• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء (صدق التوبة مع الله)

وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء (صدق التوبة مع الله)
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 30/7/2019 ميلادي - 27/11/1440 هجري

الزيارات: 24929

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾

صدق التوبة مع الله


إنني أحاول أن أحفظ القرآن وأنا في سن السبعين من العمر، رغم الصعوبة في الحفظ، ولكني أجد السهولة في الحفظ بعد التدبر والتمعُّن في الآيات وواقعها في الحياة، وقد انتابتني هذه الخاطرة في نفسي عند التوقف لتدبر: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [يوسف: 53].

 

فهي تعبير قوي عن "صدق التوبة مع الله"، وتصالح الإنسان مع نفسه، إنها من أعظم ما يمن الله به على عبده في هذه الحياة الدنيا، بها راحة البال والسكينة في كنف الله خاصة في أمواج الظلام والشر المنتشرة في هذه الحياة في هذا العصر: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40].

 

وفي القرآن مثال من واقع الحياة العملية في سورة يوسف، لصدق توبة امرأة العزيز، بكلمات رائعة صادقة تعبِّر عن هذا الصدق في التوبة، كلمات تهز رُوح الإنسان وتخاطب وجدانه وأحاسيسه؛ ﴿ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 51 - 53].

 

إنها تعترف اعترافًا واضحًا بالخطأ الذي وقعت فيه، دون مواربة أو تجمُّل أو حياء: ﴿ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ﴾، ثم تتوجه إلى منهج الله، وتقول: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾، ولا تتوقف عند هذا الحد، بل تأكد اعترافها بهذا القول المزلزل للنفس لتطهيرها من المعصية: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ﴾، ثم تتوجه إلى الله لطلب المغفرة: ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.

 

وإني لأتعجب، وما كنت لأتصور أنها هي التي فعلت وبكل جرأة: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 23 - 25]، بل زاد إصرارها، ﴿ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32].

 

إن هذه المقارنة تظهر الفرق الشاسع بين ما كانت عليه في ضلالها وبين حالها أثناء التوبة الصادقة.

أخي المسلم، إن العبرة بالخواتيم، وإن الإنسان إذا خُتم له بالخير دخل الجنة، وإن كان فيما مضى من عمره مسيئًا، فإذا تاب إلى الله قبل وفاته، قبل الغرغرة، فإن الله يقبل توبته ويدخله الجنة، وإذا كان على أعمالٍ سيئة خُتِمَ له بشر، خُتِمَ له بخاتمة سيئة، ولذلك يجب على المسلم دائمًا وأبدًا أن يسأل الله حسن الخاتمة، وقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

 

ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، قال: (إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعٍ: برِزْقِهِ وأَجَلِهِ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ، فَواللَّهِ إنَّ أحَدَكُمْ - أوْ: الرَّجُلَ - يَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَها غَيْرُ باعٍ أوْ ذِراعٍ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتابُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ، فَيَدْخُلُها، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ، حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَها غَيْرُ ذِراعٍ أوْ ذِراعَيْنِ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتابُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُها، قالَ آدَمُ: إلَّا ذِراعٌ)؛ البخاري ومسلم.

 

أخي المسلم، هل راجعت نفسك ووضعتها على طريق الصلاح والفلاح، مبتعدًا عن هوى النفس وشياطين الإنس والجن؛ ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- جزاكم الله خيرا
خديجة - مصر 01-08-2019 03:45 AM

اللهم احسن خواتيم اعمالنا وتوفنا مسلمين

1- شكر
محمود - مصر 31-07-2019 03:07 PM

جزاك الله خيرا 

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة