• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

دوافع الترجمة

دوافع الترجمة
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 17/5/2017 ميلادي - 20/8/1438 هجري

الزيارات: 29022

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دوافع الترجمة


هناك مجموعة متعددة من الأسباب والعوامل التي دعَتِ المسلمين إلى اللجوء إلى حركة النقل والترجمة من الثقافات الأخرى إلى اللغة العربية، بعض هذه العوامل فكرية بَحْتة، وبعض منها تخطَّى مرحلة الفكر إلى الشغف بفكر الغير من قبيل التنافُس، ومحاولات الوصول إلى المكنون في الثقافات الأخرى.

ومن العوامل ما هو تجاري تسويقي، نشأ عن ملاحظة توجُّه السلطة، من خلفاء وولاة وأفراد، إلى التعرف إلى ما لدى اليونان والهنود من حكمة وعلم[1]، فكان بعض النقلة والمترجمين متكسِّبين، لا همَّ لهم إلا المال في وقت كانت الخلافة الإسلامية فيه تغدق على المؤلفين والنقلة والمترجمين.


وقد أدى هذا أيضًا إلى شيء من ضعف الأمانة العلمية في النقل والترجمة؛ إذ لجأ بعض النقلة إلى ترجمات لآثار هزيلة غير معروفة المؤلفين، ونسبوها إلى مفكرين كبار؛ أمثال: أفلاطون[2] وأرسطو، أو إلى شخصيات أسطورية مثل هرمس[3]، أو بليناس، أو نقلت بعض الآثار دون ذكر للأشخاص التي يراد إلصاقها بهم على سبيل الانتحال، كما مرَّ بيانه في الفصل السابق[4].

ويؤكِّد عمر فرُّوخ على ما مر ذكره، من أن هذا الكلام كلَّه من أوهام الرواة، ومن خرافات الشعوب، وليس من التاريخ في شيء، مثله في هذا مثل ما ينسب إلى موسى بن عمران عليه السلام من الاشتغال بالصنعة، وكذا كليوباترا[5]، وذكره علي بن يوسف القفطي على أنه هرمس الثالث[6]، ومثل ذلك ما حصل للتراث العربي الإسلامي، فقد تعرَّض للانتحال من قبل النقلة والمترجمين من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية، واللغات الأوروبية الأخرى، مما يخرج نقاشه عن مجال هذه الدراسة[7].


وليس صحيحًا أن العرب هم الذين نحلوا هذه الآثار؛ مثل: نسبتهم كتاب "التفَّاحة" وكتاب "الربوبية" إلى أرسطو - مثلًا - بسبب عدم إلمامهم بحياة اليونان، وكونهم غير مهيَّئين لتذوق هذه الحياة[8] - وإنما السبب في هذا يرجع إلى اندفاع النَّقَلة والمترجمين إلى هذه الطريقة في نسبة بعض الآثار، التي قد تكون موضوعة لعلماء كبار، قصدًا إلى الطمع في تقديمها إلى الخلفاء والأمراء والولاة - كما مرَّ - لتزيدَ الأعطيات بقدر مكانة الحكيم العالم الذي نسبت إليه.


ويمكن أن ترجع دوافع النقل والترجمة إلى اللغة العربية من الثقافات الأخرى المجاورة؛ مثل: اليونانية، والهندية، والفارسية، والمصرية، إلى الجوانب الآتية:

أولًا: حثُّ القرآن الكريم على التفكير: ففي القرآن الكريم آيات وصلت إلى ثماني عشرة (18) آية فيها دعوة أو لفتة إلى التفكُّر: (تتفكرون، يتفكرون، تتفكروا، يتفكروا)، وفيه آيات وصلت إلى تسع وأربعين (49) آية فيها دعوة ولفتة إلى التعقُّل: (يعقلون، تعقلون، تعقل، عقلوه)، وفيه أربع (4) آيات فيها إشارة إلى التدبُّر: (يتدبرون، يدبروا)[9]، وغيرها من الآيات التي تحثُّ على التفكير في خلق السموات والأرض، وتركيبات جسم الإنسان والأنعام والكون كله[10].

فلم يمضِ سوى نصف قرن من نزول القرآن الكريم على رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حتى بدأت "العلوم المختلفة تأخذ طريقها إلى عقول هذه الأمة خاصتها وعامتها، وأخذ العقل العربي ينمو ويخصَب وينتج إلى أن أصبح موردًا عذبًا ومنهلًا صافيًا للأمم والشعوب كافَّة"[11].

والمقصود بالعقل العربي هنا هذا العقل الذي تمثَّل الآيات والأحاديث التي لفتت إلى استخدام التفكر والتدبر والعقل، في النظر إلى ما حولها[12]، ولا يفهم منه جنس العقل العربي، كما مر التوكيد عليه، في حادثة الحجاج بن يوسف الثقفي.


ولعل هذا لا يعني، بالضرورة، تزامن مدة النقل والترجمة مع مدة النضج والإبداع، إذ هما مرحلتان تقوم أولاهما على الأخرى، وإن كانت هناك علوم ظهر فيها النضج والإبداع، لأنها كانت علومًا إسلامية أصيلة، لم تنتظر وقتًا للنقل، لتستفيد منه.

كما أنه لا بد من التنويه إلى أن العرب، قبل الإسلام، تكونت لديهم القابلية لحمل الرسالة المحمدية، بخلاف من يريد أن يعتز للإسلام، عندما يقول: إنه لم يكن للعرب حضارة تُذكر، وإنهم لم يكونوا في جاهليتهم أمة، ولا شيئًا مذكورًا قبل الإسلام[13].

ويُدافع عن هذا التوجُّه في النظرة إلى العرب في الجاهلية، كمال شحادة من المتخصصين في تاريخ العلوم، حيث يقول: "يدَّعي كثير من الأجانب أن العرب قبل الإسلام كانوا من البدو الرحَّل، لا يعرفون سوى حياة الصحراء، القلقة، غير المستقرة، بعيدين عن كل حضارة، ومجرَّدين من أي جذور حضارية.


والباحث المنصف لا يسعه إلا أن يجد هذا الاتهام ظالمًا، ومجافيًا للحقيقة، فقد كان في شمالي الجزيرة العربية، وفي جنوبها، مراكز ناشطة في مجالات التجارة الداخلية والدولية، كمكة، ويثرب (المدينة)، والطائف، ومأرب، وصنعاء، ونجران وصرواح، وظفار. فكانت تتم في هذه المدن مبادلات تجارية مهمة، ما بين عرب الجزيرة والدول المجاورة لهم في الشمال كدولة الغساسنة (في جنوبي سورية)، ودولة المناذرة (في جنوبي العراق)، وما بينهم وبين الهند وشمالي أفريقيا عن طريق اليمن"[14].

ويطول المقام لو أُريد التفصيل في هذا، وعمد الباحث فيه إلى الوقوف على حالة العرب قبل الإسلام، وتفصيل الآراء فيها، بين مبالغ في سمات الحضارة، وناف لأي شكل من أشكالها، ولذلك سمِّي ذلك العصر بالعصر الجاهلي، ولكنه لم يكن، بالضرورة، كله جاهليًا[15]، بحيث يفهم، من هذا الإطلاق، أن العرب في ذلك العصر لم يكونوا شيئًا يُذكر، إلا أنه كان هناك تحولٌ كبيرٌ، دفع إلى النقل والترجمة من الثقافات والحضارات الأخرى. ولقد أسهب الأستاذ عبدالرحمن مرحبا في هذه النقطة، إسهابًا يحسن الرجوع إليه، لما فيه من وضع للأمور في موضعها الصحيح[16].


ثانيًا: نظام العلاقة المستمرة بين العبد وربه من خلال الإسلام، تتطلب التعرُّف إلى علوم تعين على تنظيم شؤون العبادات، والمعاملات المالية والشخصية الاجتماعية، وضبط الحسابات، وتوقيت الصلوات، وتحديد القِبلة، وتقويم الأيام والشهور، وترتيب الخراج والزكاة، فاستعان المسلمون بالأمم المجاورة للتعرُّف إلى ما لديها مما يعين على هذا التنظيم.


ثالثًا: بعد حثِّ القرآن الكريم على التفكُّر والتعقُّل والتدبُّر، وبعد الامتداد في نشر الإسلام، بدا للعرب المسلمين أن المد العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي وصلوا له لن تقوم له قيمة، أو قائمة، إن لم يقترن بالمجد العلمي والنضج العقلي، فنزل القلم إلى ميدان العلم والفكر[17]، واستقت الأمة من الأمم الأخرى[18]، بعد أن تبدلت نظم الحياة، ونشأ مجتمع جديد، له احتياجات وتطلعات وآمال وأهداف جديدة، ومسؤوليات ومشكلات جديدة، بل ومبادئ ومثل جديدة، في صياغتها، وفي ترسيخها، وفي منبعها.


رابعًا: بدأ نتيجة الاحتكاك بالثقافات الأخرى، والفكر الآخر، نقاشٌ وجدًّالٌ، حول كُنه الله تعالى، في توحيده بربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، سبحانه وتعالى، فلجأ علماء الكلام والمتفلسفة من المسلمين إلى النظريات اليونانية، لكي يسهل عليهم الدفاع عن عقيدتهم، أمام المخالفين، أو المفكرين الذين سبقوهم في الحضارة، فلجأوا إلى وسائل الفلاسفة في الردِّ عليهم، فكان لا بد لهم من أن يطَّلعوا على علومهم العقلية، التي لم يكن للعرب المسلمين عهد بها من قبل، وهذا جانب سيخضع للتفصيل، عند الحديث عن أثر ظاهرة النقل والترجمة في العقلية المسلمة.


خامسًا: بدأ التفكير الإسلامي يأخذ طريقه موثقًا منذ البعثة المحمدية، مرورًا بعصر الخلفاء الراشدين، ودولة بني أُمية، إلى دولة بني العباس، وقد احتاج هذا الإنتاج الفكري العلمي الثقافي إلى شيء من التصنيف والتنظيم، بعد مرحلة الكتابة والتدوين. وقد بدا هذا واضحًا، بادئ الأمر، مع الحديث النبوي الشريف[19]، حيث رُتبت الأحاديث، وفق مضمونها، في أبواب، منذ سنة 125هـ (القرن الثامن الميلادي)، ثم رُتبت وفق أسماء الصحابة - رضي الله عنهم - في كتب المسانيد، وذلك مع أواخر القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي. ثم سرى هذا التنظيم أو التصنيف على بقية العلوم، كالسير والمغازي والتاريخ، والعلوم الأخرى، واستفاد المسلمون من غيرهم في هذا المجال.


سادسًا: كان للخلفاء، والولاة والأفراد تأثير واضح على حركة النقل والترجمة، إذ كانوا موفَّقين في الوقوف مع هذه الحركة، يدعمونها دعمًا منقطع النظير، حتى من اشتهر منهم بالحرص الشديد على المال، كالخليفة العبَّاسي أبي جعفر المنصور[20]، فكان لا يتردد في الإنفاق الجزيل على العلوم، التي رأى أنها سوف تعين على الدفاع عن العقيدة، ونشر العلم.

ولا تترك هذه الفقرة دون ترديد المقولة، التي طالما رُدِّدت، من أن الخلفاء كانوا يُغدقون على المؤلفين والمترجمين، إلى درجة أن يُعطى المؤلف، أو الناقل، أو المترجم، وزن عمله العلمي ذهبًا[21]، وهذا أمر يحتاج إلى مزيد بحث، سيأتي في موضعه.

وكان هؤلاء الخلفاء والأمراء أنفسهم علماء، أحبوا العلم وأهله، وأقبلوا عليه، إلى درجة أن نموذجًا منهم قد طغى اتجاهه للعلم على تسيير الأمور، كالخليفة الأُموي خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان[22]، في الدولة الأُموية، وكذا الحال في الدولة العباسية.


ولا يعني هذا بالضرورة انقطاع هؤلاء الخلفاء، وأمرائهم وولاتهم، للعلم، كما فعل الخليفة الأُموي خالد بن يزيد بن معاوية، ولكنهم غلّبوا الاهتمام بالعلم والحكمة، على جوانب إدارية أخرى، كانت الخلافة بحاجة إليها، مما يمكن أن يقال: إن له تأثيرًا على الضعف، الذي حلَّ بالخلافة، حتى أدى إلى زوالها، بعد حين.

وكانت مجالسهم لا تخلو من العلماء، حيةً بالنقاش، وما نسميه اليوم بالندوات والمحاضرات، بل والمناظرات والمساجلات العلمية والأدبية[23]. وكان يحضر هذه المجالس العلماء من الثقافات الأخرى، ممن استخدموا نقلة ومترجمين أو اختيرت أعمالهم للنقل والترجمة.


سابعًا: احتك المسلمون من العرب، وغير العرب، بالعناصر المثقفة في البلاد المفتوحة على أيديهم، "مما أيقظ عقولهم، وقلب نظام تفكيرهم، وترك آثارًا عميقة بعيدة المدى في أذهانهم، وأعدَّهم لقبول اللقاح الجديد والتماس كتبه"[24].

وكان هؤلاء المثقَّفون ممَّن آثروا البقاء على دينهم، فلم ينالوا من إيثارهم هذا إلا التقدير من القيادة الإسلامية، التي تحترم المعتقدات السماوية، وتتيح لأهلها الاستمرار عليها، بل لقد وصل التساهل ببعض الخلفاء، أو الأفراد، أو الولاة، إلى التوكيد على مبدأ التسامُح في الإسلام، بحيث وجد المناخ الذي أوحى بإقرار المجوس[25] على مجوسيتهم، وأوحى كذلك بإقرار الفرق والطوائف الأخرى، الموجودة بين المسلمين، كالصابئة[26]، كذلك على نحلتهم، ما داموا لم يدخلوا معتقداتهم فيما يصدر عنهم من آثار[27].


ثامنًا: يمكن أن يقال: إن الدولتين الأُموية والعباسية قد تسلمتا الخلافة من الخلفاء الراشدين، وقد توطدت أطنابها في مساحة كبيرة، وإن كانت الدولتان لم تتوقفا في حركة نشر الإسلام إلا أن الجهود لم تكن هي الجهود التي خاضها الخلفاء الراشدون على أي حال، وقد أوجد هذا الوضع جوًّا من الاستقرار، جرَّ إلى الدَّعَة والترف، ووفرة أوقات الفراغ النسبي - مع التوكيد على الفراغ النسبي - وأدَّى هذا إلى الانشغال بحياة عقلية وروحية لم يعهدوها من قبل، فسعوا في طلب العلم، وجدُّوا في البحث، ليس على المستوى الرسمي فحسب، ولكن أيضًا على المستوى الشعبي كذلك.

هذا أيضًا مع الميل إلى الدَّعة والترف، واستتباب الأمن من جهة، والرغبة في التوسُّع الحضاري والعمراني من جهة أخرى، ومثل هذا التوسُّع يحتاج إلى العلم.


تاسعًا: يذكر أن انتقال الخلافة من الأُمويين إلى العبَّاسيين لم يكن مجرَّد انتقال السلطان من بيت إلى بيت، أو من دمشق إلى بغداد، بل قيل: إنه نقل الخلافة الإسلامية من عالم إلى عالم، ومن عقلية إلى عقليَّة، فقد كانت الخلافة الأُموية تصبُّ جل اهتمامها على العرب والأعراب، وأصبحت الخلافة العباسية ذات مشاغل وهموم ثقافية حضارية[28].

ومثل ما قيل عن الخلافة الراشدة يمكن أيضًا أن يصدُق شيء منه على الخلافة الأُموية، إذا ما قورنت بالخلافة العباسية؛ من أن الأُمويين كانوا امتدادًا للخلافة الراشدة في توطيد أطناب الدولة الإسلامية - نسبيًّا فقط - ولعل هذا يعلل اختلاف الدولتين؛ من حيث النظرُ إلى الحضارة والعلم.

ولا يُفهم من هذا قصور الخلافة الأُموية أو تقصيرها في هذا، ومن قبلها الخلافة الراشدة، ولكن ظروف الدولة الإسلامية هي التي صبغت كل خلافة بصبغة تميِّزها، فتميزت الخلافة العباسية بأنها أكثر انفتاحًا على الثقافات الأخرى، لا سيما أن أولي الأمر، من بني العباس، كانوا في مجملهم قد نشؤوا في أحضان الثقافات الأخرى، رغم ما كان يجري في عروقهم من دماء عربية، وبدا هذا واضحًا أيام الخليفة أبي جعفر المنصور الذي استعمل الفرس، واعتمد عليهم، والخلفية هارون الرشيد[29] الذي استعمل البرامكة[30]، وأخوال الخليفة عبدالله المأمون[31] فرس، وهكذا كانت الحال عليه إلى زمن الخليفة المعتصم[32]، حيث حلَّ الأتراك مكان الفرس، والتوكيد هنا ينصبُّ على أثر الخلفيات الثقافية والعقدية لهؤلاء ممن بقي منهم على عقيدته؛ كالمجوس والصابئة ونحوهم[33]، إضافة إلى كون العاصمة بغداد في العراق، والعراق كان حلقة الوصل بين الثقافتين اليونانية والفارسية.


عاشرًا: دخلت تحت ظل الإسلام أممٌ، سواء أعلنت إسلامها أم بقيت على عقيدتها السابقة، إلا أن جزءًا من هؤلاء لم يترك موروثاته مستغنيًا بالإسلام عنها، فلجؤوا إلى نقل آثارهم الفكرية، وشيء من آدابهم على سبيل المباهاة؛ وليبرزوا للعرب ما كانوا عليه من حضارة ورُقِيٍّ، ولعل كتاب "كليلة ودمنة"[34] المنقول عن الفهلوية، أو البهلوية إلى العربية يعبِّر عن هذا التوجُّه، وهو مثال فقط لمجموعة من الآثار المنقولة، ويُذكر أن عبدالله بن المقفَّع[35] قد أسرف في ترجمته لكتاب كليلة ودمنة في التحرُّر من الأصل.

وهذا ضرب من ضروب النقل والترجمة، قد يدخل في مفهوم التعريب، أكثر من دخوله في مفهوم النقل والترجمة على ما مر بيانه في الفصل الأول[36].

ولعل الشعوبية بنقلهم هذا كانوا يلمزون العرب والإسلام الذي جعل منهم قادة للعلم، فأرادوا أن يظهروا للعرب أنهم كانوا أفضلَ منهم حضارة وثقافة[37]، وأرادوا - إن استطاعوا - أن يضعفوا من أحكام الإسلام بتعاليم الفلسفة، وأن يؤلِّبوا عليه أبناءه، فكان النقل والترجمة هنا سلاحًا للهدم والتخريب[38].

وعندما تذكر الشعوبية يتبادر الذهن إلى علان الشعوبي[39] الذي غلب عليه هذا اللقب؛ لما اشتهر عنه من "عصبيته الشديدة على العرب، وبغضه لهم كلَّ البغض، وتفضيل قومه الفرس عليهم"[40]، إلا أن علَّان الشعوبي قد اشتهر وراقًا أكثر من شهرته ناقلًا، أو مترجمًا.


حادي عشر: غلب على الخلافة العباسية فتح أبواب الفكر لكل من يلجُها، فتركت الحريات في التأليف، والردود على المؤلفين، وبدا هذا واضحًا مع استفحال الجدل حول الجوانب العقدية، وما ظهر حولها من فِرَق، ثم إن الأمر تعدَّى ذلك إلى أن تفتح الأبواب لغير المسلمين ليردُّوا على المسلمين في ديار المسلمين، فهذا يوحنَّا الدمشقي[41] يؤلف كتبه في الرد على المسلمين؛ مثل: محاورة مع مسلم وإرشادات النصارى في جدل المسلمين[42]، والخليفة عبدالله المأمون يستقبل بعض أقطاب المانوية[43]، ويجادلهم، ويدلون بآرائهم عنده، ويجادلهم أهل الكلام من المسلمين، وكان من نتيجة هذا أن نقلت بعض المقالات والكتب في الزندقة وصنوف الانحراف العقدي[44]؛ فكان هذا من دوافع لجوء أهل الكلام إلى المنطق، وصناعة الجدل، لحماية الدين من رواسب الدخيل[45].

وعلى أي حال فقد كانت الخلافة العباسية ربما تمارس على أسواق الورَّاقين وحوانيتهم شكلًا من أشكال الرقابة على المنسوخ بما فيه المنقول والمترجم، بحيث تمنعهم من نقل بعض كتب لا تتناسب في موضوعاتها والتوجُّه الديني أو الاجتماعي العام[46]، بل إنه ربما استُحلِف الورَّاقون - ومنهم النقلة والمترجمون - على ألا يورِّقوا بعض الكتب الممنوعة من التداول؛ لما تشكِّله من خطر على الفكر العام، وخشيةَ الفتنة والانحراف عن الدين، "فكانوا يجمعون الورَّاقين، ويحلفونهم ألا يبيعوا أو ينسخوا هذه الكتب"، ويروي ابن الأثير[47] في حوادث سنة 279هـ/ 892م أنه: "حُلف الوراقون ألا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفلسفة"، وكذلك لما قُتل الحلاج "أُحضر الوراقون وأُحلفوا ألا يبيعوا شيئًا من كتب الحلاج، ولا يشتروها"[48].


ثاني عشر: كانت اللغة العربية وسيلة لحفظ الآداب والآثار الأخرى، وذلك عندما أحس أصحاب هذه الآداب والآثار أنها تتراجع أمام المد اللغوي العربي، وظهرت أجيال فارسية ونصرانية، لا تجيد لغتها بعد غلبة العربية عليها، فكان النقل والترجمة وسيلة لتذكير هذه الأجيال بموروثاتها، ولو بلغة العصر العربية.

وإن يكن لبعض اللغات فسحة في المجتمع المسلم فإن اللغة العربية هي لغة الدولة، وما يتبع هذا من تغليبها،بل التوكيد عليها في الدواوين وفي المكاتبات[49]، وفي شؤون الحياة، على مثل ما مر بيانه في حادثة الحجاج، التي مر ذكرها، ويدخل في هذا رغبة المسلمين في نشر اللغة العربية، والعمل على جعلها لغة العلم والفكر والثقافة[50].


ثالث عشر: كان من الجوانب غير المحببة - بالضرورة - أن يتوسع الناس في المأكل والمشرب، وأن يتأثروا بأطعمة الفرس والروم من حولهم، لا سيما أن جزءًا من هؤلاء قد دخل في دين الله، فنقل معه موروثاته الشعبية، التي لم يرَ فيها تعارضًا مع الدين الجديد، وكانت النتيجة أن زادت الأمراض، وتطلب الأمر تطورًا في طُرق الوقاية والتشخيص والعلاج، فكان أن استعان المسلمون العرب بتجربة من سبقهم، بالإضافة إلى ما لديهم في مجالات الطب والصيدلة والكيمياء، وغيرها من مستلزمات الاستطباب.

هذا إذا ثبت أن المنقول إلى العربية - بالضرورة - يعبِّر عن حب الآخرين لثقافتهم، وحرصهم على نشرها.

وهناك من يقول إنه: "لا وجه لهذا الزعم؛ لأن الكتب المنقولة (لا سيما ما يختصُّ منها بالسُّرْيان) لم تكن سريانية مسيحية، بل وثنية يونانية أو هندية، ثم إن هؤلاء النَّقَلة لم ينقلوا هذه الكتب تطوعًا وابتداءً من عند أنفسهم، ولا هم نقلوا الكتب التي أحبوا نقلها، بل كانوا ينقلون ما يطلب منهم نقله بأجر"[51].


رابع عشر: على أن هناك بواعث أخرى للنقل والترجمة، يذكرها من يريد التوكيد على تأثير أمة من الأمم على الأمة الإسلامية، وتبرز من خلالها (الحاجة التي في نفس يعقوب)، التي ذكرها الأستاذ عبدالرحمن مرحبا بقوله: "ينبغي لنا ألا نغلو في تقدير أثر النقلة السُّرْيان، كما يفعل بعض الباحثين لحاجة في نفس يعقوب، فلا يجحد الأهمية الكبيرة التي يتمتَّعون بها في تاريخ الفكر العربي إلا جاهل أو مكابِر، ولكن هذه الأهمية لها حدودها المقررة التي لا يجوز أبدًا تخطيها، سواء في الحضارة الإسلامية أو في أي حضارة أخرى"[52]، ومنها ما ذكره أحدهم، من أن السُّرْيان والنساطرة والكلدان كانوا بحاجة إلى ما يتقربون به إلى الملوك والولاة، فكرسوا حياتهم لخدمة العرب والفكر الشرقي[53]، ومنها إمكانية الردِّ على الحركات العنصرية، "حيث تعرَّض العرب إبَّان العصر العباسي إلى حملة شعواء قادها الشعوبيون ضد العرب ومكانتهم وتراثهم"[54].

وكان من الدوافع المشجعة على النقل والترجمة ماديًّا التوجُّه نحو جلب الورق وصناعته[55]، وتطوير هذه الصناعة، وانتشارها في الأمصار الإسلامية[56]، ووجود الوراقين بكثرة، بحيث كانوا جزءًا من المكتبات، أو دور الحكمة، أو خزانات الكتب، على اختلاف في التسميات[57]، وكذا وجود أسواق خاصة بهم في الحواضر الإسلامية.



[1] عبدالرحمن مرحبا: الترجمة ومدى تأثيرها في تحوُّل الجدل الديني إلى اهتمام بالبحث العلمي والفلسفي؛ في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 328 - 374.

[2] أفلاطون (427 - 347 قبل الميلاد): تلميذ سقراط، وأستاذ أرسطو، من أشهر فلاسفة اليونان، له من الآثار: الجمهورية، والسياسة، والمحاورات، والشرائع، وصلت إلى العربية ملخصة، أو مجزأة، ما عدا الشرائع؛ انظر: المنجد في الأعلام؛ مرجع سابق - ص: 42.

[3] هرمس: ويسمى هرمس المثلث العظمة، يقال: إنه كان عالمًا، كاتبًا، عارفًا بالسحر، ذكره النديم في "الفهرست" (ص 327)، وذكره ابن أبي أصيبعة في: طبقات الأطباء، في أكثر من موضع، وقيل عنه: إنه أول من تكلم في علم الصنعة.

[4] عبدالرحمن بدوي: تقويم عام لتحقيق التراث اليوناني المترجم إلى العربية. في: أعمال ندوة الفكر العربي والثقافة اليونانية بمناسبة مرور ألف عام على ميلاد ابن سينا وثلاثة وعشرين قرنًا على وفاة أرسطو، من 21 إلى 24 جمادى الآخرة 1400هـ، 7 إلى 10 مايو 1980م - الرباط: كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، 1405هـ/ 1985م - ص: 19 - 26، وقد ورد مثال لهذا في الصفحة السابقة.

[5] عمر فرُّوخ: تاريخ العلوم عند العرب - ط 4 - بيروت: دار العلم للملايين، 1984م - ص: 80.

[6] علي بن يوسف القفطي: إخبار العلماء بأخبار الحكماء - القاهرة: مكتبة المتنبي، د. ت - ص: 227 - 229.

[7] انظر مثلًا: الحكيم، أحمد بن ميلاد، قسطنطين الإفريقي وغيره ممن تولى ترجمة الكتب الطبية. في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 375 - 380، ففيه نقاش لانتحال قسطنطين الإفريقي لبعض الكتب والمترجمات العربية.

[8] راضي حكيم: أرسطو بين مكفِّريه والمعجبين به - المجلة العربية؛ مرجع سابق - ص: 105 - 107.

[9] محمد فؤاد عبدالباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم - بيروت: دار إحياء التراث العربي، نقلًا عن مطبعة دار الكتب المصرية، 1364هـ/ 1945م - ص: 252، 468، 469، 525.

[10] برصوم يوسف أيوب: أول جسر عبرت منه ثقافة الروم والفرس إلى العرب - المجلة العربية مج 4، ع 1 (5/1400هـ) - ص: 88 - 92.

[11] عارف تامر: أثر الترجمة في الحضارة العربية - ص: 75 - 80. في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب - مرجع سابق.

[12] شحادة الخوري: حنين بن إسحاق: أحد بناة النهضة العلمية في العصر العباس - التعريب ع 7 (ذو الحجة 1414هـ/ حزيران (يونيو) 1994م) - ص: 133 - 151.

[13] أنور الجندي. شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي - دمشق: المكتب الإسلامي، 1398هـ/ 1978م - ص: 89.

[14] كمال شحادة. الترجمة وتراثنا - ص: 231 - 242.

في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب مرجع سابق.

[15] انظر: أحمد جلال التدمري. الأخلاق عند العرب قبل الإسلام وبعده - د.م: المؤلف، 1425هـ/ 2004م - 313ص.

[16] عبدالرحمن مرحبا. الترجمة ومدى تأثيرها في تحول الجدل الديني إلى اهتمام بالبحث العلمي والفلسفي - ص: 345 - 352. في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب - مرجع سابق.

[17] محمد عبدالرحمن مرحبا. الموجز في تاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 86.

[18] برصوم يوسف أيوب. أول جسر عبرت منه ثقافة الروم والفرس إلى العرب - المجلة العربية؛ مرجع سابق - ص: 89.

[19] فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي. مج 1، ج 1: في علوم القرآن والحديث/ نقله إلى العربية محمود فهمي حجازي - الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1403هـ/ 1983م - ص: 151 - 152.

[20] عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس: أبو جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني العباس، ويقال: إنه أول من عني بالعلوم من الخلفاء المسلمين، وفي هذا مبالغة، فيها غمط لحقوق من قبله. وكان محبًا للعلماء. وبنى مدينة بغداد، وغيرها وعمل أول أسطرلاب في الإسلام، وكان شجاعًا. توفي - رحمه الله تعال - محرمًا بالحج، ببئر ميمون، من أرض مكة المكرمة، سنة 158هـ/ 774م. انظر الخطيب البغدادي. تاريخ بغداد - 14 مج.- بيروت: دار الكتاب العربي، د. ت.- 10: 53.

[21] عامر النجَّار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية؛ مرجع سابق - ص: 53.

[22] خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: حكيم قريش، وعالمها في عصره. اشتغل بالكيمياء والطب والعلوم، وألف فيها رسائل. وأمر بنقل الكتب من اليونانية والقبطية. توفي رحمه الله تعالى سنة 85هـ/ 704م، وقيل سنة 90هـ/ 708م؛ انظر: النديم. الفهرست؛ مرجع سابق - ص: 419، وابن منظور. تهذيب تاريخ ابن عساكر - 29 مج؛ تحقيق: مأمون الصاغرجي - دمشق: دار الفكر، 1405هـ/ 1985م - 8: 33 - 37. وله مزيد ترجمة.

[23] شحادة كرزون: الترجمة: بداياتها - أطوارها - وجهاتها - بعض نتائجها - ص: 301 - 313.

في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب - مرجع سابق.

[24] محمد عبدالرحمن مرحبا: الموجز في تاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 70.

[25] المجوس: ذكرهم الشهرستاني تحت عنوان: من لهم شبهة كتاب، ويقال لها: الدين الأكبر، اختصَّت بالتثنية أصلين مدبِّرين قديمين، يقتسمان الخير والشر، والنفع والضر، والصلاح والفساد، أحدهما: النور، والآخر: الظلمة، انظر تفصيل هذه الملَّة عند: الشهرستاني، محمد بن عبدالكريم بن أبي بكر أحمد. الملل والنحل - ط 2 - بيروت: دار المعرفة ، 1395هـ/ 1975م - 1: 224 - 229.

[26] الصابئة: من صبأ الرجل إذا مال وزاغ. وتتركَّز نحلة الصابئة على الروحانيات، التي تقول بوسائط بين الله والعالم. وهم جماعة المندانيين، أتباع يوحنا المعمدان، وصابئة حرَّان، ويقولون: إن للعالم صانعًا فاطرًا حكيمًا مقدسًا عن سمات الحدثان، ويوجبون على أنفسهم معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله، ويُتقرب إليه بالمتوسطات المتضرعين إليه، وهم الروحانيون المطهرون المقدسون جوهرًا وفعلًا وحالة؛ انظر: الشهرستاني. الملل والنحل، المرجع السابق - 2: 6.

[27] محمد مروان السبع: حركة الترجمة العلمية وتوسعها في العصر العباسي - في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 185 - 191.

[28] محمد عبدالرحمن مرحبا: الموجز في تاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 71.

[29] هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور العباسي، خامس الخلفاء العباسيين، ولد بالري، وكان عالمًا بالأدب وأخبار العرب والحديث والفقه، يزور العلماء في ديارهم، وكان يغزو عامًا ويحجُّ عامًا، جنى عليه بعض المغرضين، ونسبوا إليه ما لا يليق به، توفي رحمه الله تعالى سنة 193هـ/ 808م؛ انظر: إسماعيل ابن كثير: البداية والنهاية - 14ج - بيروت: مكتبة المعارف، 1978م - 10: 312.

[30] البرامكة: ينسبون إلى برمك بن جاماس بن يشتاسف، وكان برمك من مجوس بلخ، وتمكن ابنه خالد في خلافة بني العباس، منذ بداية الخلافة، وذكر منهم ممن خدم الخلافة العباسية: خالد بن برمك، ويحيى بن خالد، والفضل بن يحيى، وجعفر بن يحيى، ومحمد بن يحيى، وموسى بن يحيى، وغيرهم من أبنائهم، نقم الرشيد على البرامكة، بسبب توغُّلهم في الخلافة، فنكبهم؛ انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان؛ مرجع سابق - 1: 106.

[31] المأمون: هو عبدالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، الإمام العالم المحدِّث النحوي اللغوي، ولي الخلافة سنة 189هـ، فتمَّم ما بدأه جده الخليفة أبو جعفر المنصور من مسيرة النقل والترجمة، وجمع المخطوطات، وقرَّب العلماء، وقال بخلق القرآن - أو شجع عليه - توفِّي عفا الله عنه سنة 218هـ/ 833م، وكانت ولادته سنة 170هـ/ 786م؛ انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد؛ مرجع سابق - 10: 183.

[32] المعتصم: أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور العباسي، ولد سنة 180هـ/ 796م، وتولى الخلافة سنة 218هـ/ 833، امتحن الناس بفتنة خلق القرآن، وفي زمنه امتحن الإمام أحمد بن حنبل، وضُرب بالسياط، بنى مدينة سامراء، وغزا عمورية، وتوفي عفا الله عنه سنة 227هـ/ 851م؛ انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء؛ مرجع سابق - 10: 290 - 306.

[33] انظر: صالح آدم بيلو: الثقافات الأجنبية في العصر العباسي 132 - 334هـ - مكة المكرمة - المؤلف 1408هـ/ 1988م - ص: 11 - 12.

[34] كليلة ودمنة: كتاب في إصلاح الأخلاق، وتهذيب النفوس، وضعه بيدبا الفيلسوف الهندي، وهو كتاب على ألسنة البهائم والطيور، وجاء على أربعة عشر بابًا، نقله من الهندية إلى الفارسية برزويه، ومن الفارسية إلى العربية عبدالله بن المقفع، وجعلت له ترجمات أخرى بين الفارسية والعربية والتركية؛ انظر: حاجي خليفة، مصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون - 2مج - د. م.: دار الفكر، 1402هـ/ 1982م - 2: 1507 - 1509.

[35] عبدالله بن المقفع: من أئمة الكُتاب، وأول من عني بترجمة كتب المنطق، ولد بالعراق سنة 106هـ/ 724م، وكان مجوسيًّا فأسلم، وترجم كتب أرسطوطاليس الثلاثة في المنطق، وكتاب المدخل إلى علم المنطق المعروف بإيساغوجي، وترجم عن الفارسية كتاب كليلة ودمنة، وله الأدب الكبير، والأدب الصغير، والصحابة، واليتيمة، وقتل متهمًا بالزندقة سنة 142هـ/ 759؛ انظر: القفطي: أخبار الحكماء؛ مرجع سابق - ص: 148، وابن حجر العسقلاني: لسان الميزان؛ مرجع سابق - 3: 366.

[36] انظر: عبدالحكيم حسَّان عمر، الترجمة الأدبية ومشكلاتها - الفيصل ع 239 (جمادى الأولى 1417هـ/ سبتمبر - أكتوبر 1996م) - ص: 39 - 44.

[37] علي حسين الشطشاط: الطبيب والمترجم الناقل ثابت بن قرَّة الحرَّاني - بنغازي: جامعة قاريونس، 1990م - ص: 62.

[38] محمد عبدالرحمن مرحبا: الموجز في تاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 71.

[39] علاَّن الشعوبي الورَّاق، فارسي الأصل، من أتباع البرامكة، يضرب به المثل في كرهه للجنس العربي، وما تذكر الشعوبية إلا ويذكر معها، كان عالمًا بالأنساب والمثالب والمنافرات، ورَّق في بيت الحكمة ببغداد، وله تصانيف؛ منها: الميدان في المثالب، توفي سنة 218هـ/ 833م؛ انظر: ياقوت الحموي: معجم الأدباء - 20ج - بيروت: دار إحياء التراث العربي، د.ت - 12: 191 - 196.

[40] خضر أحمد عطا الله: بيت الحكمة في عصر العباسيين - القاهرة: دار الفكر العربي، (1989م) - ص: 336.

[41] القدِّيس يوحنا الدمشقي: حفيد سرجون، كاتب عند معاوية، ألَّف في اللاهوت، والفلسفة والخطابة والتاريخ والشعر؛ انظر: المنجد في الأعلام؛ مرجع سابق - ص: 564.

[42] انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون - 3ج - ط 4 - القاهرة: دار المعارف، 1980م - 1: 72.

[43] المانوية: أصحاب ماني بن فاتك، أحدث دينًا بين المجوسية والنصرانية، كان يقول بنبوة عيسى ابن مريم عليهما السلام، ولا يقول بنبوة موسى بن عمران عليه السلام، ويزعم أن العالم مصنوع من أصلين قديمين؛ أحدهما نور، والآخر ظُلمة، وأنهما أزليان؛ انظر: الشهرستاني: الملل والنحل؛ مرجع سابق - 1: 244 - 249.

[44] ذكر النديم في: الفهرست (ص 399 - 408) مجموعة من آثارهم المنقولة إلى العربية، منها كتب ماني ورسائله.

[45] انظر: أحمد بن محمد بن عبدالله الدبيان:حنين بن إسحاق؛ مرجع سابق - 1: 40.

[46] يحيى بن محود بن جنيد: الوراقة: دراسة في المفهوم والمصطلحات - ص: 135،

في: صناع المخطوط العربي الإسلامي من الترميم إلى التجليد - دبي: مركز جمعة الماجد، 1418هـ/ 1997م.

[47] علي بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني الجزري، ابن الأثير، مؤرخ من العلماء بالنسب والأدب، تجول واستقر في الموصل، وتوفي بها، له من التصانيف: الكامل، وأسد الغابة في معرفة الصحابة، واللباب، وتاريخ الدولة الأتابكية، وغيرها، توفي رحمه الله تعالى سنة 630هـ/ 1232م؛ انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان؛ مرجع سابق - 1: 347.

[48] يحيى وهيب الجبوري: الكتاب في الحضارة الإسلامية؛ مرجع سابق - ص: 101.

[49] أحمد بن محمد بن عبدالله الدبيان: حنين بن إسحق؛ مرجع سابق - 38: 1.

[50] فاضل محمد الحسيني: أثر حركة الترجمة في رفد الحضارة العربية الإسلامية - تاريخ العرب والعالم؛ مرجع سابق - ص: 48.

[51] انظر: عمر فرُّوخ: تاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص: 113.

[52] عبدالرحمن مرحبا: الترجمة ومدى تأثيرها في تحول الجدل الديني إلى اهتمام بالبحث العلمي والفلسفي - ص338: في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب - مرجع سابق.

[53] برصوم يوسف أيُّوب: المراكز الثقافية المهتمة بالترجمة والتي أثرت في الحضارة العربية - ص: 42. في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب - مرجع سابق.

وينقل هذا الدافع عن موسى يونان غزال، في علم له تحت عنوان: حركة الترجمة والنقل في العصر العباسي - ص: 13 - 14.

[54] فاضل محمد الحسيني: أثر الترجمة في رفد الحضارة العربية الإسلامية- تاريخ العرب والعالم، مرجع سابق - ص: 44 - 60.

[55] نشأ أول مصنع للورق مجلوبًا من سمرقند سنة 235هـ/ 849م، في محلة ببغداد، اسمها دار القز، ثم نشأ مصنع بالقاهرة سنة 241هـ/ 855م، ثم انتقلت الصناعة إلى الأندلس، بعد ذلك؛ انظر: ربحي مصطفى عليان: "حركة الوراقين في الحضارة العربية الإسلامية: دراسة" - الهداية ع 201، مج 17 (ذو القعدة 1414هـ/ 1994م) - ص: 84 - 95؛ وانظر أيضًا: محمد ألفا جالو، الحياة العلمية في نيسابور خلال الفترة 290 - 548هـ/ 901 - 1153م - رسالة دكتوراه - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة أم القرى، 1420هـ - ص: 176.

[56] انظر: محمد أحمد زيود: مدرسة آل حنين وأثرها في التراث العلمي والعربي - ص: 294- 365. في: الحضارة العربية الإسلامية في العصور الإسلامية ودورها في بناء الحضارة العالمية.

القاهرة: اتحاد المؤرخين العرب، 1423هـ/ 2002م.

[57] انظر: علي بن إبراهيم النملة: الوراقة وأشهر أعلام الوراقين: دراسة في النشر القديم ونقل المعلومات - الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 1415هـ/ 1995م - 188ص.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة