• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

لا أتحمل زوجي

لا أتحمل زوجي
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 7/5/2017 ميلادي - 10/8/1438 هجري

الزيارات: 35080

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة متزوجة مِن رجل شهوتُه عالية، وكثير الجماع، وقد تعبتْ ولا تستطيع التحمُّل، وتُفكِّر في الطلاق.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 عامًا، تزوَّجتُ مِن رجلٍ أكبر مني بكثير، محترم ومِن عائلة محترمة، يُلبي لي حق التعليم والمال.

المشكلة أنه يطلب الجماع خمس مرات في اليوم، وأنا أشعُر بالتعَب والإرهاق، ولا يهمُّه إذا كنتُ أطبخ أو أدرس! ولا بد مِن أن ألبِّي رغبته متى طلَبني، وإذا أخبرتُه بتعبي يغضب، ويمنعني مِن أهلي!

ماذا أفعل؟ فقد تعبتُ وأريد الطلاق، وهو يَضربني كلما ذكرتُ له أني أريد الانفصال!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالانفصالُ ليس حلًّا لمشكلتك أيتها الابنة الصغيرة، فأنتِ ما زلتِ في السابعةَ عشرة مِن عمرك، وإنما علاجُ ما أنتِ فيه مِن خَوْف الشقاق بينكِ وبين زوجك هو ما أَمَرَ الله به مِن تَحْكِيم رجلَيْن عاقِلَيْن، يَعرفان الحقوق الزوجِيَّة ليَحْكُما بينكما؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]؛ فينظُران فيما تَنْقِمِينه على زوجك ويُعرِّفانه ما يجب عليه تجاهك مِن مسؤوليات؛ فالحياةُ الزوجيةُ ليسَتْ متعةً جسديَّة فقط، إنما هي حقوقٌ وواجبات، والرجلُ الحقُّ هو من يَرْحم زوجتَه ويُراعِي أحوالها النَّفسِية والبَدَنيَّة؛ فالله تعالى يقول: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، فجانبُ الجَسَد لا يَستغرِق سائرَ العلاقات بين الزوج وزوجه، ومَن تأمَّل ما جاء في القرآن الكريم مِن وَصْفِ الحياة الزوجية عَلِم هذا جيدًا؛ كقوله تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وقوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فكلٌّ مِن هاتين الآيتَيْنِ الكريمتَيْنِ يُصوِّر جانبًا مِن جوانب تلك العلاقة العميقة الكبيرة في موضعه المناسب؛ فالزواج مَثَابة وسَكَن، ومودة ورحمة، وتعاطف وستر، وتجمُّل وحَصَانة وطُهر.

والذي يظهر - أيتها الابنة الكريمة - أنَّ زوجك في حاجة ماسَّة لمَن يوجِّهه لهذا كلِّه كَيْما يكون الجَمْع والإصلاح بينكما على خيرٍ، ويُبعِد عنكما شبحَ الفُرْقة.

أمر آخر وهو: أنَّ الشارع الحكيم لمَّا أوجبَ على الزوجة الاستجابةَ للزَّوج إذا دعاها إلى فِراشه، وحذَّرَ الزوجات من الامتناع عن فِراشه بغير عُذر، شَرَطَ هذا بقدر طاقتها، فالزوج قد يكون مُفْرِطًا في شهوته، مما يَضُرُّ بالزوجة على النحو الذي ذكرتِ، وفي تلك الحال إن وُجِد عذرٌ معتبَر شرعًا من مَرَض، أو إرهاق، أو مانِعٍ شرعِيٍّ... أو غير ذلك، فلَكِ أن تعتذري له بصورة لَيِّنة؛ فالشارعُ الحكيمُ أوجب عليه مُراعاة حالتك البَدَنيَّة أو النفسيَّة... أو غير هذا؛ والله سبحانه رفيق يحبُّ الرِّفْق في الأمر كلِّه، وهو خالقُنا ورازقُنا وهادينا، ولا يُكَلِّفنا إلا ما في وُسْعنا، قال: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]؛ والله سبحانه يَتسامح مع عباده فيما يشُقُّ عليهم فعلُه.


وقاعدةُ الشريعة أنَّ ما في مَقدُورنا عملناه، وما عجزنا عنه سَقَط عنا؛ والزوجُ قد فضَّلَه الله على زوجته بدرجةِ القَوَامة؛ ليُراعِيَ حَالَهَا، ويَجبُر كسرَها، ويقبلَ عُذْرها، ويُقَدِّر ما هي فيه، ويُسامِحها عند التقصير، ويَتنازَل عن بعض حقوقه برًّا بها، لا لأن يتسلَّطَ عليها بالضرب والإهانة، وأن يقهرها عضليًّا، وطاعة الزوجة لزوجها في الفراش طاعة استجابة، وليستْ طاعة إرغامٍ وإشباعٍ لرغبة دونما مراعاةٍ لأحوالها، فالأسرة لا تُبنى بتلك التصرفات.


كذلك الضرب الذي أَذِن الله فيه عند الخوف مِن استعلان نُشوز الزوجة وقبل استفحالِه - لا يكون إلا حين لا تُجدي الموعظة، ولا يُجدي الهجرُ في المضجع، وقد أحيط بتحذيراتٍ شديدة مِن سوء استعماله، فليس هو ضربَ تعذيبٍ، ولا انتقامٍ وتشفٍّ، ولا ضرب إهانةٍ وإذلال وتحقير، ولا هو للقسر والإرغام على أمرٍ لا ترضاه، وإنما هو ضربُ تأديب، مَصحوب بعاطفة المؤدب المربي، كما يفعل الأبُ الشفيق مع أبنائه، وكما يُزاوله المربي النصوح مع تلميذه، وهو بعد ذلك ليس علاجًا لأيِّ زوجة، وإنما هو لبعض النساء اللاتي لا يُجدي معهنَّ شيء، ولا ترضى به قيِّمًا وزوجًا، إلا حين تستشعر قوته ويقهرها عضليًّا، وهذه بلا شك ليستْ طبيعة جميع النساء، ولكنه صنف موجودٌ قد يحتاج لتلك المرحلة الأخيرة حتى تستقيم الحياة الزوجية.

كما قال الشاعر:

العَبْدُ يُقْرَعُ بالعَصَا
والحُرُّ تَكْفِيهِ المَلامَهْ

وأيضًا فإنَّ الله جعل لهذه المراحل حدًّا وسقفًا للوقوف عنده، فمتى تحقَّقت الغاية عند مرحلة قبله، فلا تتجاوز إلى ما وراءها، فقال سبحانه: ﴿ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾[النساء: 34]، وتأمَّلي سلمك الله الحكمة مِن جَعْلِ عَجُز الآية والفاصلة قوله تعالى: ﴿ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾، كي يطمئن قلب الزوجة، وتتلاشَى مشاعرُ البغي والاستعلاء عند الرجال، فلا يتحوَّل الرجل إلى جلَّادٍ باسم الشرع، وتتحوَّل المرأة التي كرمها الله رقيقًا باسم الدين، يُبيِّن هذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية في بيته مع أهله، وتوجيهاته للأمة لعلاج الغلوِّ، وتصحيح المفهومات، وأشير لحديث واحدٍ فقط وهو ما رواه أبو داود، عن إياس بن عبدالله بن أبي ذُباب، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تضربوا إماء الله))، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ذَئرْنَ النساءُ على أزواجهنَّ، فرخَّص في ضربهنَّ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يَشكون أزواجهنَّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم)).


فاحرِصِي أيتهاالابنة الكريمة على فتح حوار هادئٍ مع زوجكِ، وتَخَيَّري الوقت المناسب لنُصحه، كما عليك أن تخبري والدتك بأخلاق زوجك وسلوكه معك لتساعدك في نُصحه وإرشاده.

وفقكِ الله، وجَمَع بينكما على خيرٍ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة