• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / قصائد


علامة باركود

أبي (قصيدة)

أبي (قصيدة)
د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 17/7/2017 ميلادي - 22/10/1438 هجري

الزيارات: 22731

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبي [1]

 

تمضي السِّنونَ على رحيلِكَ يا أبي
وجلالُ صوتِكَ لم يزلْ في مَسمعي
تمضي، وجلَّلني المَشيبُ بنورِهِ
وبهاءُ وجهِكَ لم يزلْ يحيا معي
وأنا وأنت كأننا لم نفترقْ
وكأنَّ أسبابَ اللِّقا لم تُقْطَعِ
فحديثك الشاجي يعيشُ بخاطري
وكمثلِ نقشٍ في الفؤاد مُوقَّعِ
فلكم سألتُك أن تُنيرَ بصيرتي
وتَشُدَّ أزري في الطريقِ المُزْمَعِ
ولكم لجأتُ إليكَ من طولِ العَنا
ولكم مسحتَ من المواجِعِ أدمُعي
ولكم بثثْتُكَ ما أُلاقي من جَفاً
وشكوتُ بين يديْكَ طولَ توجُّعي
♦ ♦ ♦ ♦
كنتُ الفتى، ما كنتُ أعلمُ أنني
ودَّعْتُ - إذ قد غِبتَ - خيرَ موَدَّعِ؟
كم مرَّ عقدٌ مذ ْرحلتَ ولم أزلْ
رغمَ العقودِ على الرحيلِ بِمُوْجَعِ
ما كنتُ أحسَبُ مُذ فقدتُكَ أنني
أصبحتُ وحدي في الطريقٍ المُفْزِعِ
وبأنَّ قامَتَكَ المديدَةَ لم تَعُدْ
شمساً تُنيرُ ظلامَ دربي المُفْظِعِ
ما عاد نجمٌ في السماءِ يضيءُ لي
مادام نجمُكَ يا أبي لم يَسْطَعِ
كم قدْ طَلَبْتُ وقد أُطِعْتُ ولم يعُدْ
ميسورُ أمري مذ رَحَلتَ بِطَيِّع
هذا حديثك لم تزلْ أصداؤُه
في كلِّ ما أرتادُهُ من موضِعِ
♦ ♦ ♦ ♦
أنتَ الذي علَّمتني معنى السموِّ
كما النجومِ إلى المقامِ الأرفَعِ
علمتَني أنَّ الكريم جبينُهُ
يوماً لغيرِ إلهِهِ لم يركَعِ
علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يُضَمْ
لم يحنِ هاماً للعبادِ ويخضَعِ
علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يَجُعْ
فالجوعُ أكرمُ من خَسيسِ المطمَعِ
علَّمتَني أنَّ الكريم أخو هدىً
ما مدَّ كفًّا للحرامِ وإنْ دُعِيْ
يَسْتَفُّ تُرْبَ الأرضِ لكنْ لا يُرى
أبداً بموضِعِ ذِلَّةٍ وتخشُّعِ
ويكادُ يفتَرِشُ العراءَ ولا يُرى
يوماً على غيرِ الحلالِ بموقِعِ
فشببْتُ مثلَكَ يا أبي مُتَرَفِّعاً
طبعي السُمُوُّ وليس ذا بِتَطَبُّعِ
ما كُنتُ أعرِفُ ما أبي؟ ما كنتُ أع
رِفُ قامةَ الشيخِ الجليلِ الأروَعِ؟
حتى خَبَرْتُ الناسَ ثمَّ عَرَفْتُ كم
من فاسِقٍ فيهم وكم من مُدَّعِ
والناسُ مِثْلُ معادِنٍ، وعَرَفْتُ أنْ
لا إصْبِعٌ في الكفِّ مِثْلُ الإصْبِعِ
♦ ♦ ♦ ♦
تمضي السِّنونَ وأنتَ طَودٌ شامِخٌ
وإلى بُلوغِ ذُراكَ لم أتطلَّعِ
طلعتْ نجومٌ في سمائي جمَّةٌ
لكنْ كَنجْمِكَ في السَّما لم يَطْلعِ
كم ألفِ ظلٍّ في حياتي مرَّ بي
وبمثلِ ظِلِّكَ يا أبي لم أهْجَعِ
وتَبِعْتُ طُرْقاً للرشادِ كثيرةً
لكن كدرْبِكِ يا أبي لم أتبَعِ
♦ ♦ ♦ ♦
كم حاولوا أن يُشْبِعوني رحمةً
لكنها لم تُرْوِني أو تُشْبِعِ
مرَّت عُقودٌ ثم أرثي والدي!
أوَليس هذا في الرِّثا لم يُسْمَعِ؟
لكنَّ طيفاً منكَ جاءَ يَزُورُني
فرجعتُ للحِضْنِ الخصيبِ المُمْرِعِ



[1] في مرضي الأخير بانفصال شبكية العين رأيتُ والدي في الحلم. فكانت هذه القصيدة. وقد توفي والدي - رحمه الله - عام 1964م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- إعجاب
عمار - الكويت 14-03-2021 07:38 PM

قصيدة وجدانية رائعة تأثرت بها كثيرًا. تحية تقدير للشاعر المتألق وليد قصاب

3- إعجاب
د. وسيم - مصر العربية 19-08-2017 04:58 PM

أروع من رائعة، شاعرية متدفق، وقيم نبيلة، وسهولة وتدفق في التعبير. حياك الله شاعرنا الكبير، ونفع بك.

2- تعليق
سهام - الجزائر 18-07-2017 09:35 PM

أعجبت جدًّا بالقصيدة، للشاعر المتألق وليد قصاب الذي أتابع بإعجاب كتاباته الإبداعية والنقدية.
قصيدة محتشدة بالقيم مصوغة بأسلوب قوي سهل. مؤثرة جدًا، والكتابة عن الأب - حسب علمي- قليلة في أدبنا والكتابة عن الأمّ أكثر.
تحياتي لموقع الألوكة على استكتاب هذه الأقلام الكبيرة، وتحياتي لقلم د. وليد قصاب.

1- ثناء
د . ياسر - مصر العربية 18-07-2017 07:51 PM

قصيدة من الشعر الوجداني الراقي فيها قوة وفحولة. تنساب رقيقة عذبة. تأثرت بها كثيرًا. رحم الله والدك يا دكتور وليد وعوضه الجنة، ورحم آباءنا جميعا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة