• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة


علامة باركود

المجاهدة في أداء أمانة التعليم للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور زمن (كورونا)

المجاهدة في أداء أمانة التعليم للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور زمن (كورونا)
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 18/9/2020 ميلادي - 30/1/1442 هجري

الزيارات: 15568

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المجاهدة في أداء أمانة التعليم للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور زمن (كورونا)

 

الحمد لله علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرًا.

 

وبعد:

فبالقوى عباد الله تحصل البركة في كل شيء، وفي العلم على وجه الخصوص، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وقال جل وعلا: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282].

 

أيها الإخوة: كلنا يعلم سواءً كنا معلمين أو طلاباً أو أولياء أمور أهمية التعليم للأبناء والبنات، إذ أنّ الجهل يعتبر مدمرٌ للمجتمعات بل للأمة بأكملها، والصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه أدرك ذلك بحسه النبوي فقال: "الْعَالِمُ، ‌وَالْمُتَعَلِّمُ ‌شَرِيكَانِ ‌فِي ‌الْخَيْرِ وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِمْ كُنَّ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ ‌مُسْتَمِعًا ‌وَلَا ‌تَكُنْ ‌الرَّابِعَ ‌فَتَهْلِكَ"[1]، ويقصد بالرابع الجاهل.

 

وقالَ الشَّعْبِيُّ (رحمه الله): "‌اتَّقُوا ‌الْفَاجِرَ ‌مِنَ ‌الْعُلَمَاءِ ‌وَالْجَاهِلَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ فَإِنَّهُمَا آفَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ"[2].

 

«وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتُبْهُ، ‌فَإِنِّي ‌خِفْتُ ‌دُرُوسَ ‌العِلْمِ ‌وَذَهَابَ ‌العُلَمَاءِ، ‌وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «وَلْتُفْشُوا العِلْمَ، وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ، فَإِنَّ العِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا» [3].

 

لهذا لم يسوِ الله عز وجل بين أهل العلم والجاهلين بقوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9][4].

 

ونحن أيها الأحبة أمة (اقرأ) فوجب علينا مجاهدة أنفسنا في تحصيل العلوم خاصةً في زمن الابتلاء (كورونا) الذي اضطرت فيه الجهات المختصة للتعليم عن بعد، وتعبت في سنّ الأنظمة فيه، فوجب علينا كمعلمين مضاعفة الجهد والاحتساب في توصيل المعلومة مع التربية والخلق الحسن، وحضور الدورات المفيدة في ذلك والتطوير الشخصي لأداء هذه الأمانة والمهمة الجليلة، وعلى المعلمين أيضاً ستر ما قد يصدر من بعض الطلاب خاصة الأطفال من خربشات أو تصوير لمنازلهم وأهليهم من غير قصد فالله ستير يحب الستر.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ»[5]، رواه الترمذي وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح... وأخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ»[6]، كما يجب على الطالب مضاعفة جهده أيضاً ورفع مستوى التحصيل العلمي بطرق البحث والتعليم الذاتي، وهذه لا تكون إلا بمجاهدة ولي أمره سواءً كان أباً أو أمّاً أو أخاً أو قريباً صادقاً فهؤلاء فلذات أكبادهم وهم مسؤولون عنهم، فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 80].

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على عظيم فضله وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 70].

 

كتب عمرو بن عتبة لمؤدب ولده: «ليكن أول إصلاحك لولدي: إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت»[7].. قال الغزالي رحمه الله: "وَكَمَا أَنَّ الْبَدَنَ فِي الِابْتِدَاءِ لَا يُخْلَقُ كَامِلًا وَإِنَّمَا يكمل ويقوى بالنشو وَالتَّرْبِيَةِ بِالْغِذَاءِ فَكَذَلِكَ النَّفْسُ تُخْلَقُ نَاقِصَةً قَابِلَةً لِلْكَمَالِ وَإِنَّمَا تُكْمَلُ بِالتَّرْبِيَةِ وَتَهْذِيبِ الْأَخْلَاقِ وَالتَّغْذِيَةِ بِالْعِلْمِ.. فَإِنَّ الصَّبِيَّ مَهْمَا أُهْمِلَ في ابتداء نشؤه خَرَجَ فِي الْأَغْلَبِ رَدِيءَ الْأَخْلَاقِ كَذَّابًا حَسُودًا سروقا نماماً لحوحاً ذا فصول وَضَحِكٍ وَكِيَادٍ وَمَجَانَةٍ وَإِنَّمَا يُحْفَظُ عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ بِحُسْنِ التَّأْدِيبِ"[8].

 

ومن ذلك أيها الأخوة نجد أن التبعة الملقاة على عاتق أولياء الأمور والمربين عظيمة؛ إذ بيدهم تشكيل نفسية الأمة، ورسم حياتها المستقبلة، بإذن الله وتوفيقه[9]. ولن يتم ذلك إلا بالتوكل على الله تعالى ودعائه ثم صبر وجهد ومجاهدة والله المستعان.

 

نسأل الله تعالى أن يبارك في أبناء المسلمين..



[1] بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية، للخادمي (1/ 291).

[2] المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص335).

[3] صحيح البخاري، ‍بَابٌ: كَيْفَ يُقْبَضُ العِلْمُ، (1/ 31).

[4] للاستزادة ينظر موضوع آفة الجهل.

[5] حسن؛ أخرجه الترمذي (2032)، وقال الألباني: "حسن صحيح"، المشكاة (5044 / التحقيق الثاني).

[6] صحيح؛ أخرجه أحمد في "مسنده"(22402)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(7984).

[7] انظر: العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي (2/ 272):

[8] إحياء علوم الدين للغزالي (3/ 61- 72).

[9] للاستزادة ينظر موضوع أثر التربية في نجاح الأولاد:

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/176506





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة