• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث

فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 14/4/2025 ميلادي - 15/10/1446 هجري

الزيارات: 752

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾ [الأعراف: 176]

 

نزلت هذه الآية في وصف أحد أحبار اليهود، كمثلٍ للانحراف عن الفطرة السليمة، فما أدراك ما خصال اليهود؟!

 

والبيان القرآني المعجز لا يصُوغ المثل صياغةً عادية، إنما يصوره في مشهدٍ حي متحرك، عنيف الحركة، شاخص السمات، بارز الملامح، واضح الانفعالات؛ يحمل كل إيقاعات الحياة الواقعة، إلى جانب إيقاعات العبارة الموحية؛ إذ قال الله تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾ [الأعراف: 175].

 

قال صاحب "تفسير المنار": (وهو مثل من آتاه الله آياته فكان عالمًا بها حافظًا لقواعدها وأحكامها قادرًا على بيانها والجدل بها، ولكنه لم يؤت العمل مع العلم، بل كان عملُه مخالفًا تمامَ المخالفةِ لعلمه فسُلب هذه الآيات؛ لأن العلم الذي لا يُعمل به لا يلبث أن يزول، فأشبه الحية التي تنسلخ من جلدها وتخرج منه وتتركه على الأرض، فكان في التباين بين علمه وعمله كالمنسلخ من العلم التارك له، كالثوب الخلق يلقيه صاحبه، وكالثعبان يتجرد من جلده حتى لا تبقى له به صلة).

 

وهذا المشهد نراه كثيرًا هذه الأيام – للأسف الشديد - في بعض الذين انخدع بهم العامة من المسلمين.

 

إنه مشهد من المشاهد العجيبة، إنسان يؤتيه الله آياته، ويخلع عليه من فضله، ويكسوه من علمه، ويعطيه الفرصة كاملة للهدى والاتصال والارتفاع.. ولكنه ينسلخ من هذا كله انسلاخًا.. ينسلخ كأنما الآيات أديم له متلبس بلحمه؛ فهو ينسلخ منها بعنف وجهد ومشقةٍ، انسلاخ الحي من أديمه اللاصق بكيانه.. أو ليست الكينونة البشرية متلبسة بالإيمان بالله تلبس الجلد بالكيان؟.. ها هو ذا ينسلخ من آيات الله؛ ويتجرد من الغطاء الواقي، والدرع الحامي؛ وينحرف عن الهدى ليتبع الهوى؛ ويهبط من الأفق المشرق فيلتصق بالطين المعتم؛ فيصبح غرضًا للشيطان لا يقيه منه واق، ولا يحميه منه حام؛ فيتبعه ويلزمه ويستحوذ عليه..

 

ولم يقتصر الوصف عند هذا الحد بل تعداه إلى قول الله: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾ [الأعراف: 176].

 

إذا نحن بهذا المخلوق، لاصقًا بالأرض، ملوثًا بالطين...

 

سبحان الخالق المصور، يصور لنا الكلمات بهذا الإعجاز المبين...

 

ثم تتوالى الكلمات المزلزلة للوصف: ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ﴾ [الأعراف: 176].

 

ثم إذا هو مسخ في هيئة الكلب، يلهث إن طورد، ويلهث إن لم يطارد.. كل هذه المشاهد المتحركة تتتابع وتتوالى؛ والخيال شاخص يتبعها في انفعال وانبهار وتأثر.

 

فإذا انتهى هذا التصوير، جاء تعقيب الله على ذلك، التعقيب الموجه لنا كمسلمين: ﴿ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 176، 177].

 

وهل يبلغ قول قائل من البشر في وصف هذه الحالة وتصويرها على هذا النحو العجيب الفريد؛ إلا هذا القرآن العجيب الفريد المعجز!!

 

وبعد: فهل هو نبأ يتلى؟

 

أم أنه مثل يضرب في صورة النبأ؟!

 

تذكر بعضُ الروايات أنه نبأ رجلٍ كان صالحًا في فلسطين - قبل دخول بني إسرائيل - وتروي بالتفصيل الطويلة قصة انحرافه وانهياره؛ وها نحن الآن نرى ونشاهد من أفعال بني إسرائيل في أهل غزة في فلسطين ما لا يتصوره عقل من إبادة وسفك دماء المسلمين أطفالا ونساء وشيوخا.

 

نراهم ينقضون عهودهم في كل مرة ولا أيمان لهم ولا ذمة، وكلما استولوا على قطعة أرض للمسلمين اعتبروها أرضهم، ثم تمددوا إلى غيرها...

 

يعقدون الاتفاقيات ثم ينقضونها، ولا يوفون بالعقود...

 

أنهم كلاب مسعورة لن يتوقفوا عن سعارهم وهجومهم على المسلمين في كل بقاع الأرض، ولن يرضيهم من يريدون إرضاءهم من المسلمين؛ فهذا قول ربنا لنا: ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة