• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

تلاوة القرآن حلية لأهل الإيمان

تلاوة القرآن حلية لأهل الإيمان
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 3/12/2021 ميلادي - 27/4/1443 هجري

الزيارات: 9121

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تِلاوةُ القرآن حِلْيَةٌ لأهل الإيمان

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

 

أمَّا بعد:

فما أروعَ بلاغةَ الرَّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في حثِّه الناسَ على قراءة القرآن والعمل به، عن طريق ضرب الأمثلة المحسوسة التي تُقرِّب المعنى وتُحفِّز الانتباه؛ فعَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ[1]، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ القُرآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ...»[2] الحديث.

 

قال ابن حجر رحمه الله: «قيل: خَصَّ صفةَ الإيمان بالطَّعم، وصِفةَ التِّلاوة بالرِّيح؛ لأن الإيمانَ ألزمُ للمؤمن من القرآن؛ إذْ يُمكن حصول الإيمان بدون القراءة، وكذلك الطَّعْم ألزمُ للجوهر من الرِّيح؛ فقد يذهب ريح الجوهر ويبقى طعمه. ثم قيل: الحكمة في تخصيص الأُترجَّة بالتَّمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تَجمعُ طِيب الطَّعم والرِّيح كالتَّفاحة؛ لأنه يُتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصية، وَيُستخرج من حَبِّها دهن له منافع، وقيل: إِنَّ الجِنَّ لا تقرب البيتَ الذي فيه الأُترج، فناسب أن يُمثَّلَ به القرآن الذي لا تقربه الشَّياطين، وغلاف حبِّه أبيض فيناسب قلب المؤمن، وفيها أيضًا من المزايا كبر جِرْمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها، وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة، ودباغ معدة، وجودة هضم»[3].

 

أحوال المؤمن مع القرآن:

المؤمنون - كما يُصنِّفُهم الحديث - درجات، وحالهم مع القرآن مُتفاوتة، فالذي يقرأ القرآن طَيِّبُ الظَّاهر والباطن، كالأُترجَّة في طِيبِ طعمها ورائحتها، وكما أن المؤمن يستريح ويُسرُّ بتلاوة القرآن فكذلك النَّاس مِنْ حوله يُسرُّون بصوته والاستماع له. وأَمَّا المؤمن الذي لا يقرأ القرآن فإنه يفقد صفةً هامَّة وهي طيب الظَّاهر، فمثله كمثل التَّمرة طعمها طَيِّب ولا ريح لها، وهذا نقصٌ في شخصيَّة المسلم لا بدَّ من تداركه بالإقبال على القرآن العظيم تلاوة وحفظًا وتدبُّرًا.

 

وطِيب الطَّعم هنا كناية عن قُوَّة الإيمان في قلب المؤمن وصِحَّة المعتقد، لكن بعض المؤمنين رغم نقاء قلوبهم وصِحَّة اعتقادهم، يبقى عطره محتبسًا في قلبه وصدره، لا يتعدَّى أثره إلى غيره، وما ذاك إلَّا لإعراضه عن تلاوة القرآن وتدبُّره كما ينبغي.

 

فالمؤمنُ الحقُّ يتميَّز بالقرآن ويرتقي بالقرآن إذا تلاه بشروطه، وعَمِلَ به، والْتزمه منهجَ حياة، وسبيلَ دعوة وإرشاد، فعند ذلك يتكامل الباطن والظَّاهر، كما يتكامل في الأُترجَّةِ طِيبُ طعمها، وطيب رائحتها، وَحُسْنُ منظرها.

 

وكما لا يُتصوَّر أن ينفصل في الأُترجَّةِ طيب طعمها عن طيب نشرها وَعِطرها - في الأعمِّ الأغلب - كذلك لا يُتصوَّر أن ينفصل إيمان المؤمن عن عمله وسلوكه، ومنه تلاوة القرآن والتزامه منهجَ حياة.

 

وكذلك لا يُتصوَّر أن ينفصل القرآن عن المؤمن أبدًا، فيصبح القرآن في وادٍ والمؤمن في وادٍ، ومِنْ هنا يمكن أن نفهم الآية الكريمة: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]؛ فما بين الهجرة إلى القرآن، والهجرة عن القرآن، يظهر التَّفاوت بين طيب الطَّعم مع طيب الرَّائحة، وبين طيب الطَّعم وغياب الرَّائحة.

 

ففي هذا الحديث الشَّريف دعوةٌ منه صلى الله عليه وسلم إلى كلِّ مؤمن ومسلم أن يتكامل باطنه مع ظاهره، ومخبره مع مظهره، واعتقاده مع سلوكه، ولا يتحقَّق ذلك إلَّا بملازمة المؤمن لتلاوة القرآن وتدبُّره والعمل به[4].



[1] الأُتْرُجُّ: بضم الهمزة والرَّاء، بينهما مثناة ساكنة، وآخره جيم ثقيلة: شجر يعلو، ناعم الأَغصان والورق والثَّمر، وثمره كاللَّيمون الكِبَار، وهو ذهبيُّ اللَّـون، زكيُّ الرَّائحة، حامض الماء. انظر: لسان العرب (9 /84)، المعجم الوسيط (ص4). وجاء في «القاموس المحيط» (1 /364): «الأترجُّ والأترجَّة والتِّرنجة والتِّرنج معروف، وهي أحسنُ الثِّمار الشَّجرية وأنفسها عند العرب».

[2] رواه البخاري، (4 /2363) (ح/7560)؛ ومسلم، واللَّفظ له، (1 /549) (ح797).

[3] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9 /84). وانظر: تحفة الأحوذي (8 /168).

[4] انظر: أنوار القرآن (ص92)؛ ورتل القرآن ترتيلًا (ص16).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة