• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

{ أتصبرون } كلمة لك من رب العالمين

{ أتصبرون } كلمة لك من رب العالمين
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 3/2/2022 ميلادي - 1/7/1443 هجري

الزيارات: 13001

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أَتَصْبِرُونَ

كلمة لك من رب العالمين


أَتَصْبِرُونَ، كلمة تهز المشاعر، وتوقِظ مَن كان غافلًا، وتحرك من كان ساكنًا، وتُلهب كل قلب نابضٍ، وتحيي من لدية ذرةُ إيمان.

 

إنها كلمة من رب السماوات والأرض، رب كل شيء، إليك أيها الإنسان، جاءت في صورة استفهام، لتوقظك من غفلتك، وتقرر ما يجب أن تكون عليه، فكثير منا قد يَضيق صدره لمجرد أن يمسه بعض الضرر، فإذا هو يَؤُوسٌ قَنُوطٌ، ﴿ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾ [فصلت: 49].

 

لقد خلق الله حياة الإنسان منظومة من المحن (الاختبارات)، وهذه المحن عديدة ومتشابكة يؤثر بعضها في بعض، فما تكاد تمر محنة إلا وتأتي غيرها من المحن، فحياة الإنسان سلسلة متواصلة من المحن حتى تلقى الله،

 

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6].

 

والإنسان مطالب بأن يتعامل مع هذه المحن بمنهج الله وليس بهوى نفسه أو وحي الشياطين، لذلك قال الله تعالى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186].

 

لَتُخْتَبَرُنَّ - أيها المؤمنون - في أموالكم بإخراج النفقات الواجبة والمستحبَّة، وبالجوائح التي تصيبها، وفي أنفسكم بما يجب عليكم من الطاعات، وما يحلُّ بكم من جراح أو قتلٍ، وفَقْد للأحباب، وذلك حتى يتميَّز المؤمن الصادق من غيره، وإن تصبروا - أيها المؤمنون - على ذلك كله، وتتقوا الله بلزوم طاعته واجتناب معصيته، فإن ذلك من الأمور التي يُعزم عليها، وينافس فيها.

 

ثم أرشد - سبحانه - المؤمنين إلى العلاج الذي يعين على التغلب على هذا البلاء، فقال: ﴿ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذلك مِنْ عَزْمِ الأمور ﴾.

 

أي: وإن تصبروا على تلك الشدائد، وتقابلوها يضبط النفس، وقوة الاحتمال، ﴿ وَتَتَّقُواْ ﴾ الله في كل ما أمركم به ونهاكم عنه، تنالوا رضاه - سبحانه - وتنجوا من كيد أعدائكم.

 

والإشارة في قوله: ﴿ فَإِنَّ ذلك مِنْ عَزْمِ الأمور ﴾؛ أي: إن صبركم وتقواكم من الأمور التي يجب أن يسير عليها كل عاقل؛ لأنها تؤدى إلى النجاح والظفر، كما قال أيضًا: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

 

أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن؛ ليتبيَّن الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده، وحكمه تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر، لذلك قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 20].

 

وجعلنا بعضكم - أيها الناس - لبعض ابتلاء واختبارًا بالهدى والضلال، والغنى والفقر، والصحة والمرض.

والقصد من تلك الفتنة ﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾، فتقومون بما هو وظيفتكم اللازمة الراتبة، فيُثيبكم مولاكم أم لا تصبرون، فتستحقون المعاقبة؟

 

إنها سنة مِن سنن الله، سنة مقدَّرة مقصودة لها غايتها المرسومة من الله، فالدنيا دار بلاءٍ وامتحان، أراد - سبحانه - أن يجعل بعض العبيد فتنة لبعض على العموم في جميع الناس، فالصحيح فتنة للمريض، والغني فتنة للفقير، ومعنى هذا أن كل واحد مختبر بصاحبه، لذلك كان جزاء من سار على منهج الله: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

 

وهنا يجب أن نُدرك تمام الإدراك أن الكل مختبر في هذه الحياة، دار الاختبار، ولا نصاب بالجزع مما يصيبنا، بل يجب علينا إدراك ما يلي:

1- أن هذه الاختبارات من الله لنا للامتحان.

 

2- فيجب علينا اجتياز هذه الامتحانات بالطريقة التي حدَّدها منهج الله في القرآن والسنة النبوية، لذلك علينا البحث فيهما عن كيفية التعامل في مثل هذه المواقف، ولا نتَّبع هوى النفس أو شياطين الإنس والجن لاجتياز هذه الاختبارات، فيكون مصيرنا إلى النار.

 

3- يجب أن تكون نيتنا في اجتياز هذه الاختبارات مرضاة الله لا سواه.

 

4- الاستعانة بالله في كل خطواتنا في التعامل مع هذه الاختبارات: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

 

5- الاستعانة بالصبر والصلاة، وحسبك بمزية الصبر إن الله جعلها سببًا من أسباب الفوز؛ قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3]، وقال أيضًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

 

6- لا تشغل نفسك بالمثيرات التي تخرجك عن مسارك هذا.

﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

 

أخي الفاضل، إن لنا في قصة يوسف لبيانًا عظيمًا لمنهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلة أبنائه، اقرأه ودقِّق فيه تحت هذا العنوان:

﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، منهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلة أبنائه:
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/131146





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- اتصبرون
أميرة عبد المنعم عبد الحي - مصر 27-12-2022 07:22 AM

جعله الله في ميزان حسناتكم

1- وبشر الصابرين
جمال الشحات - مصر 10-05-2022 11:01 PM

ربط الله على قلبك وبشرك بالجنة دكتورنا الغالي وغفر لفلذة كبدكم المرحوم والمغفور له محمد فؤاد موسى .
لقد وجدنا فيكم الصبر وتطبيق ما أمرنا به الله فى هكذا محنة وهكذا شدة...
جعله الله في ميزان حسناتكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة