• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

توجيه التراث

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 18/2/2018 ميلادي - 2/6/1439 هجري

الزيارات: 7781

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

توجيه التراث...


نحن لا نخجل كثيرًا من تراثنا القريب، ونحن القريب، ونحن نفخر كثيرًا بتراثنا البعيد،والحديث هنا يتركز على التراث القريب الذي يمثل الممارسات الاجتماعية والمهنية والحرفية في مجتمع الجزيرة العربية قبل توحيدها تحت اسم المملكة العربية السعودية بقليل من الزمن، وبعد توحيدها، أو توحيد القسم الأكبر منها على الأصح.

 

هذا التراث القريب موضع إعجاب لأنه النافذة التي نطل منها على الواقع الذي كان أجدادنا عليه ثم أصبحنا نحن وأبناؤنا ونحن امتداد له في واقع آخر فيه اختلاف شديد بين جيلين لم يفصل بينهما إلا النعم التي تفجرت أنهارًا علينا، وكانت حبيسة القاع في زمن مضى، والحمد لله على النعم الظاهرة والباطنة.

 

وفي وقفة سابقة مع التراث ذكرت الوجه الآخر للتراث، وأكدت على أننا لا نفخر بكل التراث القريب، ولكننا نفخر بالكثير منه،ومن سمات المرحلة الماضية شيوع الجهل بين الناس، وكان لهذا الجهل آثاره على حياة عرب الجزيرة من النواحي السياسية والاجتماعية والعلمية دون شك، وبسبب من هذا الجهل كانت هناك ممارسات جاهلة غير متوصلة ولم تخضع كثيرًا للتوجيه السليم،تتعلق بالنظرة العامة للحياة،ومع أن هذا الجهل لم يكن جهلًا "مطبقًا" إلا أنه كان طاغيًا على كثير من المجتمعات الصغيرة في المجتمع الكبير.

 

حتى العلاقة مع الله تعالى كان ينتابها الجهل ثم يوجهها توجيهًا غير سليم، وكان لظهور الإمام المجدِّد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - الأثر القوي في إعادة توجيه العلاقة مع الله تعالى،وقد تكونت من خلال هذه العلاقة الخاطفة مجموعة من الموروثات تدخل هي أيضًا في الجانب الذي لا نفخر به، ولكننا نعترف أنه كان موجودًا في زمن قريب مضى؛فقد كان للشعوذة سوقًا وكان للخرافة أتباعًا وكان للاحتيال باسم الدين شياطين من الإنس والجن، وهذا كله من نتائج الجهل "غير المطبق" الذي خيَّم على البلاد لفترة غير قصيرة.

 

وأصر على أن الجهل لم يكن "مطبقًا"؛ لأن البلاد لم تكن تخلو من العلماء، ولكنهم كانوا في الجملة قليلين غريبين، علمهم محدود؛ لأن الكتاب لديهم كان محدودًا، والعلماء من مشايخهم كانوا محدودين. وهذا، إلا أن البلاد قد نعمت بمجموعة منهم حفظت جهودهم من خلال الدراسات والتراجم التي كتبت فيهم.

 

ويأتي التقليد السنوي في مهرجان الجنادرية بشقه التراثي ليؤكد على الجانب المضيء من التراث مهما كانت بدائيته في الآلة والأداء والممارسة،ويبدو أنه يتعمد إهمال تلك الجوانب التي لم تكن موضع افتخار.

 

والموضوعية العلمية التي ننطلق منها توحي بالرغبة في إظهار الجوانب السيئة في التراث، ليس على أنها موضع فخر، ولكن على أنها ممارسات كانت موجودة فقضى عليها العلم الشرعي أولًا، ثم التوعية المستمرة من خلال انتشار التعليم والإعلام والتربية الموجهة.

 

ومن هنا يأتي مفهوم التوجيه للتراث بحيث يغطي ما كان موجودًا، ويبرز الحسنات فيه، ويتعرض للسيئات على أنها كانت موجودة، ولكنها لم تعد مرغوبًا فيها في ضوء هذا التحول الطيب في النظرة إلى الدنيا والآخرة.

 

ولا يتوقع أن يكون هناك عرض حي للجوانب السيئة؛ إذ إن منها مناظر لا تليق ولا تسر، ولكن يأتي الجانب الثقافي من المهرجان ليتعرض للجوانب السيئة، وصور السوء فيها، والمعيار الذي تقاس عليه حتى تُعد سيئة،وأظن أن الجانب الثقافي من المهرجان يحتمل مثل هذه الموضوعات، وبخاصة أنه ربما يتعرض أحيانًا لموضوعات ليست لصيقة بالتراث أو بروح المهرجان، وكأن هناك عزلة بين موضوعات التراث وبين الموضوعات الثقافية التي تصاحب المهرجان على أنها جزء من المهرجان وليست على هامش المهرجان.

 

إنني أدرك أن هناك من يتحمس للتراث بحكم المهنة أو إثبات الوجود أو الدفاع عن الذات، ولكن الحماس للتراث ينبغي دائمًا أن يكون من المنطلق التوجيهي الذي ينظر إلى التراث على أنه ذو وجهين، فلا يقبل بحذافيره لمجرد أنه تراث وأنه مادة تثري الحديث على التراث بأي شكل من أشكال الحديث من التراث، ولا يرفض بحذافيره بحجة أنها مرحلة تخطيناها، وهي لا تمثل مرحلة نفخر بها في حياتنا رغم ما فيها من حسنات، فخير الأمور الوسط، وكان الله في عون الجميع!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة