• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقالات


علامة باركود

أثر العلم بأخلاق الأجداد في تربية الأحفاد

أثر العلم بأخلاق الأجداد في تربية الأحفاد
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر


تاريخ الإضافة: 16/11/2024 ميلادي - 14/5/1446 هجري

الزيارات: 1095

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر العلم بأخلاق الأجداد في تربية الأحفاد

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فإن مما يؤثر إيجابًا في أخلاق الأجيال معرفة ما يتميز به الأسلاف من أخلاق نبيلة، ومثال لذلك ما روى مسلم في صحيحه برقم 2774 وأحمد 17801 عن تميم بن طرفة، قال: سمعت عدي بن حاتم وقد أتاه رجل يسأله مائة درهم، فقال: تسألني مائة درهم وأنا ابن حاتم؟! والله لا أعطيك، ثم قال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف على يمين، ثم رأى خيرًا منها، فليأت الذي هو خير". وزاد في طريق أخرى: ولك أربعمائة في عطائي. قال القاضي عياض: قال: معنى قوله عندي: وأنا ابن حاتم؛ أي: قد عرفت بالجود، وورثته، ولا يمكنني رد سائل إلا لعذر، وقد سأله ويعلم: أنه ليس عنده ما يعطيه، فكأنه أراد أن يبخله؛ فلذلك قال: والله لا أعطيك؛ إذ لم يعذره. وقال القرطبي في المفهم: تسألني هذا الشيء اليسير وأنا من عرفت؛ أي: نحن معروفون ببذل الكثير؛ انتهى.

 

ولا شك أن من أعظم المؤثرات في أخلاق الأجيال وصلاحيتها ومواهبها وطاقاتها نسب المرء وسلالته، قال الشاعر:

من لم يكن أصله كريمًا
لم يعلُ في المكرمات فرعه
الناس كالأرض دون شك
ما طاب منها يطيب زرعه

 

والتأثير يكون بثلاث طرق[1]:

الأول: القيم والمثل التي يؤمن بها أفراد الأسرة ويأخذونها أبًا عن جد، ويعتبرون من خالفها من أفراد الأسرة شاردًا غريبًا ساقط الهمة عاقًّا للأسرة.

 

الثاني: حكايات الآباء وعظماء الأسرة المبرزة لجوانب أخلاقية سامية من شجاعة وصبر وكرم ونبل وشهامة تتناقلها الأجيال بفخر ومباهاة، فتؤثر فيها، وتنغرس في نفوس أبناء الأسرة.

 

الثالث: تأثير الدم الموروث في أعضاء الأسرة المحافظة على أصالتها، وذلك ما أيده علم السلالات (Pedelogy)، وهو من فروع علم التاريخ الذي يبحث ويتابع تواريخ السلالات والأسر وأعمالها وآثارها وسير أعلامها، وخاصة الأسر الحاكمة في المجتمعات الغربية[2].

 

وفي هذا المعنى يقول الشاعر الحماسي ربيعة بن مقروم الضبي:

هِجانُ الحيِّ كالذهب المصَفَّى
صبيحة ديمة يجنيه جاني

وقال الحطيئة:

مطاعين في الهيجا مكاشيف للدُّجى
بنى لهم آباؤهم وبنى الجدُّ

ويؤيد ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تجدون الناس معادنَ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"[3].

 

ومن أعجب ما ورد في ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًّا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة فعوَّضه منها ست بكرات فتسخطها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانًا أهدى إليَّ ناقة، فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطًا. لقد هممت ألَّا أقبل هدية إلَّا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي[4]؛ وذلك لأن هذه القبائل الكريمة لا تمن بما تهدي لكرم نفوس أبنائها.

 

فحريٌّ بالمربِّين أن يذكروا للناشئة الأخلاق العليا للأجداد من شجاعة وكرم ونخوة، ليتخذوهم قدوةً حسنةً تمنعهم من الرذائل وتحببهم في الفضائل.



[1] المرتضى لأبي الحسن الندوي/15 - 16.

[2] مقدمة الأستاذ سالم الآلوسي لموسوعة العشائر العراقية 4/6-9.

[3] رواه البخاري (3493 ، 3494)، ومسلم (2526)، وأحمد 2 /539، بزيادة ( كمعادن الذهب والفضة).

[4] أخرجه أحمد (2 /292)، والترمذي (3945، 3949)، وأبو داود (3537)، وصححه الألباني في الصحيحة (1684).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة