوًّا؛ إذ كان هناك تخوُّف من تعطُّل المركبات لحظة الانتقال من سنَة إلى أخرى، أو - كما زعموا - من قرنٍ إلى آخر، وكانت هناك نصائح تُسدى للمسافرين بتجنُّب أنْ يكونوا على سفرٍ تلك اللحظات!

 

تأتي هذه الخواطر امتدادًا لهمٍّ يقضي باحتمالية نهاية العالم عند الانتهاء من الألفية الميلادية الثانية[7]، إلَّا أنَّنا لا ندَع هذا مجالًا للاجتهادات الشخصيَّة، غير المبنية على العلم الشرعي، المشتقِّ من نصوص الكتاب والسنَّة، ونهجر الإسرائيليات من الأخبار، التي وقع فيها بعض من المفسِّرين، وتبعهم فيها بعضُ المؤرِّخين، رصدًا لها في كتب التفسير والتاريخ، لا إيمانًا بها.

 

عليه؛ فإنَّه مما يستحقُّ الإعجاب قول أحَد المعنيين: إنَّ الخروج من قَرن والدخول في قرن آخر إنما هو تمامًا، مثل، الخروج من يوم والدخول في يومٍ آخر جديد، إلَّا أنَّ الخروج من قرن إلى آخر إنَّما يتحقَّق في ذلك اليوم الأخير من السنة الميلادية 2000م، المكمِّلة للألفية الثانية، إلى اليوم الجديد 2001م، وهي انطلاقة الألفيَّة الثالثة، بمعنى أنَّنا لا نرى أنَّ هناك تغيُّرًا في نواميس الكون، سيطرأ في تلك الساعات.

 

لن يتحوَّل العالم من حال سابقة إلى حالٍ لاحِقة مختلفة، تمامًا وجذريًّا، عن الحال التي كانوا عليها قبل يوم واحد، وإنما هو الإعلام، وبعض الطروحات الفكريَّة التي انقادت إلى الخلفية الدينية لهذا التحوُّل، تلك الخلفية الدينية المبنيَّة على معلومات غير موثَّقة في الديانتين اليهودية والنصرانية/ المسيحية، بفعل التحريف الذي طرأ عليهما، من قبل أنْ ينزَّل القرآن الكريم على نبيِّنا محمَّد بن عبدالله، (ولا يزال يطرأ عليهما إلى يومنا هذا، على اختلاف في مدى التحريف، فلِمَ ننساقُ إلى هذا كله، ما دام أنَّ الأمر قد مرَّ كما تمرُّ الأيام والليالي؟ وما عدا ذلك فهو من باب التصنُّع، ليس إلَّا.

 

من الصَّعب الإقناع بهذه الفكرة غير المسلمين، وربَّما اقتنَع غيرهم معهم، ممَّن لا يدينون باليهودية والنصرانيَّة/ المسيحية، فلا يكون للانتقال عندهم خلفيةٌ ثقافيةٌ، إلا أنَّ هؤلاء أقربُ إلى الاقتناع؛ لقربهم من الخرافة.

 

المرجو في هذا الموقف أن تكون نظرَتنا لهذا الزَّخم كلِّه منطلقةً من عقيدة صافية، تدرك تداول الأيام بين الناس، وأنَّ الوقت يمضي، بسنينه وعقودِه وقرونه، كما مضى من قبل مولد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام ومِن بعد مولده عليه السلام، وأن سُنَّة الله تعالى في الكون ماضيةٌ في أنْ يكون لهذه الحياة نهاية، تكون بعدها حياة أخرى، لها طابع آخر مختلف، تمامًا، عما نحن عليه الآن؛ إذ إنَّها ستكون حياةً نجني بها ما عملناه في هذه الدنيا، إنْ خيرًا فخيرًا، وإنْ شرًّا فشرًّا، ورحمة الله واسعة، وفضله عظيم.

 

فيما عدا هذا الهلع المبني على التغيير الرَّقمي للحاسوبات، الذي ينبغي علينا أخذ حسابه، فإنَّنا مؤمنون بأنَّ الانتقال يمرُّ - بإذن الله تعالى - بسلام، لا اختلافَ ولا تغيير، إلَّا فيما يجنيه المرء في يومه السَّابق، وما ينوي أنْ يعمله في يومه اللاحق، وهكذا كان: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140].



[1] انظر في نهاية التاريخ: فرانسيس فوكوياما: نهاية الإنسان: عواقب الثورة البيوتكنولوجية، ترجمة: أحمد مستجير - القاهرة: سطور، 2002م - 304 ص، وفرانسيس فوكوياما: نهاية التاريخ، ترجمة: حسين الشيخ - بيروت: دار العلوم العربية، 1413هـ/ 1992م - 280 ص، وجان - ماري جيهينو: نهاية الديموقراطية، ترجمة: حليم طوسون - القاهرة: مكتبة الشروق، 1995م - 120 ص.

[2] صبري أحمد موسى: نبوءات نهاية العالم بين الأديان السماوية والواقع العلمي المعاصر: دراسة دينية مقارنة في اليهودية والمسيحية والعقيدة الإسلامية - القاهرة: دار البشير، 1998م - 240 ص.

[3] انظر: علي سكيف: نهاية التاريخ في الفكر الإسلامي الحديث - دمشق: الأوائل، 2004م - 277 ص.

[4] انظر: مصطفى مراد: نهاية العالم - القاهرة: دار الفجر للتراث، 1424هـ/ 2003م - 312 ص.

[5] انظر: منصور عبدالحكيم: نهاية العالم وأشراط الساعة - دمشق: دار الكتاب العربي، 2004م - 262 ص.

[6] انظر: مراد هوفمان: الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود - القاهرة: مكتبة الشروق، 1421هـ/ 2001م - 276 ص.

[7] انظر في تقويم القرن الميلادي الماضي، والتطلُّع لقرن جديد: القرن العشرون بين اليأس والأمل - ص (127 - 167).

في: شريف الشوباشي: نهاية التفكير - القاهرة: الهيئة المصرية العامَّة للكتاب، 2001م - 184 ص - سلسلة مكتبة الأسرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة