• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / مقالات


علامة باركود

العاقل من يسلك سبيل الاقتصاد

العاقل من يسلك سبيل الاقتصاد
د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 4/3/2019 ميلادي - 26/6/1440 هجري

الزيارات: 10427

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العاقل من يسلك سبيل الاقتصاد


الاقتصادُ هو فضيلةٌ بين نقيصتَينِ، وهو الحدُّ بين الإسراف وبين التقتير أو البُخْل أو الشُّحِّ؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29].

 

الفضيلة أمرٌ محبوبٌ يريده كلُّ إنسان؛ ولكنَّ كثيرًا من الناس ضلَّ الطريق الموصل إليها، فهم يلتمسونها على غير هُدًى، فمنهم مَنْ يظنُّ أنها في المبالغة في الأمر، ومنهم مَنْ يظنُّ أنها في التهاوُن فيه، فهم على طرفي نقيض و"كلا طرفي قصد الأمور ذميم"، وقليلٌ مَنْ يسلك قصد السبيل، ويلتمسها في أوسط الأمور، وقد قيل: "حُبُّ التناهي غلطٌ، خيرُ الأمور الوَسَط"، والوسط هو الاقتصاد؛ لأنه يحمل المرء على ألَّا يُضيِّق على نفسه، ولا على عياله، ولا على أُمَّتِه التي يكسب من خَيْرِها، ويجني من ثمرات أعمالها، ويُحْسِن إليه أن لا ينفق أمواله فيما لا فائدة حقيقية فيه، تعود إليه وعلى أُمَّتِه.

 

يقول الشيخ الأديب مصطفى الغلاييني في كتابه (أريج الزهر): العاقل مَنْ يسلك سبيل الاقتصاد، وينظر إلى أمواله نَظَرَ المستغني عنها المحتاج إليها، فإن فعل ذلك كان سعيدًا في ماله، وعاش عيش الأغنياء.

 

إن الاقتصاد هو تدبيرٌ من شخص يقصد به زيادة ثروته، ليتمكَّن من أن يعيش عيشةً راضيةً، وليدفع بذلك عن نفسه، وعن أسرته غائلة الفقر والحاجة، في الحال والاستقبال، بشرط أن ينفق أقلَّ مما يكسب، ثم يعمد إلى الباقي، فيجعله بحيث يأمن عليه، ولا فرق بين أن يكون الشيء الذي اكتسبه قليلًا أو كثيرًا، فإن القليل يكثُر متى ضُمَّ إليه قليلٌ مثلُه، حتى يتألَّف منه مع الثبات على اقتصاده ثروة عظيمة يستعين بها المقتصد على نوائب وحادثات الزمان.

 

فإن المرء لا يدري ما يأتيه به المستقبل؛ لأنه يجهل الغيب، فالزمان أبو العجائب، وصروف الأيام أمُّها، وحالة المرء بينهما، يدفعها الأول فتتلقَّاها الثانية، فتبقى حاملًا بها إلى أن تتمخَّض، ثم هو لا يعرف ماذا تلد له، فإن كان المرء عاقلًا، فإنه يتقي صروف الدهر بما يحتفظ به من المال ليدفع عنه عواديها.

 

إن كثيرًا من الناس استغنوا بعد الفقر حتى صاروا من كبار الأغنياء، وما سبب غناهم إلا الاقتصاد في المعيشة، فقد كانوا يقتصدون جزءًا قليلًا مما يكسبون، وبعد مدة توفَّر لديهم مالٌ كافٍ، فتاجروا به وربحوا، وصاروا من أعاظم الأغنياء، ومن هؤلاء جمهور عظيم من المثرين في أمريكا وأوروبا، وفي بلادنا منهم أيضًا قسم ليس بالقليل.

 

غير أن كثيرًا من الشبَّان عندنا لا يلتفتون إلى هذا الأمر المهم! فهم ينفقون كل ما يكسبونه، ولا يدَّخِرون للأيام القابلة شيئًا، ومن الغريب الذي يبكي العاقل أنهم ينفقون تلك الأموال على ما يجلب لهم الأمراض وسوء السمعة في الحياة الدنيا، ويُسبِّب لهم المقت في الدار الآخرة.

 

وجدير بالذكر القول إن للاقتصاد ونماء الثروة طرقًا كثيرةً، أهمها ألَّا ينفق على شيء إلا بِقَدْر ما ينتفع منه، وألَّا يقتني من المأكل والملبس إلا ما يلزمه، وأن يعيش عيشة أمثاله، وحسب المكان الذي هو فيه، وأن ينفق أقل مما يكسب، وأن يبتعد عن الاستدانة بقدر الإمكان، فإن كان لا بدَّ من ذلك، فعليه أن يبذل الجهد؛ لإيفاء الدين في موعده.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- جزاك الله خيرا
محمد الشيخلي - العراق 05-03-2019 07:21 PM

نفع الله بكم حقا لطائف اقتصادية حري بالمسلمين أن يعُوها حق الوعي والاهتمام، فالاقتصاد يعكس قوة الفرد والمجتمع 

1- كلام حكيم
أحمد إبراهيم - المملكة العربية السعودية 04-03-2019 05:52 PM

سلمت يراعك على هذه الددر المسطرة ونفع الله بعلمكم
وصدق الله تعالى إذ يقول: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة