• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

{ولكن ذكرى لعلهم يتقون} فن الدعوة مع المخالفين

{ولكن ذكرى لعلهم يتقون} فن الدعوة مع المخالفين
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 17/2/2022 ميلادي - 15/7/1443 هجري

الزيارات: 7576

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾

فن الدعوة مع المخالفين

 

الذين غرتهم الحياة الدنيا وانشغلوا بها تاركين أمر دينهم في مرتبة متأخرة من اهتماماتهم، بل إن لم تكن لهم بها أي اهتمام في حياتهم أصلًا، بل هناك من باع دينه بدنياه، وما أكثر هؤلاء! باع دينه من أجل منصب، أو جاه، أو منفعة دنيوية، أو لذة مؤقتة، يا لها من دنيا رخيصة!

 

وعند تذكيرهم بأمور دينهم تجد منهم السخرية والتندر يقولون: (كفانا مواعظ، خذني على جناحك في الجنة، اشفع لي هناك...)، بل الهجوم عليك ووصفك بأوصاف غير لائقة، وفيها تجنٍّ كبير قد يسبب لك المضار المؤلمة.

 

إن مثل هؤلاء يجادلون في دين الله بغير علم: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾ [الحج: 3].

 

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6].

 

﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴾ [الكهف: 56].

 

وهذه الظاهرة أصبحت موجودة بكثرة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

 

فما الأسلوب الأمثل في التعامل مع هذه الظاهرة؟

لقد حدد الله لنا كيفية التعامل في مثل هذه الظاهرة في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ * قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 68 - 72].

 

إن هذه الآيات تضع لنا المنهج، وإن ذلك من حكيم خبير، وليس من كلام بشر.

 

وهذا يعني في نقاط محددة.

أولًا:

إن على كل مسلم تنفيذ ما جاء في هذه الآيات؛ لأنه مأمور بالدعوة لدين الله؛ ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].

فلا يجب ترك المجال للمفسدين في الأرض بنشر الفساد في الأرض.

 

ثانيًا:

على المسلم عندما يسمع الذين يخوضون في آيات الله أن يظهر اعتراضه عن قولهم، ويذكِّرهم بالله بالتي هي أحسن؛ مثال ذلك قول الله: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]، فقد أمرناكم - نحن المسلمين - بالإعراض عنهم حينئذٍ تذكيرًا لهم عما هم فيه، لعلهم يتقون ذلك.

 

ثالثًا:

فإن لم يستجب هؤلاء للقول والتذكرة، فالانسحاب من الموقف بلطف في هذه الحالة وعدم الحديث معهم في هذه الآونة يكون هو الأفضل؛ للتأكيد على موقفك الجازم بتمسكك بعقيدتك، والاعتزاز بها، وإخلاصك لله، حتى يعلموا عدم رضاك عما هم فيه.

 

رابعًا:

عاود تذكيرهم ﴿ وَذَكِّرْ بِهِ ﴾، ولا تيأس من التذكير بكتاب الله، مع الأخذ في الاعتبار أن مجالسة الذين يتخذون دينهم لعبًا ولهوًا لمجرد التذكير والتحذير، وليست لشيء وراء ذلك، متى سمع الخوض في آيات الله أو ظهر اتخاذها لعبًا ولهوًا بالعمل بأية صورة.

 

قم بتذكيرهم وتخويفهم من أن ترتهن نفوسهم بما كسبوا، وأن يلاقوا الله ليس لهم من دونه ولي ينصرهم، ولا شفيع يشفع لهم، كما أنه لا يقبل منهم فدية لتطلق نفوسهم بعد ارتهانها بما كسبت.

 

إن المخالطة بقصد الموعظة والتذكير، وتصحيح الفاسد والمنحرف من آراء الفاسقين تبيحها الآية في الحدود التي بينتها، أما مخالطة الفاسقين والسكوت عما يبدونه من فاسد القول والفعل من باب التقية فهو محظور؛ لأنه - في ظاهره - إقرار للباطل، وشهادة ضد الحق، وفيه تلبيس على الناس، ومهانة لدين الله وللقائمين على دين الله.

 

خامسًا:

إن أفضل قول يهز المشاعر ويملك النفوس التي بها ذرة من إيمان هو قول الله: ﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 71، 72].

 

هذا هو القول الفصل لهؤلاء المعاندين.

 

إن هذا هو اعتقادنا الذي نحن عليه نعلنه مدويًا عاليًا لكل العالم، نحن على منهج الله ولسنا مع الشياطين في شيء.

 

نعلنها:

﴿ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 71]، إنه التقرير الحاسم في الظرف النفسي المناسب، فالنفس التي ترتسم لها صورة الحيرة الطاغية، والعذاب المرير من هذه الحيرة التي لا تستقر على قرار، تكون أقرب ما تكون إلى استقبال القرار الحاسم بالراحة والتسليم.

 

أذكر موقفًا منذ أكثر من عقدين من الزمن؛ كنا نصلي الظهر أثناء العمل أمام حجرات مكاتبنا، فإذا بأحد الزملاء يمر ويقول: هذا ليس منظرًا حضاريًّا، كل واحد يصلي في مكتبه، وبعد الصلاة ذهبت له وقلت له: إن الله أمرنا بصلاة الجماعة وأنت تعتبرها غير حضارية، وأنا أخاف ربي إن لم أنفذ ما فرضه علينا، كما أخاف أن أقول لربي أن هذا ليس بالحضارة، ولكنك بإمكانك أنت أن تقول لله أن ذلك ليس بحضارة، فمعذرة لك، فلم يستطع الرد، وهذا ذكرني بقول الله: ﴿ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ﴾ [البقرة: 258].

 

وهنا نؤكد على عدم ترك وسائل التواصل الاجتماعي للمعاندين والمخالفين ساحة لبث أفكارهم دون ردود، ولكن يجب أن نتحلى بمنهج الله في الرد عليهم وإقناعهم بالحسنى، وبهذا المنهج الرباني، ولا ننسحب من هذا المجال.

 

بالكلمة الطيبة وبنية مخلصة للإصلاح تستطيع أن تغير الكثير.

 

لا تهاجم، ولا تجرح، بل امتلك مشاعر الغير بالحب لله واتباع منهجه في الإصلاح.

 

وفقكم الله لما فيه خير البشرية جمعاء، وتذكروا قول نبيكم: ((إنما بُعثت لأتمم مكارم - وفي رواية: صالح – الأخلاق))؛ [البخاري].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة