• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري / خطب منبرية


علامة باركود

اللقيطة (خطبة)

اللقيطة (خطبة)
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري


تاريخ الإضافة: 9/10/2016 ميلادي - 7/1/1438 هجري

الزيارات: 8760

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللقيطة (خطبة)

 

في جنح الليل المظلم، ومع هدأة الرجل، فعل جريمته، ثم انطلق هاربًا، ولعله بقي يرقب من بعيد ما الذي سيحدث إذا اكتشفت جريمته؟

 

خرج بعدها الرجل الطيب لصلاة الفجر، وعند باب المسجد، لم يكن يظن أنه سيرى ما رأى، كان الجو باردًا، رأى كرتونًا قريبًا من الباب، من الذي وضعه هنا؟، وماذا أراد من وضعه في هذا المكان؟.

 

لم يدم التفكير كثيرًا، وإذا بأصوات البكاء تنبعث من داخل الكرتون، إنها طفلة، بنت ثلاثة أو ستة أيام، وبجوارها قارورة حليب صغيرة، كانت هذه القارورة هي أقصى حد من الرحمة في قلب الذي وضعها.

 

لما أُدخلت للمسجد أحست بالدف، وأحسست بالأمان أيضًا، فانطلقت صارخة بالبكاء؛ ليختلط بكاؤها مع القراءة المؤثرة لإمام المسجد، وينتبه الجميع بعد انقضاء الصلاة لقصة طفلة الكرتون.

 

معاشر المؤمنين، إن هذه القصة ليست من نسج خيال ملقيها، ولم تحدث في زمان أو مكان بعيدين من هاهنا، لقد حدثت القصة بالأمس مع صلاة الفجر، وعثر على الطفلة البريئة بجوار أحد أبواب مسجد...!

حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

خطبة الجمعة الماضية كنتُ تكلمت عن جريمة الزنا، وأن بانتشارها سينتشر اللقطاء، وما كنت أحسب أنني في الخطبة القادمة سأحدثكم عن جريمة إلقاء الأطفال بجوار المساجد.

 

أيها الإخوة، إنها البريئة بنت الثلاثة أيام، ذنبها خطأ ارتكبه غيرها، لتعاقب هي به، وتصلى عاره، لتعيش بعده معذبة بلا نسب، ولا أب، ولا أم، ولا أهل!، جريمتك يا صغيرة، شهوة خمس دقائق بالحرام من أبيك المجهول، وغلطة شيطان من أمك الظالمة.

 

ولأجل ستر الجريمة، ولأجل ألا يفضح أخوالك - الذي تهاونوا في تربية أمك - كنتِ أنت الضحية؛ ليعيشوا هم بلا ذل معصيتهم، ولا عار فعلتهم، وتعيشي أنتِ تعلنين والديكِ الذين سببوا لك الآلام طوال حياتك.

 

أما أمكِ، فلن تمشط شعرك، ولن تزفك لعروسك، ولن تسمع همومك؛ لأن أقصى رحمة في قلبها وضعتها بجوارك مع قارورة الحليب الصغيرة، وأما أبوكِ فلن يشتري لكِ ثوبًا ولا لعبة في العيد، ولن يذهب معك في أول يوم من أيام المدرسة؛ لأنه ديوث لا يبالي بعرضكِ ولا شرفكِ.

 

هم أناسٌ بلغ بهم الإجرام ألا يعترفوا بخطئهم، ولا يرحموا طفلة، ستتعذب بسبب خطيئتهم، ولن تسامحهم إلى يوم القيامة عن كل الآلام التي سببوها لها.

 

أيها الإخوة، هذه صورة من صور عواقب انتشار الزنا على الجاني وعلى المجتمع، وصدق الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾.

 

ابكِي يا صغيرة بصوتٍ يخرق آذاننا، لعلنا نتساءل من المسؤول عما حدث لك؟، هل المسؤول هو أبٌ تلقته وسائل الإفساد، فأفسدت فطرته، وأماتت ضميره، أم المسؤول أسرة لم تقم على صيانة عرضها، وحسن تربية بناتها، أبكِ يا صغيرة بصوت يخرق آذاننا، لعلنا نتساءل من المسؤول عما حدث لك؟، هل المسؤول أولئك الذين وقفوا موقف المتفرج، فلم يدعموا دور التحفيظ النسائية، فعجزت عن احتضان أمكِ؟، أم المسؤول ذاك المعلم الذي كان سببًا في طرد أبيك من المدرسة، ولم يقم بواجبه في تربيته، من المسئول يوم القيامة؟، من المسؤول يوم القيامة؟ والله سبحانه يقول: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]، ماذا نقول أيها الإخوة: إذا اللقيطة سئلت، بأي ذنبٍ رميت؟.

 

أيها الكرام، ليبلغ هذا الكلام أخوال هذه الطفلة، ليصححوا خطأهم، ويحتضنوا ابنتهم، قبل أن يعانوا طوال حياتهم من شؤم فعلتهم، أيها الإخوة، ليبلغ هذا الكلام كل محسن خيّر، أو رجل وامرأة كبيرين، كبر عيالهما، وأرادا الأجر في تربية وستر طفلة بريئة، فيحتضنونها من المستشفى، ويرعونها، ولعلها تشفع لهم عند الله أن يرحمهم ربهم، ويرفع درجاتهم.

 

أيها الإخوة، إن أقل ما نُبرئ به ذممنا عند الله تعالى أن نجمع لهذه الطفلة مالاً، نجعله بيد كافلها، وكلما انتقص جمعنا له غيره، نسترها به، ونَعذر به أنفسنا بين يدي ربنا سبحانه.

 

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تعالجنا بعقوبتك، يا رب العالمين، اللهم إننا لم نرض يوم سمعنا، ولم نتغافل يوم علمنا، بل أنكرته قلوبنا وأسماعنا وأبصارنا، اللهم فارفع غضبك ومقتك عنا يا رحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة