• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

الإسلام كما يريده الله

الإسلام كما يريده الله
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 4/7/2023 ميلادي - 15/12/1444 هجري

الزيارات: 5424

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسلام كما يريده الله


يدَّعي الكثيرُ من الناس أنَّهم مسلمون، فمنهم من لا يعرف عن الإسلام إلا اسمه، ومنهم من هو مسلم ببطاقة الهوية، بل وإن الكثير من الفرق الإسلامية لكل منها مفهومه الخاص عن الإسلام ودعوته إلى هذا المفهوم والاعتقاد به، مما فرق المسلمين شيعًا وأحزابًا وطوائف ومذاهب مختلفة، وهذا هو حال المسلمين في غالب بقاع الأرض، رغم أنهم يقولون: ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133].

 

وقد جاء هذا المقطع في الآية القرآنية: ﴿قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 84].

 

فهذا الإقرار بالإسلام له مغزاه، بعد بيان أن الإسلام هو الاستسلام والخضوع والطاعة واتباع الأمر والنظام ومنهج الله، كما يتجلى في الآية قبلها: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [أل عمران: 83].

 

فمن هنا يتضح أن إسلام الكائنات الكونية جميعها هو إسلام الخضوع للأمر، واتباع النظام، وطاعة الله... ومن ثم تتجلى عناية الله - سبحانه - ببيان معنى الإسلام وحقيقته، كي لا يتسرب إلى ذهن أحدٍ أنَّه كلمةٌ تقال باللسان، أو تصديق يستقر في القلب، ثم لا تتبعه آثاره العملية من الاستسلام لمنهج الله، وتحقيق هذا المنهج في واقع الحياة.

 

إنه لا سبيل مع وجود هذه النصوص، لتأويل حقيقة الإسلام، ولا لتحريف النصوص عن مواضعها لتعريف الإسلام بغير ما عرفه به الله.

 

الإسلام الذي يدين به الكون كله في صورة خضوع للنظام الذي قرره الله له ودبره به.

 

ولن يكون الإسلام إذن هو النطق بالشهادتين، دون أن يتبع شهادة أن لا إله إلا الله معناها وحقيقتها، وهي توحيد الألوهية، ثم توحيد العبودية وتوحيد القصد، ودون أن يتبع شهادة أن محمدًا رسول الله معناها وحقيقتها، وهي التقيد بالمنهج الذي جاء به من عند ربه للحياة، واتباع الشريعة التي أرسله بها، والتحاكم إلى الكتاب الذي حمله إلى العباد.

 

ولن يكون الإسلام إذن تصديقًا بالقلب بحقيقة الألوهية والغيب والقيامة وكتب الله ورسله.. دون أن يتبع هذا التصديق مدلوله العملي، وحقيقته الواقعية.

 

ولن يكون الإسلام شعائر وعبادات، كما يظن البعض، أو إشراقات وسبحات في ظن البعض الأخر، أو تهذيبًا خلقيًّا وإرشادًا روحيًّا في ظن فريق ثالث، دون أن يتبع هذا كله آثاره العملية ممثلة في منهج للحياة موصول بالله الذي تتوجه إليه القلوب بالعبادات والشعائر، والإشراقات والسبحات.

 

إن هذا كله يبقى معطلًا لا أثر له في حياة البشر ما لم تنصب آثاره في نظام اجتماعي، يعيش الناس في إطاره النظيف الوضيء، وهذا ما تحتاجه البشرية لتنقذ نفسها من كل نكباتها وتخبطها.

 

لذلك كان بلاغ الله للبشرية: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].

 

هذا هو الإسلام كما يريده الله؛ ولا عبرة بالإسلام كما تريده أهواء البشر في جيل منكود من أجيال الناس! ولا كما تصوره أهداف أعدائه المتربصين به، وعملائهم هنا أو هناك!

 

ويتساءل الكثير لماذا نحن في محن ونكبات وتخلف وتمزق وحروب لا تتوقف في بلاد المسلمين؟

والجواب واضح للعيان: أننا لم نقبل الإسلام على النحو الذي أراده الله، بل نقبله كما يملى علينا بالضغوط الغربية، وإرضاء لأعداء الإسلام، فلم نتخذ الإسلام منهج حياة، بل أخذنا جانبًا منه وتركنا باقي الجوانب، فخسرنا نعمة هذا الإسلام التي من الله علينا بها.

 

لذلك كان قول الله: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: 86]

 

وهنا كان وعيد الله لمن ترك ما يريده الله: ﴿أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ﴾ [آل عمران: 88].

 

وهي جملة يرجف لها كل قلب فيه ذرة من إيمان، وهو جزاء حق لمن تتاح له فرصة النجاة، ثم يعرض عنها هذا الإعراض.

 

فهل نتوب إلى ربنا، ونسير في طريق مراده لمفهم الإسلام، ونصلح ما أفسدناه؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 89].

 

ربنا اغفر لنا، واهدنا سواء السبيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة