• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد بريش / مقالات


علامة باركود

سنة التدافع

د. محمد بريش


تاريخ الإضافة: 18/1/2017 ميلادي - 19/4/1438 هجري

الزيارات: 29110

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سنة التدافع

 

التدافع بين الناس وأفكارهم، وبين التي هي أحسن والتي هي أخشنُ - سُنَّةٌ قائمة جارية، غايتها منع الفساد في الأرض، وإرجاع الأمور إلى نصابها، وإخضاعها لسننها.

يقول الله سبحانه وجل علاه: ﴿ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ [1] اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251].

الآية جاءت في مَعرِض الإخبارِ عن نتيجة تمحيص قومٍ من بني إسرائيل في إيمانهم بفكرة القتال والذَّوْد عن الأوطان؛ ومحطاتها الإستراتيجية الأربع مليئةٌ بالدرس، غنيَّة بالفوائد، ليس هذا مجال البسط فيها، وحسبنا التذكير بأن منبعَ القصة التي وردت للتذكُّر والموعظة فكرةٌ علقتْ بأذهان الفئة التوَّاقة للسلطة من أولئك القوم من بني إسرائيل، لا نعرفُ عنهم ولا عن نبيِّهم شيئًا، إلا أنهم من حيث التاريخ جاؤوا من بعد سيدنا موسى، وفي زمن الطاغية جالوت، وأنَّ مِن ضمنهم شخصين عظيمين: طالوت الذي آتاه الله بسطةً في العلم والجسم وجعله قائد الجيش، والجندي المغوار من الجيش قاتِل جالوت: داود عليه السلام، الذي آتاه الله المُلْك والحكمة وعلَّمه مما يشاء.

 

فالآياتُ تدل دلالة واضحة على أن إنجاز الفكرة يحتاج إلى علم وحكمة، فالتشدُّق بالأفكار شيء، وتحويل الأفكار إلى مشاريع ومنجزات شيء آخر؛ فالفئة الأرسطقراطية - إن صح التعبير - بعدما أدركت أنْ لا مجال لتقاسم سلطة الوحي مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عمدتْ إلى طلبِها من طريق الحاجة للدفاع عن البلاد وحماية الأولاد، وتعيين قائد لرئاسة الجيشِ الذي يُشرف على القتال، فاختبرهم الله في الإيمان بها، ففشِل فريقٌ كبير منهم، واستجاب سبحانه لطلبهم، لكن على غير ما كانوا يتوقون إليه؛ حيث المَخبَر غير المَظهر؛ فتراجع فريقٌ آخر، ثم امتحن مَن بقي في رغبته الأكيدةِ في القتال وليس مجرد الانحياز لصف النبيِّ بمجاهدة النفس ومقاومتها للعطش رغم توفُّر ماء النهر؛ ففشِل معظم من بقي، ثم انتهى الامتحان بتمييزِ مَن اشتدَّ خوفه لقلة في الجماعة وقوة ظاهرة لدى الخصم، ومن توكل على الله والتجأ بالدعاء إليه، وهو تدافعٌ ودفع سمح للفكرة بأن يمحص أهلها، ويتبين صدق تحققها على يد قومٍ لم يكونوا ممن نادوا وطالبوا بها.

 

وردت كذلك الإشارة لهذه السنة في قوله جل علاه: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ [2] اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 39، 40]، والآية تشير كذلك إلى القتال الذي هو الحسمُ في مجال الدفع والتدافع، وأن التخلِّي عنه منذِرٌ بالظلم وإخراج الناس من ديارهم بغير حق، وأكيد أن الظالم قد روَّج لفكرة يُبرِّر بها ظلمه، ويُضْفي بها صفةَ الحقِّ على جُرمه وعدوانه، فكان لزامًا أن يواجَه بالفكر الحقِّ المتجسِّد في الدفاع المانع لزوال الدين ومؤسساته، وحماية الأوطان وأَمْنها الاجتماعي والروحي.

فالدَّفْع أو التدافع سنةٌ راسخة تقوم بإعادة الترتيب وَفْق سنن الكون الأصلية، تقطع دابر الفساد، وتمنع الإفساد؛ عبرَ تمحيص الصفوف، والحيلولة دون أن يُحقِّق المفسدون وذوو النيات السيئة مآربَهم وأغراضهم، واختبار للأفكار المتدافعة لتمييزِ ما بُني فيها على الحق لنصرته، وما كان مصدرُه الهوى ووحي الشيطان لدحضه ومحقه.



[1] {دِفَاعُ} في رواية وَرْش.

[2] {دِفَاعُ} في رواية وَرْش.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة